"فرنسا" (ساركوزي) أول المجرمين؛ و"فرنسا" (هولاند) أول المُكْتوين!!؟.. وحان وقت دفع الثمن!/سامي عواد
Fri, 3 Jul 2015 الساعة : 17:23

"خُذُوا الحكمة من أفواه المجانين"! كان "معمر القذافي" قد حذر الغرب وأميركا من تماديها في اللعبة القذرة التي شاركت فيها "تركيا" (أردوكان) و "إسرائيل" (النتِنْ ياهو)!!؟ وخصيان الخليج (الروافض النواقص) ببعض التمويل المالي والبشري من قطعان ماشية المتخلفين والجهلة والحاقدين!!... حذرهم من جريمة التدخل في الشأن الليبي لأنهم سوف يكونوا السبب في دمار بلد وقتل شعب آمن وراضٍ على أية حال بحكومته وزعيمه؛ ولو نقارن ليبيا اليوم وما حل بها فسيكون "القذافي وحكمه" أفضل بكثير من تلك المأساة والكوارث التي حلت بالشعب الليبي وما تلى ذلك الإعتداء الصارخ عليها من كوارث متتالية على بلدان أخرى لا زالت تنزف دماً وتنهار دماراً كانت له بداية شريرة ولن تبد له نهاية جديرة.
حذرهم من أنهم سوف يدمرون ليبيا؛ فحصل ما حذر منه؛ وحذرهم أن زحف المهاجرين سوف يتدفق على أوروبا وبضمنهم الإرهابيين فكان ذلك ولا زال يجري وبدأت خطورة الموقف تتفاقم في كل أوروبا أما أميركا التي ورطت أوروبا فهي في منأى مما يحدث وما أصابها إلا الضرر الإقتصادي الذي عوضته ببيع الأسلحة بأثمان غالية ورهن بلدان لها – كالعراق مثلاً-!! وشراء النفط وتخزينه بأثمان رخيصة!؟. وحذر من أن دور تدمير الإسلام والمسلمين سوف يأتي بعد تدمير الشيوعية والإشتراكية بهم أولا ومن ثم سوف يدمرون الإسلام بالمسلمين أنفسهم وهذا ما يجري اليوم!!
كان "القذافي" قد أرسل قوات كافية لقمع التمرد في "بنغازي" وإنهاء أو القضاء على الفتنة التي كان مخطط له أن تبدأ من "بنغازي" لبعدها عن العاصمة وأنها من المدن الحدودية حيث يسهل دخول المرتزقة والإرهابيين المعدين سلفا في معسكرات تركيا وإسرائيل وكذلك سهولة دخول الأسلحة الخفيفة والثقيلة وما كان ينقصهم غير الطائرات؛ وعندما شعر المخططون لهذه المؤامرة! الكبرى على بلدان المنطقة بأن خطتهم سوف تفشلها القوات القادمة من طرابلس مع بعض الطائرات لحسم الموقف ووأد التمرد.. بادرت "فرنسا" (ساركوزي) الفاسد! بإرسال طائرات "الميراج" التي تصدت لقوات "القذافي" الزاحفة بسرعة نحو "بنغازي" واستطاعت تدميرها وإجبارها ما تبقى منها على التراجع والهزيمة لتستمر قوى التمرد بالسيطرة التامة على "بنغازي" مما شجع مدن أخرى وخاصة النفطية منها بالتحرك وإعلان التمرد هي الأخرى ومن ثم تطورت الأحداث المعروفة والتي لا زالت تفتك بالشعب الليبي وتدمر أرضه والتفريط بنفطه الذي هو الهدف الإستراتيجي لكل ما يجري من دمار وخراب وقتل وتشريد.. فكانت "فرنسا" (ساركوزي) أول المجرمين وعليهم دفع الثمن!!
لقد تعالى صراخ وتذمر وخوف الحكومة الفرنسية في هذه الأيام بعد العمليات الإرهابية التي حدثت في بعض مدنها وآخرها في معمل "الغاز" إحدى المدن الفرنسية ومثل هذه الأحداث مرشحة للتوسع في الأيام المقبلة مما دعا رئيس الوزراء الفرنسية "مانويل فالس" إلى عزم الحكومة الفرنسية لإغلاق بعض المساجد الإسلامية وهيئات وجمعيات إسلامية تدعو إلى الفتنة والدعوة إلى عمليات انتقامية؛ واتخاذ إجراءات أخرى أشد صرامة تجاه تلك الهيئات والجمعيات التي يثبت أسهامها في عمليات إرهابية في فرنسا التي أصبحت مرشحة لدفع ثمن رعايتها وتشجيعها لتلك الحركات والتجمعات الإسلامية على اختلاف اتجاهاتها واستخدامها في عهد محاربة الشيوعية والمد الاشتراكي سواء كان في أوروبا والأهم منها في بلدان الشرق الأوسط والتي نتج عنها منظمة "القاعدة" والإخوان المسلمين ومن ثم ما يسمى اليوم بـ "الدواعش"!! كل تلك التنظيمات هي من صنع أميركا والغرب وتركيا وإسرائيل بمساهمة محميات الخليج في التمويل وتجهيز المغفلين والحاقدين. لقد دخلوا أو تسللوا إلى سوريا والعراق بنفس الطريقة فكانت الأردن ثم درعا وكانت تركيا ثم أدلب وكان الإقليم والقامشلي!!؟ ثم احتلال الموصل؛ وهكذا فالمخطط الإجرامي الكبير "دولي" و بمساعدات محلية!!
"الحكمة"! الأخرى (في الإعادة إفادة) التي أطلقها "معمر القذافي" في حينه وكشف فيها جانب من المخطط الأميركي الصهيوني في العالم العربي والإسلامي هي أنه قال: "إن الغرب وأميركا وإسرائيل يخططون لضرب الشيوعية بالإسلام وعندما ينتهون من الشيوعية فسوف يتجهون نحو الإسلام لضربه بالإسلام" وهو ما يحدث اليوم وعلى نطاق واسع وبشع إلى درجة أننا اليوم في العراق بدأنا نشعر بأن نظام "صدام حسين"!! أفضل مما نحن عليه الآن!!؟ وإن المؤامرة طبقت علينا بنفس الطريقة التي طبقت في ليبيا رغم ديكتاتورية أولئك "الزعماء" المجانين؛ وإن الغرب وأميركا أثبتوا أنهم أبشع البشر وأفسد الحكومات رغم كل مظاهر الحرية والديمقراطية التي يتمتعون بها أو يتشدقون بها وإن شعوبهم قد تحركت نحو تلك الحكومات ؛ ولم يكن المثل السابق بأن الغربيين ملائكة في بلادهم وشياطين في الخارج؛ فإن قادتهم شياطين وقتلة ومجرمين في الداخل والخارج. فما على الشعوب إلا أن تعمل للتخلص من هذه الكوارث المفروضة عليها؟ أعتقد أفضل وسيلة للتخفيف من هذا الغضب النازل علينا هي وحدة الشعب العراقي ونبذ الخلافات الطائفية والقومية والتخلص من العشائرية!! وجعل الشعب عشيرة وطنية واحدة ومن ثم الإتكال على الله حيث يقول سبحانه "وإذا عزمتَ فتوكل على الله" .. فالعزيمة تعني التخطيط والتنظيم والوحدة والحسابات الدقيقة والعلاقات الحميمة ثم يأتي النصر وما النصر إلا من عند الله.