رئيس قسم الاذاعة والتلفزيون بجامعة ذي قار.... الفنان الدكتور عبد المطلب السنيد تركت بصمة للقن في امريكا قبل عودتي لبلدي في بلدي قدمت الكثير لكنهم غيبوا ما اردت تركه من عمل فبل مغادرتي

Sat, 27 Jun 2015 الساعة : 18:14

متابعة / طالب الموسوي
يتمتع الاستاذ الدكتور عبد المطلب السنيد بأرثاً فكرياً متشعب الجوانب حيث يعتبر عالماً فنياً تتلاطم فيه الافكار والاحاسيس والمشاعر في وحدة معرفية متعانقة الجذور ومتلائمة الطبع ولاتعرف الانقسام ولا التململ والايحاء بالفشل ، وافكاره واحاسيسه ومشاعره يموج بعضها ببعض ويندرج ببعضها ببعض ويشد بعضها ازر بعض كي تتماسك عنده المعرفة الذوقية التي تنسجم مع تطلعاته المرهفة ولانه يمتلك هامة عالية في الفن وممتشقاً لوحات الابداع فقد اوتي نفسا تواقة الى حقائق الحياة وطبيعتها ومنح عقلا وفكرا وقلبا طموحا يتسع بحب هذه المعمورة التي نعيش عليها
 لذلك فقد عزف عن الخوض في الضحضاح من المفاهيم والافكار الفنية التقليدية الجاهزة فهو حاضر في الماضي وشامخ في الحاضر وخالدا في المستقبل يمتلك البقاء بعد الفناء / معجزة الفن ومعلم الفن واستاذ الفن وكبير في كل المقاييس ، له طاقات خلاقة وكبير الثقافة يمتلك دماثة الخلق ورهافة الحس ويشده الحنين الى عمق التاريخ فيشدو بذلك تجسيداً من خلال مايطرزه من ابداعات المسرح والكتابة وغيرهما هو استاذنا الكبير الفنان الدكتور عبد المطلب السنيد  التقته(شبكة اخبار الناصرية)  وكان لنا معه هذا الحوار:
رشحتني جامعة كولورادو الأمريكية لاقوم بإخراج مسرحية قدمت على المسرح التجريبي.
وأنا في السنة الأخيرة من نيل شهادة الدكتوراه حينما كنت أكتب إطروحتي .إعتمدت على نفسي في تحقيق أكبر التحديات حين رشحتني جامعة كولورادو الأمريكية أن اقوم بإخراج مسرحية قدمت على المسرح التجريبي , وبذلك كتبت إسمي في سجل المخرجين في الجامعة وهذا واحد من خلود العمل كما قالت سيدوري لكلكامش حين فسرت له معنى الخلود بالعمل وإستثمار وقتك المحدد قبل أن تموت فالموت مقدر على البشرية . وربحي الثاني أني تركت أثرا في منجزي الفني عربيا حين قدمت شخصية " أنيس " في برنامج إفتح يا سمسم عام 1977, وأما عراقيا ربحت رضا المتلقي بشكل عام حين قدمت شخصية ( هلال
 الدوسري) في مسلسل الدواسر عام 1976, وفي عام 1980 وحتى اللحظة العراقيون الأحبة حين يلتقون بي يسالوني عن شخصية ( شكيب) في مسلسل فتاة في العشرين . أليس هذا أثر ربحي خلد في ذهن المتلقي قبل أكثر من ثلاثين سنة .وكما تعرف أن العمل هو الأثر الخالد الباقي أما الجسد فهو الفاني , من هنا كان لي أثر أدبي في إصدار العديد من البحوث العلمية بحكم وجودي كتدريسي في الجامعة , إضافة لصدور كتابين مهمين أولهما " ملاحم كلكامش والإلياذة والأوديسه ..التشابه والإبداع والدراما" وهو كتاب يعنى بالأدب المقارن للملاحم المذكورة والذي صدر عن دار الفكر في دمشق عام 2005, أما
 في عام 2014 فقد صدر لي كتاب " شكسبير بين الفطرة والعقل" تناولت فيه بالتحليل عالمية أو أممية شكسبير الإنسان وسر خلوده حتى الساعة .. وقد صدر عن دار نينوى للدراسات في دمشق أيضا , ولدي كتاب ثالث سيذهب للمطبعة قريبا يهتم بفن الإلقاء وهو" فن الإلقاء جماليات التلقي وموسيقى الكلام" . أما سر خلودي وربحي الكبير هو قربي من الله عرفانا يقود إلى أنني أحب زوجتي نصفي الآخر الذي أنجبت لي سيف وهديل وسارة الذين يحملون اسمي . ختاما إن سر خلود عملي و انتمائي لصدق نفسي في تقديم فنا نقيا مصنوعا بحس جمالي إبداعي إنساني يحاكي التمثلات وعلاقتها بالحياة .
