تناولت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً صوراً باذخة لمأدبة الافطار التي أقامها رئيس مجلس النواب السيد سليم الجبوري لآركان الحكومة العتيدة وقد أكدت بعض الاخبار أن كلفة هذه المأدبة قد بلغت 250 مليون دينار عراقي وهنا من حقنا كشعب أن نطرح تساؤلات مشروعه .هل خلى البلد من الفقراء والمحتاجين وهل وضعنا الاقتصادي العام يسمح بهكذا أمور وعليه فمن أعطى الحق للسيد رئيس مجلس النواب ان يصرف من أموال الشعب وفي شهر كريم كان الاحرى به أن يكون قريباً من الله بعيداً عن السحت الحرام هذا أذا ماعرفنا أن البلد يمر بأزمة مالية خانقة قد ألقت بظلالها على الوضع العام في البلد , وكما بودنا أن نسأل المدعويين من الاحزاب الاسلامية التي مابرحت أن تقرأ رسالة الامام علي ( ع ) لواليه على البصرة عثمان بن حنيف حينما سمع أنه دعي الى مأدبة أحد أغنياء البصرة فما كان من الامام ( ع ) الا أن وبخه حينما قال (
أَمَّا بَعْدُ، يَابْنَ حُنَيْف
فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً مِنْ فِتْيَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَعَاكَ إلى مَأدُبـَة فَأَسْرَعْتَ إِلَيْهَا تُسْتَطَابُ لَكَ الألوَانُ، وَتُنْقَلُ إِلَيْكَ الْجِفَان

وَمَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجِيبُ إِلى طَعَامِ قَوْم، عَائِلُهُمْ  مَجْفُوٌّ ، وَغَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ. فَانْظُرْ إِلَى مَا تَقْضِمُهُ  مِنْ هذَا الْمَقْضَمِ، فَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ عِلْمُهُ فَالْفِظْهُ، وَمَا أَيْقَنَتَ بِطِيبِ وَجهِهِ فَنَلْ مِنْهُ. أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأْمُوم إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ ) فكيف لرجالات ادعوا انهم من اتباع علي ( ع ) ليخالفوا سلوك ومنهج ووصايا علي ( ع ) وبهذه الصورة المخجلة والمحزنة وكيف  حضروا ولم يتذكروا أن هناك مقاتلون على جبهات القتال وهم صائمون وحينما يفطرون فلا يفطرون الا بقنية ماء حار وقطعة خبز يابسة مع أنهم أكثر كرماً منا جميعا لقول الشاعر ( والجود بالنفس اقصى غاية الجود  ) ولكن واسفاه ان لدينا قادة هم مصداق لقول امير المؤمنين علي ( ع ) حينما قال ( يقضمون مال الله قضم الابل نبتة الربيع )    ولا نقول أزاء أعمال حكامنا هذه الا خصيمكم يوم القيامة محمد ( ص ) وعلي بن أبي طالب ( ع )  راعي وكافل الفقراء واليتامى يامن تماديتم في أكل الحرام حتى لم يمنعكم شهر الله من سرقة مال الله ومال عياله لان ( الفقراء عيال الله )(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين )