الأقتصاد الأخضر والدول العربية (2)/طاهر مسلم البكاء

Sun, 28 Jun 2015 الساعة : 2:11

ان فوائد الأقتصاد الأخضر لا تبرزعلى المستوى الأقتصادي فقط بل هي تعيدنا الى الطبيعة الجميلة ثانية ً، ويمكن تلخيص أهم هذه الفوائد:
1-      الحصول على الطاقة بطريق ٍ خال ٍ من المخلفات الضارة ،كالطاقة الشمسية و قوة الرياح ومساقط الشلالات ومعامل تدوير النفايات والتي هي ذات فائدة مزدوجة ،فهي تخلصنا من النفايات وتوفر الطاقة لنا ،وهذه المصادر جميعها متوفرة في العراق .
2-      توفير فرص عمل جديدة للعاطلين عن العمل .
3-      المحافظة على الموارد الطبيعية المتوفرة حاليا ًواستخدامها بصورة مثالية بدون التأثير على البيئة وبدون تعريضها للنضوب بالأستخدام المفرط .
4-      انخفاض الغازات الضارة والملوثات المسببة لكثير من المشاكل البيئية والصحية .
عدم التحول الى الأقتصاد الأخضر يؤدي الى كوارث :
ان الأبقاء على الأقتصاد الحالي ( البني ) يؤدي الى مشاكل تتصاعد نسب اضرارها مع الزمن مثل :
1-      تلوث الهواء بســـبب الإعـــداد الهائلة من الســـيارات وخاصة القديم منها  .
2-        شحة المياه .
3-      انتشار ظاهرة التصحر حيث بلغ عدد الأيام المغبرة في العراق 122 يوما خلال عام 2011 بعد ماكانت اقل من عشرة أيام في السبعينات من القرن الماضي وذكرالمتخصصون إن هذه الأيام ستزداد إلى أكثر من 250 يوم خلال العشرة أعوام القادمة اعتمادا على الحسابات التنبؤية التي أجراها فرع طب المجتمع.
4-      زحف العشوائيات على المدن أي الإنشاءات غير الطبيعية نتيجة الحاجة الملحة إلى السكن في المناطق غير المخطط لها وهذا يؤدي إلى تلوث البيئة صحيا واجتماعيا، إضافة إلى ازدياد التلوث بمخلفات الصرف الصحي المترافقة مع زيادة تراكيز الملوثات بالمواد الكيمياوية الناتجة عن طرح فضلات المعامل والمستشفيات غير المعالجة بشكل علمي .
الأقتصاد الأخضر ضرورة وليس خيارا ً :
ان من شأن تزايد استخدام الموارد الطبيعية والتلوث أن يضاعفا من ندرة المياه العذبة والتربة الخصبة وأن يسرّعا في فقدان التنوع الأحيائي وتغير المناخ على مستوى لا يطاق ، بل لا يمكن تداركه والإفراط في استخدام الموارد الطبيعية، من قبيل النفط والمعادن و الغابات والثروة السمكية والمياه النظيفة، وارتفاع معدلات التلوث، بما في ذلك انبعاث غازات الدفيئة ، آنها عوامل آخذة بالتزايد بما يفوق طاقة كوكبنا على التحمل ،  والضرر الذي يلحقه التدهور البيئي بالاقتصادات والمجتمع لهو كفيل بأن يحطم الكثير من المكاسب المتحققة في التنمية والحد من الفقر خلال العقود الماضية ، حيث ان القطاعات الأشد تضرراً من تغير المناخ ،تستخدم على نطاق واسع من ملايين الأشخاص ، مثل الزراعة  ومصائد الأسماك وغيرها .
    ان التحول الى الاقتصاد الأخضر يعني توفرعمل و إنتاج صديق للبيئة وتنمية مستدامة لعناصر البيئة وحماية السلسلة الغذائية والتي تصب جميعها في توفير جودة الحياة للإنسان وبالتالي تعزيز صحته ليكون أكثر إنتاجية واقل تأثرا بالعلل النفسية.
النشاط العربي :
اضطلعت منظمة العمل العربي بدور ممتاز وريادي في توجيه الدول العربية واشعارها بالتطورات العالمية الحاصلة في هذا المجال وكانت أحدث النشاطات للمنظمة هي الندوة التي أقيمت في القاهرة للأيام (19 – 20 / 5 /2015  ) والتي جمعت أغلب الأقطار العربية ،والتي كانت بعنوان :
       (الأقتصاد الأخضروالتنمية المستدامة في الدول العربية )
 حيث أستعرض فيها خبراء ومتخصصون عرب أحدث المستجدات العالمية ، كما شرح ممثلوا بعض الدول العربية تجاربها العملية في هذا المجال والتي هي وان كانت في الطور الأبتدائي ولكنها تعكس عظيم الأهتمام والأيلاء الذي تبديه هذه الدول الى  لون الأقتصاد الجديد ،الذي يطمح الأنسان المتنور في كوكبنا على اتباعه مستقبلا ً لأجل حياة مليئة بالأستقرار والأمان .ومن الضروري لدولنا العربية المؤمنة بفوائد هذا اللون من الأقتصاد ان تفرد له مجال في مناهجها التعليمية وبرامج المراكز التدريبية لها ، كما يتطلب ان تخصص جزء من موازناتها المالية لنشره وتطبيقه على أوسع نطاق .

Share |