اخرجت عمل مسرحي لجامعة لوس انجلس ولأول مرة في تاريخ الجامعة تسمح لعراقي / عربي بإخراج مسرحية لجمهور أمريكي وممثلين أمريكان
محزن وأعرج وموسمي إلا ما ندر من بعض العروض المميزة والتي تعاني من عدم التمويل المادي . هل تتصور أن المسرح الوطني لايملك ريبورتوار نصف سنوي او سنوي كمنهاج ثابت وبمواعيد ثابتة ؟ هل يعقل وبعد ثلاثة عشر عاما نملك فقط مسرحا واحدا ؟ المسرح حياة وثقافة ..حضارة ومدنية , إنه بؤس الإدارة والتخطيط و إبعاد المحترفين والكفاآت القيادية بل وحتى إنحسار وتهميش المبدعين الرواد والشباب . القصة تطول ولكن الآمل لا يغادرنا فالمسرح العراقي تاريخ وأثر وسيشع من بين الركام فأنا أعول على قدرة الفنان المسرحي لينهض من كبوته بإدارة وتخطيط المسارح التي خلقت
 ثقافة جمعية في مجتمعاتها وطرز تربوية لحضور العروض المسرحية . أما الإجابة على النصف الثاني من سؤالك صاحبي فلقد حققت والحمد لله من الأعمال المسرحية والفنية بشكل عام في غربتي الشيئ الكثير . لقد توزعت أعمالي إلى ساحتين , الأولى كانت ساحة عملي مع الجامعات الأمريكية و ساحتي الثانية مع الجالية العربية والعراقية في أمريكا . في عام 1984 قدمت جامعة لوس أنجلوس الرسمية / قسم المسرح عرضا مسرحيا على ( مسرح الأرينه) لمسرحية ( الخرتيت) ليوجين يونسكو وهي من مسرح أو مدرسة اللامعقول وإستمر العرض لستة ايام بحضور جمهور من مدينة لوس أنجلس وضواحيها يضاف
 إلى طلبة الجامعة وهم يدفعون أجرة الدخول للمسرحية , وكانت المسرحية من إخراجي ولأول مرة في تاريخ الجامعة تسمح لعراقي / عربي بإخراج مسرحية لجمهور أمريكي وممثلين أمريكان مع الفنيين من إضاءة وديكور وملابس . إنها بالنسبة لي إنتصار وسعادة أن اكون مشاركا في أن يكتب إسمي كمخرج مسرحي في جامعات أمريكية .وبعد إنتقالي من الجامعة وتخرجي بدرجة الماجستير قبلت لدراسة الدكتوراه في جامعة كولورادو / ولاية كولورادو - مدينة بولدر ..وبعد سنتان من دراستي للدكتوراه طلب مني قسم المسرح في الجامعة بعد أن راجع سيرتي الذاتية أن أخرج لهم عملا ايضا من أدب
 اللامعقول وبالذات ليوجين يونسكو وهي مسرحية ( المغنية الصلعاء) وقدمت بإخراجها على مسرح الجامعة التجريبي للعام الدراسي 1986-1987 مما زادني ثقة بنفسي أنني خضت تجربتان في الإخراج المسرحي وفي جامعتان أمريكيتان وتركت بصمة في سجل الأعمال المسرحية . بعد نيل شهادة الدكتوراه في فلسفة المسرح /الإخراج المسرحي إنتقلت إلى ولاية ميشيغان حيث الجالية العربية والعراقية , وبدأت العمل في ساحتي الثانية وأسست مؤسسة فنية ثقافية بإسم " البيت العربي الثقافي" وأخرجت أول عمل مسرحي لجمعية التراث العربية الأمريكية عام 1999 , وكانت مسرحية " المهرج" لمحمد الماغوط
