السيد السيستاني ودور الابوة/فرج الخزاعي
Thu, 11 Jun 2015 الساعة : 3:05

الشعب العراقي هو خليط من مكونات قومية ودينية ومذهبية متعددة فعلى صعيد القوميات هناك العرب والكرد والتركمان وغيرهم ممن يدعي انهم قومية وعلى صعيد الاديان فهناك المسلم والمسيحي والأزيدي والصابئي وفي كل دين طوائف ومذاهب متعددة وقد نجح النظام البائد في جمع هذه الملل والاديان والمذاهب بقوة السلاح تارة وبالترغيب والترهيب تارة اخرى حتى ساد سلطانه وعلا مكانه , ولكن وللاسف الشديد فأن النظام السياسي الجديد في العراق وبتأثير مباشر من قوى أقليمية وعالمية لم ينجح في لملمة شمل هذه الاديان والقوميات والمذاهب بل زاد من تناحرها وتوسعة الخلاف وزرع الكراهية بينها لاغراض ومصالح ضيقة بات الشعب يحصد نتائجها موت ودمار وتهجير وكراهية بين الافراد لتتسع هوة الخلاف بين مكونات الشعب وتصل حد الاقتتال والتهجير لاناس ابرياء لاذنب لهم سوى الانتماء الديني او المذهبي ليأخذوا بجريرة غيرهم . وأزاء هذا الوضع العصيب لم ينجح احد من قادة العراق من طرح أفكار ورؤى يمكن ان توحد الشعب وتزيل عوامل التشنجج والكراهية التي اخذت بالتأصل في نفوس الجهلة من الناس الا أن شخص واحد ومنذ الايام الاولى لسقوط النظام ومازال يؤكد على ضرورة التعايش السلمي بين مكونات الشعب الا وهو سماحة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني ( دام ظله الوارف ) فقد أختط الرجل لنفسه وبتوفيق رباني دوراً أبوياً شمل به جميع أطياف الشعب العراقي وعلى الرغم من كونه زعيماً دينياً لطائفة معينة فلم يصدر عنه أي موقف فيه تحيز لهذه الطائفة على الرغم من الاستهداف المستمر لها والقتل المروع الذي طال أبناءها حتى وصل الحال بالبعض من أبناء الطائفة الشيعية الى التجاوز على السيد السيستاني ونعته بأبشع النعوت وأعتباره منحاز وخائن ولم يحفظ حق الطائفة ولكن السيد (حفظه الله ) أثر الصمت على الكلام حتى تحول صمته الى كلام بليغ فهمه القاصي والداني وحينما وصل الحال بتهديد أمن ووحدة البلد أطلق السيد فتوى الجهاد التي كانت بتسديد وتوفيق رباني ليفاجئ بها أصدقاءه ومريديه قبل أعداءه ومنتقديه لبرهن للجميع من خلال الخط الشريف الذي أنتهجه بأنه أب حان على الجميع وصاحب رسالة ربانية كلف بها , لذا سيظل السيد قائداً ومنفذاً على الجميع الاخذ بوصاياه لتصل سفينة العراق الى شاطيء الامان بأذن الله تعالى