التعليم المسرع في العراق وتدني نسب النجاح فيه ....الأسباب والنتائج!!؟؟/فرج الخزاعي

Wed, 8 Jul 2015 الساعة : 17:47

التعليم المسرع هو نوع من التعليم غير النظامي الذي أوجدته ظروف أستثنائية قاهرة تعرض لها بلد ما بصورة عامة والتعليم في ذلك البلد بصورة خاصة لذلك وجد هذا التعليم في العراق والبلدان التي طبق بها ليكون جاذباً للأطفال الذين تعرضوا لتلك الظروف القاهرة والتي منعتهم من عدم الألتحاق بالمدارس أصلاً أو انهم تسربوا منها في مرحلة مبكرة من الدراسة الابتدائية ,  ولو تمعنا في تلك  الظروف التي منعت هولاء الأطفال من الألتحاق بالمدارس او التسرب منها نجد أنها مشاكل جمة لايمكن حصرها هنا  فمنها بسبب الحروب والكوارث الطبيعية ومنها ما هو اقتصادي يخص البلد والعائلة أو يكون اجتماعي وذلك عندما يكون الطفل ضحية لمشاكل الأسرة وقلة المتابعة منها له او نفوره من المدرسة بسبب سوء المعاملة من بعض المعلمين او بعض اقرانه من التلاميذ وهناك اسباب نفسية تعود للتلميذ نفسه تجعله كئيباً خجولاً يهاب مواجهة الغير من الأجانب كالمعلمين والتلاميذ مما يجعله كثير الغيابات والهروب من المدرسة ولهذه الأسباب مجتمعة أضافة الى اسباب اخرى يطول ذكرها ينتج لدينا جمع من الأطفال هم خارج التعليم ويكونون ضحية للأمية والجهل  والضياع والعديد من السلوكيات الخاطئه  كالتسكع في الشوارع والمقاهي الشعبية ومرافقة اصدقاء السوء وقد أستطاعت مدارس التعليم المسرع وعلى بساطة الأمكانيات المتاحة فيها وقلة الاهتمام من قبل الدولة والمعنيين في الشأن التربوي فقد أستطاعت من استعياب اعداد كبيرة منهم وانتشالهم من واقعهم المزري والضياع الذي يواجهونه وتأهيلهم من جديد للسير في الحياة الدراسية أسوة باقرانهم الاخرين في المدارس الصباحية, ولكن وللأسف الشديد فأن أدارات هذه المدارس صدمت بمشاكل عديدة جعلتهم لايحققون نسب نجاح بمستوى الطموح أو أن المسؤولين في وزارة التربية قد طالبوا بنسب نجاح فوق مستوى هولاء التلاميذ الذين مدة الدراسة في مدارسهم هي ثلاث سنوات وهم من الذين لم يلتحقوا بالمدارس اصلاً أو من الذين تركوا التعليم لعدة سنوات الى الحد الذي باتوا لايتذكرون من المناهج شيئاً , فيكف يقارنوا بتلاميذ المرحلة الأبتدائية المقررة دراستهم  بستة سنوات على الرغم من أن المناهج التي تدرس في المسرع هي ذاتها التي تدرس في التعليم الصباحي فكيف تعامل مدارس المسرع مع المدارس الصباحية التي تمتا ز  بأنتظام الدوام فيها واستقرار الملاكات التعليمية والتجهيز المبكر للكتب المدرسية ووفرة الوقت الكافي للتدريس  بينما تعاني مدارس التعليم المسرع من ضيق الوقت الذي حدد بأربعة ايام أضافة الى أنحسار ساعات الدوام اليومي التي لا تتعدى الساعتين في بعض المدارس كونها مزدوجة مع دوام ثلاثي أو رباعي  كما أن تجهيز الكتب المدرسية لايتم في الوقت المقرر بل  قد لاتجهز أصلاً مثلما حصل للسنتين الاخيرتين مما دعا أدارت المدارس للاستعاضة ببعض البدائل كالملازم او الملخص السبوري او استنساخ الكتب , أضافة الى ان تلاميذ التعليم المسرع هم من كبار السن والذين يتعاطون التدخين وبعض الممنوعات الأخرى والذي يتطلب من  الادارات  والمعلمين معاملة خاصة وأستثنائية كما أن عدم ألتزام التلاميذ بالدوام لأسباب عديدة منها أن اغلبهم هم معيلون لعوائل مما يحتم عليهم الغياب من المدرسة للعمل واعالة عوائلهم بينما البعض الأخر وللأسف الشديد من الذين هم خارج السيطرة لعوائلهم وأصبحوا يسرحون ويمرحون دون رقيب وفي هذه الحالة فأن الأدارة  تقع بين أمرين فلو عاملتهم بحزم يقوم التلميذ بترك الدراسة وأن تركت الحبل على الغارب فأن  الآمر يشجع على عدم الالتزام بالدوام والتغيب المتكرر حتى من التلاميذ الذين ليس لديهم أعذار للغياب تأثراً بالاخرين الذين تضطرهم أسباب موضوعية للغياب ويأتي هذا بسبب  أنعدام المتابعة من الأبويين للتلميذ كما أسلفنا سابقاً ويضاف سبب أخر هو اعلان الوزارة للدخول العام للتلاميذ للأمتحانات العامة مما يجعل تلاميذ المرحلة الأخيرة ينقطعون من الدوام بوقت مبكر وحال سماعهم بالدخول العام الذي غالباُ مايعلن قبل أكثر من شهر ونصف من الأمتحانات على اعتبار أنهم داخلون للأمتحان سواء رضيت الأدارة ام ابت مما يجعلهم  غير مطلعين على المناهج خاصة التي أشرنا الى أنها غير موجودة او كلها أو جزء منها على أقل تقدير , وعليه ومن بال عملي في هذا المجال ومعايشي الشخصية فأعتقد أن هذه الأسباب مجتمعة اضافة الى اسباب لم نتطرق لها خوفاً من الأطالة جعلت دوام مدارس التعليم المسرع دواماً قلقاً ومرتبك وغير مستقر مما ينعكس سلباً على مستوى التلاميذ العلمي والذي ينسحب على نسب النجاح التي أصبحت متدنية في الأعوام الأخيرة والذي ساهم به المشرفون على القاعات الأمتحانية بنسبة ما بهذا التدني من خلال بعد المركز الأمتحاني عن التلاميذ أضافة الى المعاملة القاسية من البعض للتلاميذ بحجة انهم كبار ولايمكن السيطرة عليهم الا بالقوة والترهيب مما يضطر الكثير من التلاميذ على التغيب من الأمتحانات وخاصة أذا ما أصطدم التلميذ بصعوبة الأسئلة الأمتحانية التي هي فوق مستواه الدراسي والمعرفي , وهنا اتسائل لماذا تعطي الوزارة ثلاث أدوار للأمتحانات في بعض السنوات دون أن تناقش أسباب تدني نسب النجاح والتي تساهم صعوبة الأسئلة مع العوامل الأخرى للتدني آمل أن اكون  قد وضعت ما وجدته سبباً لهذا التدني المحبط للهم في مدارس التعليم المسرع واتمنى من القائمين عليه أن يتدارسوا ماتطرقنا له من اسباب  ومعالجة مايمكن معالجته خدمة للعملية التربوية في عراقنا الحبيب ومايساعدنا في رفع المستوى العلمي لتلاميذ مدارسنا ومن الله التوفيق والسداد

Share |