بناء الحارس الوطني/مهند ال كزار

Sat, 27 Jun 2015 الساعة : 19:07

عندما اراد الصينيون القدامى أن يعيشو في أمان، بنو سور الصين العظيم، وأعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه، لشدة علوه.
خلال المئة سنة الاولى، تعرضت الصين الى ثﻻث غزوات، في كل مرة لم تكن الجحافل البرية بحاجة الى أختراق السور، أو تسلقه، بل كانو في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة، ثم يزحفون عبر الباب.
لذلك عمدوا منذ ذلك الوقت، على بناء الحارس، بدل السور، حتى أصبحت الصين، من مصافي الدول الكبرى عسكرياً وأقتصادياً.
أنهيار التاسع من حزيران، لم يثبت فشلنا عسكرياً فقط، بل كشف عن حقيقة مرعبة، هي أننا نفتقد الى بناء الحارس الوطني.
فساد المؤسسة العسكرية، بشكل خاص، بلغ أشده في الفترات اﻻخيرة، من حكم النظام البائد، وهو ما أنعكس سلباً على جيشنا الجديد، حتى أدى الى أنعدام الروح الوطنية، والشعور بالمسؤولية، تجاه الوطن.
أغلب القيادات العسكرية الحالية، كانت وﻻ زالت، طرفاً فاعﻻً في الفساد المستشري داخل المؤسسة، ومثلما ساهمت بتدمير الجيش العراقي، في تلك الحقبة، ها هي اليوم، تساهم في خسارة ثﻻث محافظات عراقية.
ﻻ يمكن الحديث عن تحرير المناطق، التي أحتلت من قبل عصابات داعش، من دون الحديث عن الروح الوطنية، والتضحية من أجل الوطن، لدى قواتنا اﻻمنية، وهذا اﻻمر ﻻيعني أن قواتنا اﻻمنية، ليست وطنية، على العكس تماماً، بل هذا يعني أننا بحاجة الى عقيدة عسكرية، تختلف عما كانت قبل التاسع من حزيران.
أعتمادنا على الحشد الشعبي، ﻻ يمكن أن يكون نهائياً، بل هي مرحلة بدأنا بقطف ثمارها، وسوف تنتهي بمجرد زوال سبب الوجود، اﻻ اذا أصبح الحشد نواة لبناء جيش جديد، وهذا الموضوع بحث أخر.
لم تصل بعض الدول الى مصاف الدول العظمى، لو ﻻ تضحيات جيشها، وقادتها، في سبيل قضيتها، وهذه التضحية، أتت من عقيدة راسخة، وبناء سليم، ساهم في تكوين شخصيتها المستقبلية.
الظروف أستثنائية، والتحديات كبيرة والامكانيات قليلة، واﻻزمات تصنع المستقبل، قد تكون هذه المرحلة فرصة، ﻻستعادة، وحدتنا، وقوتنا، ومكانتنا، التي أفتقدناها منذ زمن بعيد، بسبب سياسات اﻻنظمة الرعناء.

Share |