لغة الضعفاء/عصام الطائي
Wed, 17 Jun 2015 الساعة : 0:28

هناك ثقافة الضعف وهناك ايضا لغة الضعف وان ثقافة الضعف تجعل الانسان بعيدا عن الحقيقة وهناك حالة الضعف في النفس نتيجة سيطرة الاهواء والشيطان على النفس وبذلك لا ينصاع الانسان للحق وانه بالاضافة الى الضعف على المستوى الفردي هناك الضعف في بعض المجتمعات الانسانية كما هو حال سكان استراليا وكندا الاصليين والسبب ان هذه الاقوام تعيش حالة من البدائية لم تستطع ان تتكيف مع الواقع ومجرد مجىء الاستعمار اليهم استطاع ان يسيطر على تلك البلدان بسهولة ولم تكن هناك ردود فعلية قوية ضد من اراد احتلالهم وهذا بعكس الشعب الجزائري فقد اراد الاستعمار الفرنسي انهاء هوية الشعب الجزائري فكان الفضل بعدم ضياع الهوية هو التمسك بالثقافة الاسلامية والدين الاسلامي الذي من خلال حافظ الشعب الجزائري على هويته وكرامته.
ونجد لغة الضعف على مواقع الانترنت من خلال المنتديات والكتابات والتعليقات فهناك لغة مشتركة لجميع هؤلاء لتعظيم انفسهم وتسفيه الاخرين ولا يحتاج صاحب الفكر الاصيل الى المدح والثناء عليه لان فكره يكشف الحقيقة للجميع فحينما يريد أي شخص في مدح نفسه غالبا فيدل وجود خلل في منظومته الفكرية ويظهر الضعف في التعبيرات من القدح والشتم والاساءه للاخرين ويستطيع صاحب الفكر الواثق بفكره ان يحاور الاخر ويكشف عيوب أي فكر مخالف بدون استعمال العبارات الغير مؤدبة والتي تكشف عن الضحالة والسذاجة الفكرية على من يستعمل هذه العبارات.
لغة العلمانيون
الاسلوب الاول : اسلوب الذم وينقسم الى
اولا: ذم الفكرالاسلامي
هناك عبارات يستعملها اصحاب المقالات وغيرهم فهم لم يطلعو على تلك المصطلحات والمفاهيم والتصورات الاسلامية بصورة صحيحة فيستعمل اسلوب الذم كالعبارات التالية المنظومة الغيبية المغلقة والغيبيات والقدريات واليقينات والشموليات والخرافات والاساطير وان استعمال هذه العبارات بدون النقاش والبحث عن مداليل العبارات وهو اسلوب التسقيط والالغاء وهذا يكشف ضعف المنظومة الفكرية لديهم وهي تعبير عن الجهل لان الجهل من ضمن دلالته هو عدم معرفة الحقيقة وهذا يشترك فيها أي انسان مهما بلغ من العلم في مختلف حقول المعرفة فعدم معرفة الحقيقة صورة من صور الجهل .
ثانيا : ذم الاسلاميون
حيث يجعلون الاسلاميين كلهم في سلة واحدة بينما الانسان صاحب الفكر القويم لا بد ان يتصف بعنصر الفرز للافكار والعقائد والمفاهيم وكلما استطاع الانسان ان يزيد من فعالية الفرز سوف يبلغ من العلم مرتبة اكثر واذا اختلطت الاوراق فهو تعبير عن الجهل ويستعمل العلمانيون العبارات في ذم الاسلاميين مثلا التراثيون والتقليديون والاصولية والماضوية والملالي وغيرها من العبارت التي تعبر عن لغة التسقيط والتي تدل على الضحالة الفكرية .
الاسلوب الثاني : اسلوب المدح والثناء
العلمانيون يمدحون افكارهم بشتى العبارات وهذه الافكار ليست من نتائجهم الفكرية وانما هي افكار مستوردة تم تسويقها من قبل الفكر الغربي يقول طه عبد الرحمن ( ان الحداثيين لا يقلوا عن السلفيين تخلفا اذ هؤلاء يقلدو المتأخرين والسلفيين يقلدوا المتقدمين).
ومن العبارات المستخدمة في المدح والثناء لافكارهم كلمات منها العدل والحرية والمساواة والتطور والتقدم وان كانت هذه العبارات تحمل في طياتها قيم انسانية لا يمكن تناسيها فالقصد مدى حبهم الى مدح انفسهم ومن العبارات الاخرى التعددية والانسانية والحداثة والعصرنه والديمقراطية والعلمانية وكثير من المصطلحات لو دققنا في كثير منها فهي تعبير عن التهافت وهي مجرد شعارات يضحكون عن البسطاء من الناس وهذا لا يعني خلو هذه الافكار من القيم الانسانية من مكتسبات نتيجة حراك العقل البشري فان كانت مكتسبات العقل البشري تطابق الواقع يمكن العمل بها وان خالفت الواقع فلا قيمة لها.
وهناك لغة خاصة للفكر السلفي والقومي نحاول بيانها
لغة السلفية بصورة عامة
واكثر تلك الفئات التي تستعمل هذه العبارات من الطرف الشيعي والسني هما الاتجاه التقليدي الشيعي المتشدد والاتجاه السلفي السني المتشدد فالعبارت التي توجه من قبل الاتجاه الشيعي الى الاتجاه السلفي المتشدد عبارة النواصب والعبارة المتداولة عند الاتجاه السلفي السني المتشدد ضد الاتجاه الشيعي المتشدد عبارة الروافض .
اما العبارات التي يستعملها الفكر السلفي المتعصب او المتشدد السني للعلمانيين نجدها في المقالات والخطب والمحاضرات والتعليقات عبارات مثل انت كافر وزنديق وملحد ويا فاسق وعدو الله وعدو الرسول وهي تدل على ضعف الاسس الفكرية والثقافية لديهم والا لو كانوا اصحاب فكر وثقافة كان بالامكان الرد على العلمانيين باسلوب الحوار لا الشتم وان الشتم دليل على الضعف وهي شيمة الضعفاء في المواقف واما العبارات التي توجه ضد الايرانيين الملالي والصهيو ايرانية والمجوس وعبدة النار وغيرها من الكلمات .
لغة القوميون
يستخدم القوميون بالاخص القوميين العرب المتعصبين للقومية العربية الى ايران او الشعب الايراني كالشعوبيون والفرس والمجوس والصهيوايرانية وعبدة النار والملالي والخمينية وهذه العبارات تحمل في طياتها على ضعف المنظومة الفكرية للفكر القومي المتعصب او المتشدد وكل من يستعملها من اصحاب المقالات وغيرهم .
لغة الاستكبار العالمي
كما في استعمال عبارات منها محور الشر والارهاب وغيرها من العبارات التي تسوق لتحقيق اهدافها وهناك خطا فاضح في خلط مفهوم المقاومة مع مفهوم الارهاب وجعلها في سلة واحدة.
عصام الطائي