ماذا بقي من (حلم الوحدة العربية؟؟؟) بوجود الأرهاب؟/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري-المانيا
Sat, 13 Jun 2015 الساعة : 1:20

الزمان: منتصف العام 1964 تقريبا
المكان: بغداد الحبيبة
أعلام دول عربية في الشوارع الرئيسية،وفرحة أدباء وشعراء ومثقفي العراق( من مختلف الأعمار!)تراها على وجوههم التي تحدت الشمس(الحارقة!)،وصوت قاريء المقام العراقي الخالد المرحوم محمد القبانجي يصدح:
عن وحدة العرب لاعن غيرها نغمي.....أما عن الرزق فالقسام رحمن.....
الملك لله والأوطان تجمعنا.....ونحن فيها برغم الدهر إخوان......
سبب كل هذه الأفراح و(النشوة) الرئيسي هو(إنعقاد مؤتمر الأدباء والشعراء العرب في بغداد!).
كنا وقتها(حسب ماأتذكر!)في الأيام الأخيرة للعام الدراسي 63-64(نهايةالدراسة في الصف الرابع الأعدادي في ثانوية الشطرة للبنين).شباب ينبض بالحياة وبالشعور التقدمي اليساري الذي يرافقه شعور قومي حضاري غير متعصب!.كانت تلك الأيام لأكثر العراقيين قاسية يختلط فيها الأمل!،قاسية لأنه لم يمض على إستشهاد الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم إلا سنة ونيف بعد،والأمل(من وجهة نظر قومية؟)هو ذلك(الحلم الزائف والغير قابل للتحقيق أبدا؟) ،وأعني هنا(الوحدة العربية؟).كان صوت المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر يسمع(بضم الياء) في كل بقعة من العالم العربي ،بل العالم كله!...كانت تلك الأيام بالنسبة لنا(ومعي بعض الأصدقاء في نفس العمر تقريبا!) أيام (بداية بناء الشخصية؟)،والتي،وكما ذكر أعلاه!،جعلتنا(نترنح؟)بين الفكر اليساري(الماركسي؟)والفكر القومي(الناصري؟).مر الزمن وبدأت المآسي والظلم الأجتماعي والويلات تزداد رويدا رويدا و(تعشش!)أكثر من الماضي في المجتمعات العربية (المتخلفة) في الأساس، مقارنة بمجتمعات الشعوب الحية!.بدأ في العراق وسوريا ظهور حزب البعث الفاشي،الذي دمر الشعبين(وخصوصا في العراق!)،وحول الحكم(الشبه دكتاتوري السابق؟)في كلي البلدين إلى حكم دكتاتوري لايوجد له مثيل على مر العصور تقريبا!(وخاصة في العراق!)،حكم:"من ليس معنا فهو ضدنا!".أما في بقية الدول العربية،فالأمر ليس أحسن بكثير من المأساة السورية والعراقية!.ملوك وشيوخ ورؤساء(جمهوريات؟؟؟)،خونة وعملاء ومرتزقة، يربطهم(حبل!)الديكتاتورية المقيتة!.نظرة بسيطة متمعنة للواقع العربي الآن تريك مدى الأنحطاط الديني والدنيوي الذي وصلت إليه غالبية الحكام العرب ومن يؤيدهم!.بعد سقوط طغاة،كالصنم صدام،والطاغية القذافي،والعميل زين العابدين بن علي والدكتاتور حسني مبارك(وبعده الأخواني المتخلف مرسي!) إعتقدت غالبية الناس أن عهد هؤلاء(الأفعاعي السامة؟)إنتهي إلى غير رجعة،وإستبشرت خيرا بأن يسود السلام والوئام في البلدان التي تحررت منهم،وإنتظرت بفارغ الصبر قدوم شخصيات كفوءة (قارعت الظلم والأستبداد؟) لكي تصل بهذه البلدان وشعوبها إلى (بر الأمان!) والعمل على تقدمها لينعم الناس بالرخاء الذين سمعوا عنه كثيرا(مثلا في كتاب ألف ليلة وليلة؟)ولن يعيشونه يوما،ولكن!،ولكن الصدمة كانت أكبر من المتوقع بكثير!،حيث أصبح كل الحكام الجدد تقريبا لايهمهم أمان وخير الشعب بقدر التفكير ،بإدخار الملايين من الدولارات التي سرقوها من قوت الشعب، في الدول الأجنبية وشراء الفيلات والبنايات التجارية الكبرى والفنادق الراقية ووو...الخ.حتى صار(محيميد الكاتله الجوع،أبو الجير!...لايأكل إلا القوزي النيوزيلندي ويلبس الحرير!).هذا حدث ولا يزال يحدث في العراق الجريح أيضا!.بعد أن لعبت البهائم البشرية،وخاصة في دول الخليج(الوهابية الكافرة!)والتي هي في ظاهرها(فوق مستوى البشر!)وفي حقيقتها(أغبى من البقرة الماشية طوعا لجزار!)مالعبت في تدمير الشعوب العربية وتقسيمها إلى أقاليم ودويلات طائفية وعنصرية وإشعال نور الفتنةالطائفية البغيضة ودعم الأرهابيين من بلدانهم ودول متخلفة أخرى ،ماديا وعسكريا وإعلاميا وسياسيا(لجعلهم؟)يقومون(نيابة عنهم؟) بذبح من لم يؤمن بمذهبهم الكافر وتدمير البلدان دون وازع ديني أو(صرخة!) ضمير حي(والعراق الجريح وسوريا الحبيبة وليبيا واليمن والصومال ,,...الخ،أمثلة حية على ذلك!)،ناسين(البهائم البشرية!)بأن الأرهاب لادين ولا مذهب له وسوف ينقلب عليهم آجلا أم آجلا ليدمرهم وبلدانهم كما دمرت الأقطار المذكورة أعلاه!.في الختام أريد أن أقول مايلي:حلم (الوحدة العربية؟) كان على مايبدو(فقاعة إنفجرت وإنتهت بعد عدة عقود من التفكير النظري العقيم بها، في الستينات من القرن الماضي،لأنها كانت فكرة،كالماركسية؟،يمكن تطبيقها نظريا(بسهولة؟) ولكن ليس عمليا أبدا!.لقد أصبح الكثير من سكان الدول العربية المنكوبة من الأرهاب يتمنى(لابل هو هدفه الأول!)الحفاظ على(وحدة؟)البلد،إن أمكن؟(وتبا "لوحدة؟" عربان بدو طائفيين متخلفين كفرة،كانت وستبقى مجرد أضغاث أحلام!).قد يفرح العراقي الشريف إن تمكن سياسيو العراق العرب (في مركز القرار!)إبقاء العرب(سنة وشيعة!)في "بلد واحد"!(لأن أمر كردستان تم حسمه قبل سقوط الطاغية بأكثر من عشرة أعوام تقريبا...إنفصال!).