أغلبية شاطحة/محمد الشذر
Tue, 9 Jun 2015 الساعة : 13:33

البرلمان هو مكون سياسي من عدة أعضاء, "هيئة تشريعية عليا", يتم اختيارهم مسبقا لتمثيل الشعب أمام الدولة, ويكون هؤلاء صوت من أوصلوهم تحت قبة البرلمان, للمطالبة لهم بحقوقهم وبناء الدولة وفق أسس الديمقراطية المدنية.
حين يطرح مشروع معين يتم التصويت عليه من قبل الأعضاء, ويتم إقراره لتشريعه وإحالته للسلطة التنفيذية, يسري القرار أذا حصل على أغلبية الأصوات "أغلبية شاطحة", التصويت في بلدان العالم يتم التصويت على القرار تحت قبة البرلمان, ويجب أن يكون في خدمة الصالح العام, وبعيدا عن التجاذبات الحزبية والعرقية وغيرها, فالكل يعمل لإسعاد مواطنيه, وخدمة بلده. أما في العراق فالآية تختلف, والنص مزور, والحكيم لا يفقه اسمه فوق كرسي المجلس, حين يراد التصويت على مشروع معين, تبدأ هزلية الأحداث.
حيث يتم الاتفاق الحزبي أولا, ككتلة واحدة, ثم يتم الاتفاق الطائفي, وبعدها الانتماء القومي, كل هذا يجري فوق مائدة لا تخلوا مما تشابه ألوانه من أموال الشعب, ليتقاسموا الكعكة, أو كموشينات كما سماها بعضهم, وبعد أن اكتسب بركات المائدة, يحال إلى اجتماع المجلس, ليتلوا عليه رئيس المجلس صلاة القديسين ومنحه صك الغفران, والضريبة هي أعناق تتطاير يدفعها(مگاريد) هذه الأمة, الغريب في الأمر أن كل من نزل منزل هؤلاء, تراه يتناسى أهله ومريديه, متنازلا عن دينه, وقيمه ومبادئه, رافعا يده في التصويت إلى ما يضاف إلى جعبته فقط.
مضحيا بما دون ذلك, وكأنه يصاب بفيروس السلطة وحب المال, سواء من جراء معاشرة القطيع او بغيرها, ولل.. در الشاعر حينما قال:
"لاتربط الجرباء قرب صحيحةٍ خوفا على تلك الصحيحة تُجربُ",
نواب يتمتعون بسيادية خاصة لممارسة بشاعتهم, تبعا لقوميتهم, متناسين أغلبية مكونات الشعب فيه, ويحصل هذا بموافقة ممن يمثل الأغلبية القومية والعرقية, والانتماء الديني أيضا, لملئ حساباتهم المصرفية, بعيدا عن حقوق الكادحين.
هنيئا للعراق بأعضائه, ولكن, هل هي لعنة حلت على بلدنا,؟ ام واقع مرير من جراء أيدينا؟.