معضلة الإستخلاف الرئاسي في حزب البارزاني/مير عقراوي
Sat, 27 Jun 2015 الساعة : 18:37

يُشكِّل الإستخلاف الرئاسي في حزب البارزاني الموسوم بالحزب ( الديمقراطي ) الكردستاني معضلة بارزة ، بخاصة اليوم ، وذلك في ظل التطورات العالمية ، وفي ظل الإنفتاح الكبير الذي شهده العالم من خلال التقدم التكنولوجي الهائل ، بالذات في مجالات الإعلام والأنترنيت والفضائيات وصفحات التواصل الإجتماعي [ الفيس بوك ] وغيرها الحديثة التي لم تكن لها من قبل سَمِيَّا ووجودا ..
هي معضلة على المستوى الحزبي والمحلي - الشعبي الكردي .
فمنذ تأسيس هذا الحزب في عام [ 1946 ] من القرن الماضي في العاصمة العراقية بغداد ، والى يومنا هذا كانت الرئاسة حصرية حكرية في عشيرة واحدة فقط ؛ هي العشيرة البارزانية ، وفي عائلة واحدة فقط لاغيرها ، هي عائلة المرحوم مصطفى البارزاني .. هذا بالرغم إن هذا الحزب قد تأسس مُذْ أواسط الأربعينيات من القرن العشرين المنصرم بإسم [ الديمقراطي ! ] ! . ذلك أن ألف باء الديمقراطية كما هو معروف ، هو بالحقيقة مبدء حكم الشعب نفسه بنفسه ، ثم إن النظام في الديمقراطية ، أو في النظام الديمقراطي ، سواءا كان حكوميا ، أو حزبيا يعتمد على الإنتخاب الحر والإستفتاء الشعبي . في النظام الديمقراطي لايمكن لشخص أن يكون الى مالانهاية ، أو الى مدى الحياة رئيسا لحزب ما ، وإلاّ لايمكن آعتبار ذلك الحزب حزبا ديمقراطيا ، أو إنه يعتقد بالديمقراطية وقواعدها ومبادئها . لأن أحد أبرز وأهم مباديء ومعالم الديمقراطية ، هي حصول التغيير المتناوب في الرئاسة ، وفي سائر أركان النظام الحكومي ، أو الحزبي ، أي مبدء تناوب الرئاسة والمسؤوليات السياسية والإدارية وغيرها كل فترة وأخرى ، وذلك بشكل شفاف وعادل وديمقراطي وتنافسي ضمن المباديء الديمقراطية المعروفة ، وذلك خدمة للشعب والوطن ، وفي سبيل تطورهما الإجتماعي والسياسي والثقافي والإقتصادي والإعلامي والتكنولوجي والفني وغيره من أوجه الحياة ...
فهل سيخلف مسرور بارزاني والده الرئيس الحالي للحزب والإقليم في رئاستي الحزب والإقليم ، أو آبن عمه نيجيرفان بارزاني ، وذلك بعد عمر طويل نتمناه للرئيس مسعود بارزاني ، أم إن الحزب ( الديمقراطي ) سيتصرف ديمقراطيا ووفق المباديء الديمقراطية في إنتخاب الرئيس للحزب ...؟
إن قادمات الأيام سوف تخبرنا بالخبر والجواب اليقينيين ، ولو أني أستطيع التكهن في هذا الأمر ، لكني أرجأه الى الأيام المقبلة التي نحن ننتظرها بفارغ الصبر ....