مؤتمرات الغدر/غسان توفيق الحسيني

Thu, 11 Jun 2015 الساعة : 2:55

لقد شهد العراق بعد احداث عام 2003 الكثير من المؤتمرات بشتى انواعها الثقافية والسياسية والعشائرية في مختلف مناطقها .
ولكن اغلب تلك المؤتمرات لم تكن في العاصمة بغداد او أي محافظة من محافظات العراق الكبيرة بل كانت اغلبها في قضاء ليس بالكبير الا وهو قضاء الفلوجة تحديدا الذي يقع ضمن الحدود الادارية لمحافظة الانبار .
فقد عمل رجال وشيوخ هذا القضاء منذ بداية الاحتلال الامريكي  بازدواجية عجيبة من خلال مؤتمراتها او مساندتها او وعودها .
تلك المدينة التي كانت اغلب رجالاتها في زمن النظام البائد يعملون في الشركات الوهميه وغسيل الاموال والمقاولات
مما جعل الامر سهلا جدا بان يتلونوا مع أي ظرف كان في البلد مما حدى بهم بمبايعة تنظيم القاعدة الارهابي ليشكلوا بعدها صحوات تتبع للحكومة المركزية وظل الكثير منهم يعمل نهارا مع الصحوات ومساء مع القاعدة .
لتتغير الاحوال بعدها بظهور تنظيم ما يسمى داعش والتي ذهب اليه اغلب شيوخ تلك المنطقة بمبايعته متناسين زمن الصحوات ومجالس الاسناد .
فلعل الغريب في الامر انهم تعودوا على الغدر في الحكومة والارتماء الى التنظيمات الارهابيه لانهم يدركون جيدا ان الحكومة ستعفو عنهم لانهم جربوا ذلك من خلال الفترة الماضية عند مبايعتهم للقاعدة
وبذلك قد امنوا الجانب الحكومي فمتى ما تعود الامور بيد الدولة سنراهم ينخرطون معها وبمسميات عديدة ولا يوجد من يطالب بالقصاص من افعال هولاء .
حتى بات رجالاتها لا يزاولون اعمالهم المتضمنة بالمقاولات الفاسدة وشركات النصب والاحتيال لانهم جنوا اموال طائلة وكثيرة من خلال مبايعتهم للحكومة تارة والتنظيمات الارهابية تارة اخرى .
فكلى الطرفين يغدق عليهم باموال طائلة في حين نرى الموقف الحكومي موقف المتفرج بانتظار تحرير المدينة لتعيد تحالفها من جديد مع رجالات هذه المدينة والتي ينطبق عليهم القول (من امن العقاب اساء الادب )

Share |