 , ثم تبعتها بأوبريت مسرحي غنائي بعنوان " الشمس تشرق من هناك" كتب أشعاره الشاعر فالح حسون الدراجي والراحل الشاعر جبار الشدود وهو من إعدادي وإخراجي وكان أول عرض لتأسيس البيت العربي الثقافي الذي أسسته مع أصدقائي المبدعين من العراقيين والعرب ..لقد قام بأداء الأدوار الرئيسة الفنانة الكبيرة غزوة الخالدي والمرحومه عواطف إبراهيم وكان نجم الأوبريت هو الفنان الراحل فؤاد سالم وكان قد حقق نجاحا هائلا في عرضه ولم أنس مؤلف الموسيقى والألحان الفنان حسن حامد والفنان رعد بركات . ثم واصلت العمل وتقديم الأعمال الفنية والمسرحية أذكر منها مسرحية "
 حلم الطفولة" من تأليفي وإخراجي وكانت باللغة الإنكليزية وأداء أطفال وعرضت في النادي اللبناني في مدينة ديربورن, بعدها كان لنا لقاء مشترك في كتابة نص مسرحي بيني وبين الدكتوره ليلى وجيه عبدالغني وكان بعنوان " فضفض يا غريب" يناقش مسائل إجتماعية للجالية العراقية والعربية وكانت من إخراجي وتمثيل المبدعين العراقيين مع المبدعين العرب من سوريا ومصر ولبنان واليمن والأردن . لا تتصور أنني كنت أشعر أن هناك حرية في حركتي لتقديم فن للجالية إذا ما قارنته بوجودي في العراق أشعر أني حوصرت أعمالي ولم يسمح لي بالمشاركة في تقديم فن ومسرح .
لا توجد عندي مشاريع حاضرة لأنها خنقت من المكانات التي كنت أتوقع مساعدتي على تنفيذها
طموحي أن يعيش العراق وأهلنا عيشة كريمة يسودها نظام حياتي ينفذه العراقيون بمسؤولية وليس بمحسوبية , وأن تشع المدنية والإحساس بالمواطنة أفعالا وليس شعارات لكي تسير عجلة العلم والثقافة والتعليم لبناء بنية حضارية ..لا توجد عندي مشاريع حاضرة لأنها خنقت من المكانات التي كنت أتوقع مساعدتي على تنفيذها فالطموح يبنى على قاعدة الحاضر لأنه مستقبلي وحين يحجب مشروع الحاضر كيف لك أن تبني مشروع المستقبل , وبراهيني هي : في 2011 عدت للعراق وقدمت نصا مسرحيا بعنوان " ليلة الإفتتاح" وهو من تأليفي ويفترض أن أخرجه للمسرح الوطني وفحص وإجيز في زمن " حيدر
 منعثر" مدير المسارح وإلتقيته وسمعت كلمات الود والإطراء والجهوزية والترحاب ولكن كلها كلمات .. كلمات .. كلمات ولم يتحقق شيئ ودخل النص في رفوف الإهمال .. في عام 2013 وبمناسبة مشروع بغداد عاصمة الثقافة قدمت نصا مسرحيا من تأليفي وإخراجي إلى دائرة السينما والمسرح أيضا بعنوان " يقين كلكامش" وحصلت الموافقة على النص وكنت قد طلبت من مسؤولي المسرح الوطني أن يعرض العمل على زقورة أورفي الهواء الطلق وفي أور موطن السومريين , وأخبروني أن الميزانية الإنتاجية كبيرة جدا علي أن أختصرها ..إختصرتها وبعدها أخبروني بأن العمل إنتقل من دائرة المسرح الوطني
