أهالي جنوب العراق حيث الأهوار والمستنقعات التي تتغذى من مياه الرافدين، يغطي الجزء الأكبر من هذه المناطق المياه التي تسمى بالأهوار، والتي يكثر فيها القصب، وقد اشتهرت المنطقة في تلك الفترة بزراعة الرز، فضلا عن تمتعها بثروة سمكية كبيرة، وصيد الطيور، وكان أهلها يعتنون بتربية الجاموس.

احتضنت الأهوار في حكم النظام البائد لصدام حسين، أبناء البلد المعارضين للظلم وجور الحكم والسلطة، بدء النظام بتجفيف الأهوار، أسهمت في موت الحياة فيها، وقتل الكثير من سكانها، استطاعوا أن ينفذوا جريمته البشعة بحق هذه البيئة وسكانها والقضاء عليها تماما، وفي الوقت الراهن بعد الخلاص من النظام البائد، علينا الحفاظ على بقايا اهوار الجنوب وتطويرها وإنقاذها، نحن بحاجة إلى إرادة سياسية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، للاتفاق بين الدول المعنية بإعطاء حصة مناسبة، ستساعد على أصلاح البحيرات، وتأمين الثروة السمكية، والإحياء البرية، أن تلك القضايا بحاجة إلى جهد دولي وإقليمي في حل مشكلات حقوق المياه بين الدول الاربع.

اهوار جنوب مناطق منكوبة، بعد تعرض مناطق واسعة من الاهوار الى الجفاف، نتيجة شح المياه وانخفاض منسوبها، وانتشار الأمراض وموت كميات كبيرة من الأسماك، أن مياه نهر الفرات، أصبحت عبارة عن مياه مبازل، ومخلفات صرف صحي، ملوثة ترتفع فيها نسب الأملاح إلى معدلات غير مسبوقة، أن مياه النهر الواصلة إلى الأهوار ترتفع فيها معدلات الملوحة والتلوث، نتيجة رمي مياه المبازل المالحة والملوثة، من المناطق التي يمر فيها النهر.

و نسبة الأملاح الصلبة المذابة في ماء الفرات، بلغت بنسب عالية جدا، تسببت بإضرار كبيرة للإنسان والثروة الحيوانية، وتم تسجيل حالات كثيرة، الإصابة بجدري الماء، في مناطق مؤخر نهر الفرات، وموت أعداد كبيرة من الأسماك وبصورة مرعبة، وتعرض قطعان من الجاموس إلى الهلاك والعمى، أن الأمراض أصبحت متفشية ومزمنة في مناطق الأهوار، التي تواجه تلوث وانخفاض مناسيب المياه.

على الحكومة العراقية الوقوف أمام مسؤولياتها لمعالجة الشحة، والإيفاء بالتزاماتها وزيادة الأطلاقات المائية، بالسرعة الممكنة لتلافي مخاطر وتداعيات شحة المياه, وأهمية أدارة المياه بصورة عدالة، وتؤمن حاجة جميع المحافظات من المياه، أن اهوار جنوب، أصبحت مناطق منكوبة، نتيجة الجفاف وشحة، وتلوث المياه في حوض نهر الفرات ومصادر المياه الأخرى.

واقع المياه الحالي في مناطق واهوار جنوب الناصرية واقع بائس جدا، وهو يستدعي تكثيف الجهود من الحكومة المركزية والمنظمات الدولية، بوضع حلول سريعة لإنقاذ المناطق المنكوبة من الجفاف.