احذرو دعاء الفقير عليكم فانه سوف يهلككم
كان ولازال جاري يسكن في بيت إيجار وتبلغ مساحته ( ستون متراً) وكان يعمل في البلدية وكان  يتقاضى راتب شهري مئتان وخمسون دينار عراقي وايجار البيت مئتان والباقي خمسون دينار لأكن ما احلاهن ما اطعمهن يالله ما اغناه
لاكن لو كان يملك بيتاً لكان اسعد انسان .
وكان يذهب كل يوم في الصباح الى العمل  ويمر من قرب بناءً لشقق سكنية وسمع الناس تقول ستوزع هذه الشقق للفقراء فبدا يتأمل يومياً ان يحصل على شقة
وفي يوماً ما أمضى ليله على التلفاز وكانت ايام انتخابات فيتفرج على دعايات و وعود المرشحين  والفت انتباهه انه قال مسؤول سوف نوزع شقق على الفقراء وقال اخر وآخر والكل يقول ( الفقراء )
وجلس متأخر في اليوم التالي وكسلان وركب  الباص كالمعتاد وقال لسائق الباص اخي اذا نمت فارجو ان تنبهني فانا اصل الى البلدية
وتحرك الباص وسمع شخصا في نفس الباص يقول غداً سوف توزع هذه الشقق على الفقراء فقال له اين مكان التقديم فادله فذهب في اليوم التالي
فوجد الناس متجمعه وكانت هناك لافتات تقول أهلاً بالفقير واخرا ترحيباً بالفقير وآخرا...
ثم دخل وقدم اوراقه كاملتا متزوج ، عنده خمسة اطفال ، لا بيتاً ،لا عرصة ،هو وزوجته ، وأيضاً ورقه بمقدار الراتب
فبداء فرز الاسماء وكان من يظهر اسمه في القرعه كان يصرخ فرحاً
حتى مضى ثلاث ساعات على فرز الاسماء واعلن انه بقيت اخر شقه ، وسيسحب اخر اسم واذا باسمه يظهر في القرعه .. جن جنونه لم تسعه الارض من الفرحه صرخ  يالله ياالله ثم استلم كل ما يخص الشقه وذهب الى البيت وابلغهم وكانت الاهازيج تسمع من خارج الدار
وذهب في اليوم التالي واستلم الشقه ورتب اثاثهم البسيط هو وزوجته واطفاله وسمع صوت الاذان فقال لزوجته لندعو لكل من ساهم وعمل للفقراء فجلس ليصلي وزوجته الى جانبه واطفاله الى الجانب الاخر وسجدو شكراً لله ثم رفع رأسه وقال ( يا رب .....
ثم ضرب السائق على ظهره استيقض استيقض يا اخي فقد وصلت الى البلدية
احذرو دعاء الفقير عليكم فانه سوف يهلككم