ضمائر اكس باير بعد سنة 2003 - - هيثم محسن الجاسم
Tue, 27 Sep 2011 الساعة : 23:13

امام مفاجأة الاحتلال الهائلة اصابني الذهول من قدرة امريكا الجبارة على اسقاط اكبر طغاة العصر الحديث !
ولما افقت واستعيدت صفاء ذهني متاخرا اعتقدت ان الحياة قد تغيرت تماما واني حروطليق كالخارج للتو من سجون النظام المقبور الرهيبة .
ولم ادر ان التحول الذي عصف بكيان العراق قد استل من رؤوس السياسيين زعماء الاحزاب نعمة الضمير الوطني كما تعلمنا ان نصف مَن قلبه على العراق .
اما عامة الناس فكان تاثير التحول عليهم نسبيا وظهربصورة اضمحلال متقطع لضمائر عدد كبيرمن الواهمين بصدق الدعاوى السياسية وخاصة الصيادون في الماء العكر المستغليين الفوضى الخلاقة لمخترعها احد الشياطين القابعين في دياجير البيت الابيض واعتبروا تلك المرحلة فرصة ذهبية لن تتكرر حتى يصحوا الشعب على الحرامية .
ظاهرة غياب الضمير واضمحلاله برزت بشكل واضح ابان سقوط النظام السابق من خلال النفاق الاجتماعي والازدواجية السياسية التي سرت كالنار بالهشيم وسط الناس لتحقيق الانا التي سلبها الطاغية عنوة من الناس و تجسدت بنهب وحرق ودمار وهدم وكل وسيلة تدميرية لمظاهر الدولة ثم انتظمت تلك الحشود البشرية مصطفة في تشكيلات اطلقوا عليها صفات دينية او حزبية او جماعات متطرفة ومتعصبة توجه بشكل عشوائي مرة للتدمير واضعاف أي سمة للدولة من اجل ابقاء الفوضى او بشكل ايجابي لمساعدة الطبقات الفقيرة والمحتاجين ضمن حالة عاطفية لااكثر تترجم كونها فعل ديني يستحق الثواب والاجر .
اما على مستوى القيادات المناطقية الكرزما التي بدلت ثوبها كما اطلق عليهم البعض من المثقفين ( الهدلان ) فقد مارسوا الكذب على الناس بالوعود الانتخابية البراقة التي لاتجد لها تطبيقات على الارض ناهيك عن اساليب الادارة للبلد التي كرست المحاصصة والمحسوبيات والمصالح وتوجت بفساد البلاد بوضع العراق في اعلى مراتبه عالميا من اجل عراق ديمقراطي موحد وحر وووووووووووو.
وراجعنا اوراق الامس للتاكد من ان الدمار الذي خلفته حرب التحرير كما يحلو للبعض وصف الاحتلال الاجنبي هل اصاب البنية الاجتماعية وقيم الامة ام اقتصر على تخريب مؤسسات الدولة .
ووجدنا ان افة موات الضمير لم تدخل مع عجلات الهمر والدبابات الامريكية بل زرعت ووزعت كالامصال اتقاء الاصابة بعدوى الروح الوطنية التي تهدم كل الجهود الامريكية لصنع عينات للعملاء في العراق ليكونوا نموذجا شرق اوسطيا للمرحلة القادمة التي اطلق عليها اعلام الغرب الربيع العربي .
وكما تعرفون ان الربيع ليس عربيا بل مصنع في المعاهد الامبريالية العالمية فكان دمويا وساخنا باستباحة دماء وكرامة العرب وكابرنا بان ثمن الحرية اراقة الدماء الزكية والاصح لم يقال استحياءا ان الربيع كان اطلسيا وناتويا وخليجيا لكن لم يكن عربيا ابدا . هذه ارادة الشيطان الغربي لتغيير المنطقة العربية لانهاء صفحة الدكتاتوريات لقدمها وحاجة العالم الجديد لتامين بقائه وديمومته بامتصاص حيوية الشعوب الفقيرة بالسيطرة المباشرة على الثروات ارث الاجيال ومستقبلهم .
وتوهم من تصور ان العرب يتمتعون بالربيع كما اوهمونا بالربيع العراقي الذي اجدب وتصحر مع جفاف نهري دجلة والفرات .ويثبت ذلك انفتاح الاعلام الغربي بكل امكانياته وتعددها للتعجيل بالتغيير وهذا لم ينطل على ابناء الامة العربية الغيارى.
ولابد ان نسال انفسنا كيف خدعنا ببريق المباديء والديمقراطية والاندماج بالعالم الجديد والعصرنه والعولمة واستعادة موقعنا الطبيعي والتاريخي والحضاري حتى نمنا كالاطفال المدللين متوسدين تلك الاحلام الوردية .والشواهد تؤكد ان مخاضنا بات اصعب كثيرا من مخاضنا مع نظام صدام في اعادة السلطة للشعب وحقوقه .
وعدنا للمفاجاة والذهول من التشابه الكبير بين الامس واليوم واللافت ان اصحاب الضمائر الميتة بالرغم من تعددية الميول والاحزاب يلتقون في مصلحة واحدة هي ابقاء العراق مدمرا وخربا ويعيش شعبه الكفاف . ويتحسر على نعمة الكهرباء و ياكل من جنى يد الاخرين ويلبس وهو شعب عاطل مقنع ومقعد لايتحرك الا ساعة الايعاز له بالتوجه الى صناديق الاقتراع ليختار جلاديه بحرية تامة .
وتميز العراق مابعد 2003 بغياب الاحصائيات الرسمية لكل شىء مما افشل كل جهود التخطيط للبلد . ولهذا بقيت الاحصائيات حصرا للمحتل الذي يعرف كل شىء من خلال جيوش العملاء الذين بثهم في كل مفاصل الدولة من خلال الاعداد الجيد والتدريب التقني العالي بهم تحت عنوان ايفاداو دورة او دعوة وغيرها ليتم عمله في انهاء ملف الاحتلال الكبيرليبدا صفحة جديدة من الاستعمار الاقتصادي زربط العراق بالشركات الاحتكارية العالمية عسكريا ومدنيا .
وبقيت ظاهرة الضمائر الميتة تستفحل في مؤسسات الدولة بكل انواعها وبدا الشواذ من الشعب العراقي يتاثر بها و يقطف ثمارها الشيطانية من نهب المال العام وابتكار وسائل يعجز الشيطان نفسه عن التفكير بها في الاحتيال والنصب والسرقة .
ومن الطبيعي خلفت تلك الظاهرة شكلت حالة احباط ونكوص لدى كثير من اصحاب الضمائر الحية لغياب المحاسبة والقصاص بحق الفاسد بل العكس وفرت الاحزاب المهيمنة على السلطات كافة حتى السلطة الرابعة سقطت تحت هذا التاثير السحري لحمايته والدفاع عنه بكل الوسائل المتاحة بل الثار له ان تطلب الامر .