مابين المجرم الجنائي والمجرم الديني/بهاء عبد الكريم طاهر

Sun, 14 Jun 2015 الساعة : 21:43

..........................................
نسمع يوميا في نشرات الاخبار من يصف المتطرفين الاسلاميين بالمجرمين والقتلة ,والسؤال هل هم مجرمون وقتلة حالهم حال اي مجرم وقاتل يظهر في اي مجتمع ,الحقيقة ان الفرق هائل بين المجرم الجنائي والمجرم الديني ,ربما فهم هذا الاختلاف يقودنا بطريقة او بأخرى الى تلمس خطر التطرف الديني والإحساس بحجم الكارثة التي نعيشها في ظل تواجد هؤلاء في حياتنا واليكم بعض هذه الاختلافات.
1-المجرم الجنائي يقوم بجريمته وهو يعرف تماما ان مايقوم به مرفوضا من الدين والقانون والمجتمع,بينما المجرم الديني يقوم بجريمته وهو يؤمن تماما انه محل رضى الدين والقانون والمجتمع
2-فلسفة الجريمة والتبرير لها عندما المجرم الجنائي ضعيفة دائما ويمكن دحضها بسهولة اما المجرم الديني فيستند على مئات الكتب ومئات التأويلات التي عمل عليها علماء دين وضمن فترة زمنية تمتد لأكثر من الف سنة
3-المجرم الجنائي يخاف من الموت لأنه يعتبره ساعة الحساب الحقيقية اما المجرم الديني فهو يتمنى هذا الموت لأنه يعتبره ساعة الثواب الذي ينتظرها دائما
4- المجرم الجنائي منبوذ من المجتمع ,يحاول ان يجد له شوارع داخلية يلجأ اليها وشعوره بالذنب يجعله في حالة صراع نفسي مستمر لذلك فهو خائف ومتوجس على الدوام ,اما المجرم الديني فهو يطبق شرع الله لذلك فهو في غاية الرضا عن نفسه ويعتبره المجتمع بطل مقدس وهو الحامل لشريعة الرب والحامي لها .
5- تأثير المجرم الجنائي داخل المجتمع ضعيف ولا يلجأ في العادة الى كسب الاخرين لساحة الجريمة إلا في نطاق ضيق وضمن ظروف خاصة بينما تأثير المجرم الديني كبير جدا داخل مجتمعه ويستعمل مئات الايات المقدسة وعشرات الاحاديث النبوية في كسب الاخرين لذلك تكون له قدرة كبير على تغيير طبيعة المجتمعات وضمن فترة زمنية قصيرة
6- نادرا مايرتبط المجرم الجنائي بأجندة خارجية او يتحرك من خلالها اما المجرم الديني فهو يتحرك في الغالب ضمن رؤية دولية معدة مسبقا .
7-العنف عند المجرم الجنائي هو محدود دائما ويقتصر على الاشخاص الذين يمنعونه من الوصول الى غايته وهي في الغالب مادية اما العنف عند المجرم الديني فهو يستهدف مجتمعات كاملة وأي انسان في هذه المجتمعات هو غرض للقتل ومن دون اي مسبب مباشر لذلك يصل الى مداه الاوسع اذا ماسنحت الفرصة لمجرم الديني وحصل على اعداد كبيرة من الناس المختلفين معه عقائديا فسيقوم بقتلهم ومهما بلغت اعدادهم
8- ارتفاع المستوى المادي والثقافي في اي مدينة يقلل في الغالب من الجريمة الجنائية وبالعكس فارتفاع المستوى المادي والثقافة الدينية في اي مجتمع يزيد من نمو التطرف والوصول الى طرق اكثر بشاعة في ارتكاب الجرائم
9- يمكننا بطرق علمية اعادة تأهيل المجرم الجنائي لكن لايمكن ايقاف المجرم الديني إلا بالموت
10-انعكاس الجريمة الجنائية على طبيعة اي مجتمع يبقى محدودا وضمن تأثيراته المكانية للجريمة اما الجريمة الدينية فتؤثر على البنية الاساسية للمجتمع وتغيير من طبائع المجتمعات وتهدم الموروث الثقافي والاجتماعي لهذه المجتمعات
11-المعرفة الدينية والثقافية تقلل في الغالب من حجم الجريمة الجنائية اما في حالة الجريمة الدينية فأن زيادة حجم المعرفة يؤدي الى زيادة حجم الجريمة
في النهاية ,اعتقد ان اهم اسباب الجريمة الدينية هو الايمان وكلما زاد ايمان المرء كبرت جريمته.

Share |