مقاتلون سنة ينضمون لفصائل شيعية هرباً من روتين وزارة الدفاع
Wed, 17 Jun 2015 الساعة : 6:25

وكالات:
اننا مستعدون للتحالف حتى مع الشيطان لمحاربة مسلحي داعش"، هكذا بدأ المقاتل محمد حديثه وهو يلوح بسلاحه لمحاربة التنظيم المتطرف. هذا المقاتل السني انضم اخيراً الى كتائب حزب الله، احدى فصائل الحشد الشعبي البارزة في العراق. محمد واصل حديثه عن انضمامه لفصيل عسكري يعتزم بدء الهجوم لاستعادة المناطق من مسلحي "داعش". ويقول المقاتل محمد، الذي اكتفى بإعطاء اسمه الاول لحساسية موقعه العسكري، واصفاً بضعة شيوخ وزعماء قبائل "هناك شخصيات سنية يلعبون على الوتر الطائفي ويرفضون التعاون مع الحشد الشعبي معتبرينه قوة طائفية، بينما هم يعيشون في فنادق اربيل ودبي وعمان، في حين يموت اطفالنا ونساؤنا كل يوم وهم يسكنون المخيمات بعد فرارهم من بطش التنظيم المتطرف". ودعا محمد هؤلاء الشيوخ الى العيش بالمخيمات لرؤية ما تعانيه اكثر العوائل النازحة من الانبار في المناطق الصحراوية. المقاتل السني حاله حال كثيرين من الرجال المناهضين لتنظيم "داعش" الذين انضموا الى الفصائل الشيعية المسلحة التي تقاتل مسلحي "داعش" في المناطق السنية لاستعادتها من التنظيم المتطرف، بعد حصولهم على الدعم المعنوي واللوجستي. سقوط اجزاء رئيسة من اراضي العراق بيد مسلحي "داعش" في شهر حزيران من العام الماضي، دعا الجماعات المسلحة الشيعية الى التحالف وتشكيل قوة تقف بوجه التنظيم المتطرف. فقد شكلت منظمة بدر وعصائب اهل الحق وكتائب حزب الله العمود الفقري للحشد الشعبي، وقاموا بمهام عسكرية كبيرة في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة مسلحي "داعش". الفصيل العسكري الشيعي الذي يعد الاقوى بالعراق، ضمّ اخيراً مجاميع مسلحة تراوحت اعدادها بين 250 الى 600 مقاتل قبلي سني مناهض لتنظيم "داعش"، وتم نشرهم في المناطق السنية في ديالى وشرق بغداد واجزاء من الرمادي وتكريت. وتشكل الحشد الشعبي في العراق بعد فتوى المرجعية الدينية الشيعية القاضية بضرورة القتال لحماية المقدسات الدينية. وانضم فيما بعد الى جانب الفصائل الرئيسة الثلاثة، حركة النجباء، وجند الامام، وكتائب الامام علي الاكبر، وكتائب سيد الشهداء وهم جماعات مسلحة شيعية جديدة تشكلت بالتزامن مع تطورات الاحداث الامنية في العراق. خالد عبد الله قائد ميداني سني في عصائب اهل الحق ويشرف على فصيل عسكري سني منضو داخل العصائب يقول "منذ البداية كانت لدينا قناعة بان لا وسيلة لنا في تحرير اراضينا غير التحالف مع العراقيين لمساعدتنا على محاربة المسلحين، وليس الاعتماد على الولايات المتحدة او اي دولة اخرى، لذلك انضممنا الى العصائب لتحرير مناطقنا في صلاح الدين". المقاتل عبد الله يقول ان انضمامه مع مجموعة من ابناء طائفته لعصائب اهل الحق، كان بدون قيد او شرط، بل انهم خضعوا للتدريب والتجهيز العسكريين الجيدين. ومنذ ذلك الحين بدأ رجاله يقاتلون جنبا الى جنب مع مقاتلي عصائب اهل الحق في تكريت ضد مسلحي "داعش". الجانب الاكثر اهمية، ان دمج المجاميع المسلحة الصغيرة الجديدة بغض النظر عن انتماءاتها مع تنظيم او فصيل عسكري كبير مثل عصائب اهل الحق او منظمة بدر او الكتائب ساعد على تزويدهم بالمعدات الجيدة والاسلحة المتوسطة والخفيفة دون الخضوع الى الاجراءات الروتينية البطيئة التي تستخدمها وزارة الدفاع العراقية في عملها. والمعروف ان الجماعات المسلحة الشيعية تتمتع بدعم قوي من ايران، من ناحية التسليح والتجهيز العسكري والتمويل منذ سنوات تقريباً، لذلك يقول مسؤولون امنيون، ان ترسانة الحشد الشعبي العسكرية هي اكثر تعقيداً من الاسلحة التي تمتلكها الحكومة العراقية. ولهذا السبب يعد اندماج المقاتلين السنة في صفوف التنظيمات والفصائل الشيعية العسكرية افضل من الالتحاق بسلكي الجيش او الشرطة. ويقول قائد ميداني سني، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، ان منظمة بدر وعصائب اهل الحق اعطوا لمجموعة مقاتلين قبليين سنة افضل الاسلحة في حين الحكومة لم تقدم ما تقدمه تلك الفصائل المسلحة لهؤلاء المقاتلين، بحجة نقص الاسلحة وانتشار الفساد، بحسب تعبيره. التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ايضاً بدوره وجه ضربات على مواقع جهاديي التنظيم المتشدد في العراق وسوريا منذ العام الماضي، ولكن مشاركة المجتمع السني في تحرير اراضيه من مسلحي التنظيم المتطرف امر حيوي بالنسبة لبغداد. ويقول طه الدرع القيادي في التحالف الوطني، ان المناطق السنية يجب ان تكون محكومة من قبل شعبها، لذلك نحن لا نريد تغييراً ديمغرافياً او طرد السنة من مناطقهم. ويضيف الدرع ان الشيعة مهتمون الان بعودة الاهالي النازحين الى مناطقهم وبناء ثقة متبادلة مع المجتمع السني التي من شأنها ستنتج مشروعاً وطنياً طويل الامد. وقال محللون، ان استقطاب المقاتلين السنة واقناعهم للانضمام الى فصائل الحشد الشعبي هو هدف طويل الاجل، لتغيير الخارطة السياسية السنية واقامة فصائل سنية مسلحة معتدلة مرتبطة مع الشيعة لمواجهة الجماعات المتطرفة السنية الموجودة بالمناطق الغربية
المصدر:المدى برس