خفض القوات الأمريكية هل سيفي بالغرض -سعد البصري
Wed, 28 Sep 2011 الساعة : 10:36

نحن الان بانتظار حدث مهم جدا ربما سيكون الأبرز من بين الأحداث التي مرت بالعراق خلال فترة ما بعد سقوط النظام القمعي في التاسع من نيسان 2003 . إلا وهو الانسحاب الكامل للقوات العسكرية الأمريكية من العراق . وهذا الحدث جاء وفقا للاتفاقية الأمنية المبرمة بين الجانب العراقي والجانب الامريكي والتي يتحدد بموجبها الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية نهاية العام الجاري . ولكن هناك أخبار تشير إلى إن الولايات المتحدة الأمريكية سوف لن تقوم بسحب كافة قواته العسكرية وإنما ستبقي على بعض تلك القوات لمساعدة الحكومة العراقية في مجالات تدريب القوات الأمنية و حماية المصالح الأمريكية في العراق . وهذا ما يعتبره بعض القادة السياسيين العراقيين لا يفي بالغرض بل لابد أن يكون الانسحاب كامل حتى تكون السيادة كاملة وغير منقوصة او مشروطة . وبما إن بعض الجهات في العراق اتخذت من بقاء القوات الأمريكية وسيلة لضرب الحكومة واستهداف المدنين بحجة إن بقاء هذه القوات هو سبب كل ما يمر به العراق من أزمات إلا إن البعض الأخر من السياسيين يرون إن بقاء قسم من تلك القوات ضروري جدا خصوصا في الوقت الحاضر . وتفيد التقارير الإعلامية المنشورة في الآونة الأخيرة بأن إدارة أوباما قررت الشروع في خفض كبير للقوات الأميركية التي سيتم الاحتفاظ بها في العراق بعد انتهاء العام الجاري، لتبقى في حدود ثلاثة آلاف جندي فقط، وهو الرقم الذي نفته لحد الآن الدوائر الرسمية في الإدارة الأمريكية . وهناك رأي لبعض الساسة العراقيين يقول : في الآونة الأخيرة كاد التوتر يتطور في عدة مرات إلى أعمال عنف ، وكان لوجود القوات الأميركية دور حيوي في منع تدهور الأمور ونشوب صراع مسلح قد ينتهي إلى حرب أهلية . ولتفادي مثل هذا المصير لابد من بقاء عدد كافي من القوات الأميركية في العراق بعد 2011 يساهم في مساعدة الحكومة على إدارة الملف الأمني في البلاد . ومع أن أي قرار بإبقاء القوات الأميركية في العراق يتعين أن يتم التفاوض بشأنه مع القادة السياسيين العراقيين، لاسيما وأن موضوع التمديد للجيش الأميركي ينطوي على حساسية بالغة ، إلا أن الكثير من القوى السياسية العراقية تريد تمديد او إبقاء بعض من تلك القوات . وهذا القوى وافقت على بدء المفاوضات لتحديد مهام القوات الأميركية بعد عام 2011، وهو ما يعكس اختراقاً مهماً في تفكير العراقيين ورغبة واضحة في بقاء القوات الأميركية . إلا إن البعض الأخر من تلك القوى السياسية العراقية لا ترغب ببقاء القوات الأمريكية وتعتبرها السبب الرئيس لانعدام الأمن والاستقرار في العراق كما هو الحال عند الكتلة الصدرية وبعض الكتل الأخرى . والمهم في الأمر كيف سيكون شكل الخارطة السياسية العراقية إذا ما انسحبت القوات الأمريكية . وهل إن بقاءها او انسحابها له علاقة بنجاح الحكومة وتوفير الخدمات أم إن الموضوع لا يتعدى الاعلام فقط .