القفه- الطبكه- البلم- الريكه--- وسائلنا في النقل المائي عبر الأنهر والاهوار والمسطحات المائية في ما مضى-إبراهيم الوائلي

Thu, 29 Sep 2011 الساعة : 10:28

1.    في سنة 1965 وحصرا يوم 6/11/1965 من ذلك العام استلمت من مديرية
المعارف في لواء المنتفك هكذا كانت تسمى أمر التعين في مدرسة المتنبي الابتدائية للبنين والتي تقع في الضفة اليسرى من نهر الغراف الخالد ومعظم ساكنيها من عشائر بني ركاب العربية الاصيله وفي قرية البوحمزه(العبيد) وشيخها المرحوم كاظم الجازع العبار---فرحتي لا توصف خاصة عشت الإملاق والعوز والفقر علاوة على إني يتيم الأبوين في ذلك الوقت كان المعلم يحتل حضوه اجتماعيه واقتصاديه لايستهان بها-- لم انم تلك ألليله اضرب أخماس باس داس ولعل الفجر يسعفني من الأحلام والرؤى –انطلقت بدراجتي  ألهوائيه التي ابتعتها للتو بمبلغ ثلاثة دنانير عراقيه إلى ضفة نهر الغراف اليمنى لغرض العبور والذهاب إلى المدرسة انتابني الخوف والهلع وإنا أشاهد البلم هكذا يسمى(القارب) يتمايل شمالا وجنوبا والمعيبرجي يتفنن في سحب السيم والبلم يتسارع في بلوغ الضفة اليسرى من نهر الغراف هممت بالرجو ع إلى البيت لأنني لااحتمل المنظر لكن الاخوه المعلمون هدؤوا من روعي وقالوا سوف تعتاد على هذا المنظر ويصبح عمليه روتينيه-- بين مصدق ومكذب وصلنا الضفة الأخرى وانطلقت بدراجتي الهوائية—المعيبرجي سخر مني قائلا إن الأخ يركب القارب أول مره(يامعود راح يصير  أستاذ في قادمات الأيام في عبور النهر)والله صدقت نبؤته وقمت أتفنن في الصعود والجلوس—المصيبة الثاني هي إنني شاهدت الطبكه وعليها سيارة محمولة وقطعان من الماشية على ظهرها لغرض العبور---مع بدا السير فوجئت وانأ امتطى الدراجة هاجمتني قطعان من الكلاب وأشدهم فتكا هو كلب صياح العبد الله كان شرس تهابه المارة اندفع نحوي بقوة وكأنه يعرفني جديد وزوج ومن شدة خوفي منه أطلقت صيحات الاستغاثة وهرع الناس بسرعة لتخليصي من سطوته –كان السائد في ذلك الزمن النقل النهري بسبب انعدام النقل بالسيارات وندرته  والأسباب عديدة منها الطرق غير معبده  والسيارات نادرة هذه الحوادث المتسارعه جعلتني أهم بالرجوع إلى مديرية المعارف لتغير مدرستي وإبدالها بمدرسه أخرى---- دارت عقارب الساعة واستمر تواجدنا في المدرسة سبع سنين نمتطي الدراجة الهوائية ونقطع مسافة 30 كم يوميا وبعد الرجوع نمارس لعبة كرة القدم لمدة ساعتين لأنني من حماة الأهداف المشهورين----هكذا كان العبور(البلم والطبكه والعبارة وسيم السحب)وكانت المواشي والحوائج كلها تنقل عبر تلك الوسائط فقط وطالما انقطع سيم السحب للطبكه وادي ذلك إلى انحدارها مسافة بعيده عن المدينة مما يضطر المعيبرجي إلى قطع مسافات لإرجاعها----خؤولتنا  يسكنون ألصباغيه—أراضي تبعد عن المدينة حوالي 7كم نركب القوارب ونأتي إلى القلعة بواسطتها طبعا عكس التيار وهذا يتطلب إن يسحب القارب من قبل مساعد المعيبرجي المسكين الذي يجريه إلى المدينة إما إذا كانت الرياح عاتية فإنها المصيبة والطامة الكبرى الثمن طبعا أربعة فلوس لاغيها ---زمن لايصدق—بعد سنين دخل المحرك النفطي إلى السفن والقوارب حيث تسير السفينة بقوة المحرك النفطي كنا نذهب إلى لرفاعي والفجر بواسطة هذه السفن واعتبرت في وقتها طفرة نوعيه في النقل والتنقل وهناك حادثه حزينة عاشتها مدينة القلعة من خلال النقل بهذه السفن  عام 1959وخلال  الاحتفال بيوم السلام العالمي في شهر نيسان من ذلك العام في مدينة الرفاعي اندفع الناس سيرا على الإقدام وركوب الحيوانات والدراجات الهوائية والبعض الآخر لجاء إلى تلك السفن بكثافة وعند الاستدارة بالقرب من ماكينة طحين الكواظمه انكسر غطاء السفينة العلوي الذي كان يكتظ بالمحتفلين وسقطوا في النهر وغرق من غرق وأنقذ من أنقذ وهرع ابناي المدينة لإنقاذ الغرقى ولعب المرحوم الطيار هادي نعمه شويخ دورا كبيرا في انقاذ الكثيرين ---اصاب ألمدينه الحزن والحداد لمدة سبعة أيام بلياليها وأرسل المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله وفدا على مستوى  رفيع للتعزية--- فقدت المدينة ستة من شبابها في عمر الزهور واعتبرت نكبه للمدينة وتم دفنهم في مقبرة واحده في النجف تسمى مقبرة شهداء السلام لازالت تحويها مقبرة قلعة سكر القديمة والدفان(أبو جواد)—كانت مناظر الدوب في نهر الغراف تفتح القلوب لكثرتها وهي تتوسط النهر لعمق الغاطس وترى ربانه تلك السفن وهم يشعلون النيران لطهي طعامهم وغسل ملابسهم  بينما تجمعت القوارب  القادمة من الاهوار محمله بالخلال المطبوخ والسمك المجفف والخريطة الذي يجنى من البردي والسلال والإطباق والقف المصنوعة من خوص النخيل---- الدوب وهي حاويات تسحبها محركات الديزل  ومن خلالها تنقل الحبوب الحنطة والشعير والسمسم والماش والذرة وغيرها والجلود والأصواف إلى ألبصره ومن هناك إلى العالم لان مدينة قلعة سكر كانت مشهورة بإنتاج الحبوب والجلود والأصواف وهي مدينه اقتصاديه واليوم بلقع وقد لعب الزمن لعبته---هذه وسائطنا بالأمس مع كثرة الإنتاج إما اليوم فمع التطور الهائل بطرق النقل ووسائطه العديد فان الإنتاج الزراعي والحيواني يكاد إن يكون معدوم ------حلاوة الأمس ومرارة اليوم--- زمن مضى وانتهى ولن يعود---بقى ذكريات عالقة في الأذهان إبراهيم الوائلي الديوان الثقافي ذي قار/قلعة سكر
24/9/2011 

Share |