فزت ورب الكعبة../علي وهيب الركابي

Wed, 8 Jul 2015 الساعة : 18:00

يسير بخطى الموت يدركه يقلب النظر في ظلام الليل المتهالك نحو بزوغ فجر الحق والخلاص من ثقل الهموم ونهاية الصبر على امة لم تعرف وتميز بين ما يريده منها وما تريده منه فشكلت له غصة بعد غصة عليه السلام وايها نذكر بعد رحيل ابن عمه ونفسه وقد عانى جهل امة لم تعرف خلاصها ابتداءا بغصب حقه(وهو يعلم محلي منها محل القطب من الرحى ) وقتل خليلته بنت رسول الله صلى الله عليه واله ولم يجد لحسامه موقعة في ذلك الا ان يرده في جرابه عهد عاهد به حبيبه رسول الله ان يحفظ دين الله في الارض وبقائه وهو بعد فتي على امة لم تعي دستورا نازلا من عند رب رحيم يريد بها السلام في الارض (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ), ثم تأتي طعنة اخرى من اصحاب الامس بفتنة تقمصها ابن اكلة الاكباد يطلبون حقا بباطل ثم ما ان يستفيقوا قادتها حتى يكون نهاية امرهم بها فتنة احرقت واولجت في نفس امير المؤمنيين روحي له الفدا شجا ومرارة بين احقاق حق يذهب زهائه الاسلام وبين حق له يغتصب , ثم توالت عليه الليالي العرجاء في صفحات الاسلام السوداء حتى الت اليه بخضابها تريحه من هم اثقل محياه .حتى اصدح سلام الله عليه بمرارة يقول
(يا أشباه الرجال ولا رجال، حُلوم الأطفال، وعقول رَبَّات الحِجال، لوددتُ أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة حزتُ والله ندماً، وأعتبت سدماً ... قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجَرَّعْتُموني نغب التهام أنفاسنا، وأفسدتم عَلَيّ رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب، ولكن لا رأي لمن لا يُطاع )....
أيّها الناس أمّا بعد لم يكن ليفقأها ( الفتنة ) أحد غيري ، ولو لم أك بينكم ما قوتل أصحاب الجمل وأهل النهروان ، وأيم الله لولا أن تنكلوا وتدعوا العمل لحدّثتكم بما قضى الله على لسان نبيّكم ( صلّى الله عليه وآله ) لمن قاتلهم مبصراً لضلالتهم عارفاً للهدى الذي نحن عليه,سلوني قبل أن تفقدوني ، إنّي ميّت أو مقتول بل قتلاً ، ما ينتظر أشقاها أن يخضبها من فوقها بدم ) ، وضرب بيده إلى لحيته ، ( والذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة ، ولا عن فئة تضلّ مائة أو تهدي مائة إلاّ أنبأتكم بناعقها وسائقها....
لم يجرأ على قولها احد بعده ولا قبله (سلوني قبل ان تفقدوني ), فكان جزاء هذه الشخصيه من امة جهلت مقامه سلام الله عليه الغصه بعد الغصة وذكرها اكثر من مرة ظلم الناس له وسلبه حقه وهو ناصح لهم غير مبال لدنياهم (يا دنيا غري غيري ابي تعرضتي ....) .. يجندهم للحرب في الصيف يقولون له لاطاقة لنا بحر الصيف وفي الشتاء لا نتحمل برده فحار في قوم لا يريدون صلاحا لهم ولدنياهم قبل اخرتهم حتى قال امير المؤمنيين وهو يشكوا امته (ملكتني عيني و أنا جالس فسنح لي رسول الله (صلىاللهعليه وآله و سلم) ، فقلت يا رسول الله، ما ذا لقيت من أمّـتك من الأود و اللدد فقال(صلي الله عليه و آله و سلم): ادع عليهم....
فإذاً يريد الإمام علي أن يلعنهم، فماذا يقول؟ كيف يقابل كل هذا العداء؟ رفع يده للدعاء و قال: " أبدلني الله بهم خيراً لي منهم و أبدلهم بي شرّا لهم منّي يعني يا إلهي، خذ علي إلى جوارك)....
كثيرة هي الكلمات ولا تسع شخصية هذا الرجل العظيم وقد كان له في كل منهل بحرا زاخرا من العطاء في العلم والشجاعة والعبادة والعدالة والايمان ووووو
فسلام عليك سيدي يا ابا الحسن يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ...

Share |