و أخيرآ كتب لي ..اعتذر منك !/عبد الجبار ال مسافر
Sat, 13 Jun 2015 الساعة : 0:54

بعد الاحداث التي ضربت عالمنا العربي(رياح التغيير)التي اطاحت بعدد من الانظمة العربية في العراق وتونس وليبيا ومصر واليمن
بدأ العالم العربي يحترق بصراعات طائفيه وعرقيه ودينيه واحرقت معها النسيج الاجتماعي العربي المعروف بأصالته وعنفوانه.
لكن ما حدث في مصر كانت اكثر المواضيع التي جعلتني اهتم بها وكتبت بعض المقالات على المواقع الالكترونية اعبر فيها عن تضامني مع الشباب المصري الذي اطاح بنظام مبارك وسرقت منه على ايدي اخوان المسلمين(وهذا امر غير غريب)فالثورات تسرق من ايدي صانعيها ومفجريها وهذا ما حدث في مصر.
ولكوني اعشق مصر بتاريخها ونيلها العظيم وادبها وحتى فنها كتبت مقالا بعنوان(ماذا يحصل لو استمر حكم الاخوان)على العديد من المواقع الالكترونية وتم نشره في احدى الصحف وفعلا كان هذا المقال الاكثر شهره من مقالاتي حول مصر فأتتني ردود الافعال من مؤيد ومتحفظ ومعترض والاعتراض على انواعه.
المعترض المتطرف والمعترض الغير مؤدب بألفاظه النابية والمعترض المثقف المهذب من مصر مثل الاستاذ ابو سامح وقد اكتفى بهذا الاسم دون تفاصيل اخرى.
كتب لي وسوف انقل ما كتب دون شطب او تغيير او تحريف اذ كتب.
الاستاذ الفاضل عبد الجبار ال مسافر بعد التحية .
قرأت مقالكم في المواقع الالكترونية تحت عنوان (ماذا يحصل لو استمر حكم الاخوان) واسمح لي ان اذكر لحظراتكم هذه الملاحظات فليتسع صدرك عليه.
اولا : ان ما حدث في مصر هو ليس سرقه ثوره بل ناتج طبيعي واستحقاق انتخابي وقد اشاد العالم جميعا بنزاهة الانتخابات التي فاز بها الاخوان المسلمين في البرلمان با لاغلبية مما اعطاهم الحق بتشكيل الحكومة وعلى راسهم فخامة السيد الرئيس محمد مرسي.
ثانيا: ان الاخوان الذين يحكمون البلاد هم نخبه من المثقفين والملتزمين الدينيين ولهم تأريخ طويل في النضال ضد نظام مبارك واسرائيل والغرب
ثالثا: ان ما يحدث في العراق من قتل و تفجير و تفخيخ و عبوات ناسفة وذكرت عبارة قطع (الرؤوس) محاولة منك ان تعمم التجربة العراقية المرة على التجربة المصرية الناضجة.
سيدي وهذا لا يمكن ان يكون
رابعا: استاذنا الفاضل لا تخف على نهر النيل فالنيل يبقى عذبا بمائه نقيا في هوائه لا تلوثه الجثث كما زعمت من قتل و تشبيهه بنهري دجلة و الفرات
خامسا: اود ان اذكركم ان الشعب المصري ليس الشعب العراقي فأنه شعب صاحب تاريخ عريق و مثقف لاينجرف ولا ينزلق كما انجرفتم و انزلقتم انتم
ارجو قبول ملاحظتي ولو كان فيها نبرة من الحدة.... مع تحياتي
.... هذا نص ما كتبه السيد ابو سامح لي
تألمت كثيرا من الملاحظة الخامسة لما تحتويه من تجريح شديد لي من تنكيل و تشكيك بقدرات العراقيين وقد نسي السيد ابو سامح او تناسى ان حضارة وادي الرافدين اقد و اعرق من حضارة وادي النيل هذا باعتراف السادة لمؤرخين المصريين انفسهم مثل الحضارة السومرية و الاكدية والاشورية ناهيك عن مسلة حمورابي الشهيرة التي اول من وضعت القوانين في العالم..
اكتفيت بهذا ولم ارد عليه فانا احترم وجهة نضره و كذلك الرجل يحترم وجهة نضري ..
ولظروفي وانشغالي لم استخدم النت منذ اكثر من ستة اشهر و قبل يوم من كتابتي لهذا المقال وجدت اعتذارا من السيد ابو سامح و هذا نصه .
السيد عبد الجبار ال مسافر المحترم تحية طيبة
ارجو قبول اعتذاري لما ورد من بعض (العبارات الحادة) لشخصكم الكريم و لتاريخ بلدكم العريق واود ان حضراتكم ان ما ذكرته في مقالكم> ماذا يحصل لو استمر حكم الاخوان< قد حدث فعلا بكل ما تصورته و قلته لنا من تفخيخ و عبوات ناسفة وانتحاريين وكمائد لضرب الجيش و الشرطة و الاماكن السياحية و تخريب البنى التحتية فكانت قراءتك للاحداث قرائه صائبة و دقيقة و الان نخشى ما نخشاه الا وهو قطع الرؤوس ورمي الجثث ف نهر النيل العظيم .
اكرر سيدي الفاضل ان تقبل اعتذاري وان تمارس نشاطك الكتابي التحليلي خدمة لمجتمعنا و امتنا العربية مع فائق تقديري و احترامي
اخوكم ابو سامح
شكرا سيدي الفاضل ابو سامح على هذه الشجاعة والثقة بالنفس فالاعتذار شجاعة فائقة و عنفوان عظيم وكم تمنيت من السادة السياسيين بالعراق ان يمتلكوا ثقافة الاعتذار فلو فعلو ذلك فاقسم بالله العظيم لحافظنا على دمائنا و ارواحنا و ممتلكاتنا و لا صبح العراق سيد المنطقة دون منازع و ترك بصمة قوية في المجال العالمي من حيث السياسة و الاقتصاد و التاريخ العريق .
لكن من المؤلم جدا (قادتنا) .. نعم قادتنا شئنا ام ابينا فنحن الذين نصبناهم .. و نحن اعدنا انتخابهم و سلمنا رقابنا بايديهم باعتبارهم ايدي امينة باعتبارهم ايدي امينة فلو اخطأ شخص ما منهم و جل من لا يخطأ فان طالبته بالاعتذار يقوم الدنيا و لا يقعدها و يصبح هو القائد الاوحد و الاعظم ويصر ويقتتل على اخطائه مع معرفته با خطائه و لكن العزة بإلاثم تغلب عليه و تسير اهوائه الشيطانية نحو الهلاك و التدمير .
فلنعمل جميعا على تهذيب انفسنا و مجتمعنا على ثقافة الاعتذار و انشاء جيل صحيح يامن بهذه الثقافة الحضارية التي بنت الامم و الشعوب
عبد الجبار ال مسافر