 إلى اللجنة العليا في وزارة الثقافة .. بعدها قيل لي أن الميزانية للمسرحيات والعروض المسرحية قد توقفت ثم إنتهت 2013 ولم أسمع أحدا على الأقل يعتذر عن تهميش مشروعي الفني الذي سبق لي أن قدمته لجامعة ذي قار في الناصرية والتي حصلت فيه على موافقة الجامعة من وزير التعليم العالي ورصد له مبلغ لإنتاجه ولكن أيضا سوفته الجامعة ولا أعرف من المسؤول عن تهميشه ولا علم لي اين ذهب المبلغ الذي رصدته وزارة التعليم العالي للمشروع الفني ؟.. هذه حواضر الحاضر في ساحة المسرح والكثير منها لا يسع الوقت للبوح به ..أما دراما التلفزيون فالمصيبة أعظم ففي الشهر
 التاسع عام 2014 قدمت مسلسلا تلفزيونيا لقناة العراقية معد عن رواية " درب الحطابات " للمبدع الراحل حسين الهلالي وحتى الآن موجود في أدراج إدارة التلفزيون وكلما إتصلت لبيان صيرورته أسمع أنواعا من التبريرات أولها لم يفحص بعد علما بأن لجنة الدراما التلفزيونية أعلنت عن مسابقة للأعمال الدرامية التي لم تحرك ساكنا والتبرير الثاني أن موازنة الدراما التلفزيونية قد حجبت من قبل مجلس الوزراء أو البرلمان ؟ وأنا على يقين سوف تظهر مسلسلات جديدة تعرض بإستثناء معين سيجدون لها تبريرها ولكن لو بحثت عن السر تجد أن في الأمر " إن" . ختاما كيف لي أن اشرع
 في مشروع مستقبلي كجزء من طموحاتي ..سأجمد جل طموحي حتى أعود للمكان الذي نفذ وإحتظن وقدر طموحي .
الجدل يخضع الواقع للإبداع ويخضع الإبداع للواقع لتصل رسالة المبدع بنجاح
الظروف وتأثيراتها على النص بالنسبة لي هي محفزات عللية و شفرات تحفيزية في إثارة الإبداع كالمكان والزمان والحدث والناس هي التي تحفز ماطورات العقل الإبداعية لتخلق تسامي عند المبدع وتجعله يختلف عن العادي أو يختلف بالإرادة عن الظروف نفسها . فالنص المتحرك لايسجل تأثير الظروف تسجيلا تاريخيا أو تدوينا لسير ,بل النص المكتوي عندي يمثل إعادة إنتاج الظروف عن طريق النقد والإستبصار والجدل في التفاعل النوعي الفني الجمالي أو كما يسميها ياوس " الإدراك الجمالي" . على سبيل المثال في نصي المسرحي " يقين كلكامش" عمقت رؤيا سيدوري الفلسفية في كيف نحيا
 ونتفاعل مع المساحة الزمنية المعطاة لكل منا في العيش ..أي في أن نحيا . ليس المهم أن نبحث عن عشبة الخلد بل نبحث عن خلود العمل ..إنها قراءة مغايرة تخضع لإستكشاف فلسفة الإرادة في الشغل وكسب وظيفة الحياة لصناعة عمل الأمل وأمل في العمل .أما المثل الثاني في نصي المسرحي الآخر قد أكون باللاوعي تماهيت مع " خراتيت" يونسكو ولكني بعملية إنزياح وتأويل لذلك الأثر خلقت أثر آخر وهو فرح صاحب المطعم في إستيراد " روبوت" رجل آلي ليقدم الطعام للزبائن وإنتقلت عدوى الرجل الآلي من خلال إعجاب الناس الذين قلدوا الرجل الآلي حتى تحولت حياتهم ..أخلاقهم ..علاقاتهم
