البرلمانيون في العراق وازدواجية الخطاب الإعلامي !-داود الحسيني
Tue, 27 Sep 2011 الساعة : 23:18

ضحكتُ كثيراًً وغرقت ُ في تعجبٍ مرير من الإزدواجية في الخطاب الإعلامي لبعض النواب في مجلسنا الموقر ، وعتبت ُ كثيرا على بعضهم الذي تصورته يعرف ( من أين تأكل الكتف) ومزقتُ أوراقي التي أعددتها للنشر بسبب سطحية الطرح والجرائم التي حاولوا إبعادها عن الجناة الفعليين، فهم (أي النواب) حين تقابلهم القنوات الفضائية العراقية المتزنة يتكلمون بمسؤولية وموضوعية ، وعندما تلتقي معهم القنوات الفضائية العربية يذهبون بها عريضة !! ولا تستطيع أن تميز هل أن المتكلم برلماني أو حتى سياسي أم أنه بائع فلافل!!وكيف استغلَّ البعثيّون ذلكوركبوا ظهر ديمقراطيتنا الوليدة التي حرمونا منها طوال عقود ليرفعوا عقيراتهم ويهرفوا بما يفشل جلسات البرلمان ، وأن لا يتوصل المجتمعون لأية نتيجة . سأضع أصابعي والجيل الذي عانى وكابد من البعث يشهدُ معي ، سأضعها على الجرح مهما كان مؤلما وسأتكلم بطريقة مخالفة لدبلوماسية الكثيرمن النواب واستحيائهم الشديد والقاتل عن قول الحقيقة في وجوه المزورين والإرهابيين ، وعين اتكالي على الله ثم شعبي . لقد ظهر أحد النواب على شاشة أحد المحطات وسفـّه العملية السياسية وهو شريك بها واتهم صناع القوانين والوزراء الذين يتقاسم معهم صياغة القرار بارتباطهم بأجندات خارجية . وفوجئت بحجم المشاريع والقوانين المنقوضة والتي يصب أكثرها في صالح المواطنين المساكين والمتضررين من ظلم النظام السابق والذي كان النائب المفوه مع جبهة الرافضين لها والشارطين شمول القتلة الذين فقدوا مصالحهم يوم تغير النظام المقبور بكل الإمتيازات التي سيحصل عليها الشهداء والسجناء والمظلومين تحت سلطة صدام القمعية في عملية مساواة بين الضحية والجلاد . ويقف اليوم وبنفس اللهجة وتلك الذائقة الكارهة لنا نحن المنفيين المتعبين والمحملين بما نضيق بوصفه ذرعا من أوزار البعث وإهاناته وتعذيبه، لم يترك لنا السيد النائب وأقرانه من( جوقة القوميين والعازفين على وتر العروبة وشعارات مسحتها شوارب من قالوها) لم يتركوا لنا غير المواجهة بشرف الموقف وموضوعية الكلمة وحزم العقلاء .لأنهم يتصورون بأنهم وحدهم من يحرص على وحدة الأرض والشعب- !وانهم الأعرف في رسم السياسات التي يجب على الحكومة انتهاجها ، ولم يقبلوا أن نحصل ولو على جزء بسيط من حقوقنا المغتصبة أو تعويض بسيط عما عانيناه وهو حق تقرّه جميع شرائع السماء والأرض وينكره علينا السادةالسياسيون وأغلب نواب الكتل التي تقول بنبذ الطائفية وتؤسس لها ، وتدّعي نصرة المظلوم فتختار الجلاّدين لتحميهم وتدافع عن مصالحهم ، وساقولها وبصراحة المنصف إن بعض الكتل السياسية لا بل ان الكثير من النواب مرتاحون لعدم تنفيذ احكام الإعدام الصادرة بحق القتلة ليس لأنهم مسالمون إلى حد التخمة ولا يؤمنون بسفك الدماء!! ولكنهم يقصدون هذا التأخير ويريدونه خوفا على الإرهابيين والمجرمين وحماية لهم ، وما اللغط الذي صاحب ولا يزال قضيةوزير دفاع صدام ببعيد !! فأي مسار غريب يمشي فيه البرلمانيونفي بلدنا ؟ وأية طريق مظلمة ننقل عليها خطواتنا ؟ وأين سيصل العراق في سيره المكدود والحالم ؟ أتمنى أن لا يقع ما يبشرُ به أعداؤنا .