أهالي الوسط والجنوب يستقبلون النازحين بلا خوف من "تغيير ديموغرافي"

Fri, 12 Jun 2015 الساعة : 9:24

وكالات:
بعد مضي عام على استيلاء ارهابيي داعش على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، في العاشر من حزيران 2014، تستقبل بغداد ومدن الوسط والجنوب، المئات من النازحين، متجاوزة "الاختلافات" المذهبية التي تسعى الجماعات الإرهابية الى جعلها "خلافات" طائفية عميقة تحول دون عودة العراقيين شعبا واحدا.

وفي نفس الوقت، تغرق مناطق الشمال والغرب في مستنقع الإرهاب الذي حفره تنظيم داعش ويسعى من خلاله الى قهر إرادة العراقيين في العيش المشترك.

وبسبب الحرب، فان آلاف الأشخاص في حاجة إلى "المساعدات المنقذة للحياة".

وكان نحو نصف مليون شخص فروا من ديارهم، بعد سقوط الموصل في يونيو الماضي، وازدادت اعداد هؤلاء بانضمام النازحين من الأنبار، منذ كانون الثاني الماضي.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح أكثر من 230,000 شخص من محافظة الأنبار وداخلها في الأسابيع القليلة الماضية بسبب القتال بين تنظيم داعش الارهابي والقوات الامنية العراقية.

ويقول المواطن حمزة حسين من بابل ﻟ"المسلة" ان "أهالي المحافظة يساعدون النازحين على رغم ضآلة الإمكانيات، غير عابئين بالشعارات الطائفية التي يطلقها البعض".

وتابع قائلا لـ"المسلة" ان "هؤلاء النازحين يمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية، ولم يجبرهم احد على تغيير انماط حياتهم واعتقاداتهم".

واكد حسين على ان "اعمال الإرهابيين في الفلوجة ومناطق أخرى بقتل الجنود العراقيين وذبحهم وشنقهم لم تؤثر في نظرتنا الى النازحين من أبناء هذه المدينة المتواجدين بيننا لأننا نعتقد ان هؤلاء الناس أبرياء من الافعال التي يرتكبها الارهابيون والحواضن الارهابية باسم مذهب او دين معين".

من جانبه يقول النازح عادل الجبوري من الرمادي ويقيم مؤقتا في مركز ايواء في الحلة انه "يشعر بالفخر لان مناطق الوسط والجنوب لم تفرق بين النازحين على اساس الطائفة والمذهب".

وتابع "أولئك الذي يقتلون الناس في الفلوجة ليسوا عراقيين واغلبهم من الأجانب الذي احتضنتهم بعض العشائر العراقية التي تحولت الى حاضنة إرهابية كبيرة".

ومثلما يعتقد الجبوري ان نزوحه طويل الأمد، فان الكثير من النازحين يفكرون مثله.

لكن ذلك لم يكن مدعاة لأية مخاوف من تغيير ديمغرافي، بحسب الناشط المدني ماجد الخفاجي، الذي يؤكد على ان "أهالي الوسط والجنوب لا يخافون من ازدياد اعداد العراقيين من أبناء السنة في مناطقهم لانهم اخوة لنا في الوطن " على حد تعبيره.

وتابع "على عكس ما يروّج له سياسيون من "اتحاد القوى" وجهات سياسية أخرى من ان هناك عمليات تغيير ديمغرافي في غرب العراق وشماله بغداد".

وتابع الخفاجي "افرِغت الفلوجة ومناطق أخرى سيطر عليها الإرهاب من الشيعة تماما في عمليات تغيير ديموغرافي خطيرة لكن هؤلاء السياسيين، لم يتطرقوا اليها".

 وفي مدن بابل وكربلاء والنجف والديوانية إضافة الى بغداد، ذات الأغلبية الشيعية المطلقة فان هناك مهجّرين نزحوا حديثاً، وآخرين نزحوا منذ سنة، فيما يبدون ان تيار الهجرة مستمر ولن يتوقف.

وفي حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال منسق الشؤون الإنسانية في منظمة المعونة الكندية للمجتمع العراقي،  أن "العديد من النازحين في محافظة البصرة ذات الأغلبية الشيعية ينتمون إلى الطائفة السنّية، وكان من المهم خلق جسور بين الطائفتين".

لكن رجل الدين عبد علي الاسري يؤكد على ان السكان "لم يضايقهم وجود النازحين، لانهم يدركون معاناتهم ولم تدفعهم الشعارات الطائفية الى كراهيتهم".

 ومقابل ذلك يعترف الياسري ان "تذمر السكان والمهجرين على حد سواء يعود الى النقص في الماء والكهرباء وبدرجة اقل الخدمات الصحية".

وفي بلد ينظر اليه على انه يزخر بالتوترات الطائفية، الا ان ما يحصل اليوم في   الوسط والجنوب يشير الى ان التصدعات الاجتماعية، الناتجة عن الخلافات المذهبية، ليس لها مكن بين السكان.

ولم تسجل دوائر الشرطة في بابل ومناطق أخرى اية حوادث اعتداءات على المهجرين.

 المواطن بهاء حسن من بابل في حديثه لـ "المسلة" لا يتخوف من أي تغيير ديموغرافي محتمل من تدفق النازحين الى بابل مؤكدا على ان ذلك "سيساهم في تحقيق الاستقرار في البلاد وازدياد اللحمة الطائفية بين العراقيين".

 ويعتقد حسن ان احد أسباب ذلك ان "أبناء الشيعة يتبعون منهجا إسلاميا ليس تكفيريا على عكس الجماعات الإرهابية التي تؤمن بالأفكار التكفيرية ما تسبب في افراغ مناطق الشمال والغرب من الشيعة تماما".

وهذا الامر مدعاة لان يقول علي حسين وهو شيعي من أهالي تلعفر، ويقيم في محافظة بابل، منذ اكثر من سنة، ان "ابناء الشيعة استقبلوا اهل السنة مثلما استقبلوا الشيعة النازحين من غرب وشمال العراق".

وزاد "قبل سنة وفي تلك الأيام الصعبة ذُبح المئات من أبناء الشيعة في محيط الموصل ومناطق تلعفر وامرلي".

واضاف "لكن روح الانتقام غير موجودة لدينا تجاه اخواننا السنة لأننا ندرك ان من قام بأعمال القتل ضد الشيعة، جماعات إرهابية تكفيرية".
المصدر:المسلة

Share |