 .. عقولهم إستنساخا وحين توقفت بطارية الرجل الآلي توقفت حياتهم ؟ أنا كفنان مكتشف ومستكشف أنتمي لمحاكاة الإنسان بمعرفيتين ..معرفة ساكنة تعود للقراءة والكتابة , ومعرفية متحركة متجسدة تنتج عن إشتغالي في مناطق التمثيل والإخراج إضافة إلى التدريس في الجامعة.والمعرفة بأشكالها تحتوي على سحر التشاكل ويشارك فيها الذوق الفني العقلي ويسانده القلب للوصول لوحي الإبداع تعتمد على الدوام على محفزات ظروف الواقع وحتى اللامعقول منها هو من وحي الواقع وبين هذا الجدل يخضع الواقع للإبداع ويخضع الإبداع للواقع ولكنه يتسامى عليه ليوثر في المتلقي لتصل
 رسالة المبدع بنجاح .
إحترام النفس وإحترام المتلقي وهذه جزء من نجاحي و نجوميتي المتواضعة والمتميزة عن الغير
أنا الفقير لله أشتغل على خلق ألفة بين الأثر والمؤثر باحثا بذلك عن حريتي في إستنطاق المجرد لتحقيق الدهشة التي تمثل عندي الألم والسعادة كمؤلف وممثل ومخرج, ثم اقوم بتقشير الفكر وصولا إلى اللب الذي سأحاكيه في الأداء من خلال التماهي مع الشخصية المسندة لي في المسرح أو التلفزيون . دراما التلفزيون لها من الصعوبة في معرفة حالتين أهمها التلقائية والصنعة . إن لم تكن تلقائيا بأدائك إبتعد عند مشاهديك وقالوا عنك أنك تمثل التمثيل , وإن تناسيت أنك لاتعير أهمية لطبيعة اللقطة وزوايا الكاميرا فتتحول تلقائيتك لعشوائية وهذا ما أشتغل عليه بحذر .
 إختياري للشخصية ومدى إقترابي منها يعتمد على التماهي مع الحياة وشخوصها وكيفية تصرفها ولكن بما يفرزه تحليلي وتطابقه مع ذاتي , أي حينما أمثل شخصية أخلق لها شكلا في الأداء يميزها عن غيرها بظروفها ومدى تفكيرها ..فمثلا أنا إشتغلت على شخصية ( هلال) ابن القرية ذو الإنتماء الريفي الفلاحي البسيط الذي أدهشته المدينة وضيعت شخصيته بحكم المكان والزمان كانت مختلفة تماما عن شخصية ( شكيب) إبن المدينة المتعلم المسكون بحب حبيبته التي ظلت حبيسة كوابيس الطفولة ورفضته وماهو رد الفعل وتأثيره وكيفية معالجة المعظلة التي وقع بها حين إختار قراره في
 إحترام شخصيته وأخذ قراره الأخير الذي ترك أثرا كبيرا عند المتلقي للإنحياز لطريقته التي ثارت إعجاب الجميع . وفوق كل ذلك النجومية تحتاج إلى الصدق والمسؤولية في إحترام النفس وإحترام المتلقي وهذه جزء من نجاحي و نجوميتي المتواضعة والمتميزة عن الغير .
سمعنا انك قدمت اشياء جديدة... الا انها ذهب ادراج الرياح
فاتورتي الأخيرة هو أنني قمت بإعداد وسينوغرافيا لمسرحية كنبها الدكتور قاسم حسين صالح أستاذ علم النفس المعروف عراقيا وعربيا وقدمتها لمكتب السيد وزير الثقافة وسلمت نسخة منها إلى مدير دائرة السينما والمسرح قبل أكثر من شهرين , وحتى الآن لم أسمع أو أحصل على نتيجة حيث أرغب في إخراجها لأنها مسرحية مغايرة تماما عما يقدم والمسرحية بإسم ( قيامة العراقيين) . أما فاتورتي الكبيرة التي مازلت أدفها هي غربتي عن عائلتي زوجتي وأولادي منذ عام 2011 حتى اليوم أملا أن أحقق وأقدم شيئا مميزا أخدم به العراق بإختصاصي وخبرتي ولم احقق شيئا إلا أني سددت
 فاتورة التدريس في الجامعة ورئاسة قسم الإذاعة والتلفزيون في جامعة ذي قار وحان موعد تقاعدي وعودتي لبيتي الذي غادرته وأحبتي الذي إشتقت لهم كثيرا وأتمنى أن يعذروني لأنني كنت في مهمة ثقافية فنية تمنيت أن يستفاد منه ولكن أرجع لقوله تعالى ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) .
زوجتي سجلت مع اولادي بالجامعة لتكون قريبة منهم في الغربة
كل شيء في الحياة مهما إبتعد عن الفن بإعتقادي هو يعود للفن طالما يشتغل على شكلانية العقل والعاطفة فهو فن فإن إبتعدت عن الفن تكون قد إقتربت من وجود العلة أو الدافع أو السبب في نفس الحين كقوله تعالى " وجعلنا لكل شيئ سببا" ,كما أني أؤمن بأن واجد الفن الأول هو الله ..ففي الأرض والسماء ..في الجبال والوديان بل الصحاري والواحات والأنهار فن وجمال ..أما في الجانب الإجتماعي فأنا متزوج ولي ثلاثة أبناء والحمد لله مثابرين مجتهدين أكبرهم ( سيف) وهو في السنة الأخيرة في كلية هنري فورد ويدرس قانون الجريمة في ولاية ميشيكن الأمريكية , و (هديل ) ستتخرج
 بعده ومن نفس الكلية في (علم نفس الطفل) , أما ( ساره) آخر العنقود فهي في السنة الأولى بجامعة وين ستيت بولاية ميشيكن تدرس ( الطب) في أمريكا..بفضل الله وبإدارة وإشراف وتربية أم سيف حبيبة ورفيقة العمر التي لها تجربة خاصة ومتميزة حيث حفزت الثلاثة على حب العلم والمعرفة حين سجلت نفسها طالبة في نفس الكلية لكي تتنافس مع أولادها في العلم وستتخرج معهم وتزيدهم إصرارا وإرادة وحبا على الوصول لتحدي مصاعب الحياة كقول الشاعر
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا . ( أي تنافسا )أما مورد رزقي يأتي من كوني أستاذ مساعد دكتور ورئيس قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام بجامعة ذي قار في أور الناصرية
هل من كلمة اخيرة اخيرة
لابد ان اسجل جل احترامي وارفع قبعتي لطلبة قسم الاذاعة والتلفزيون بكلية الاعلام بذي قار..فهم اولادي غمروني بمحبة كبيرة اغرورقت عيناي بالدموع وانا التدريسي لكلية الاعلام فهم زملاء لن يمحوا من ذاكرتي ماحييت
فسحت الأمل لن تزول في عقلي ولا يصح إلا الصحيح والمستقبل للشباب المبدع وللجمال الذي سيفيض بعقل وثقافة وإبداع المهمشين ..أحب العراق .. الأهل .. الأصدقاء ..وجميع من وقف معي حتى ولو بكلمة طيبة في جامعة ذي قار وفي مدينتي .. وأشتاق لعائلتي كثيرا ..أشكرك على ذوقك ومعرفيتك وحس إختيار أسئلتك . وأنهي حواري بما قاله الحلاج :
قل كلمة وامض زد سعة الأرض
والسلام على العراق

Share |