فجأة، طلع علينا (المهيب الركن) أثيل النجيفي، ببزته العسكرية (المرقطة)، ونظارته الشمسية، التي تارة يرتديها، وتارة يعلقها على ذراعه، متبختراً كالطاووس بين مقاتليه الأشاوس.. (ركزوا على كلمة الأشاوس رجاء)، لأن على يد هؤلاء الأشاوس (ستتحغغ) الموصل من احتلال داعش، (وتتحغغ) الأنبار أيضاً، وستعود فلسطين السليبة لأهلها على يد هؤلاء (الأشاوس)!! ومن المحتمل أن يطلع أثيل أبو (شلعة) بمقاتليه الى جزيرة طنب الصغرى، وجزيرة طنب الكبرى و(يطنبهن) بسرعة ع الماشي، ثم يعبر نحو جزيرة (أبو موسى) فيحررها كذلك.. شلون قابل يخليها.. مو عيب من أم موسى؟
وما أعرف عاد هل راح يطلع مناك على الجولان ويحررها أيضاً أم لا ؟! مصادرنا الخاصة تقول إنه لن يمضي لتحرير الجولان رغم توسلات أصالة نصري، ودعاء فضل شاكر، والسبب كما تقول المصادر: أن ثمة مشاكل عويصة بين النجيفي ونظام بشار الأسد (العلوي الصفوي المجرم)!!
لقد رأى العالم كله عبر شاشات التلفاز قبل خمسة أيام، كيف كان القائد الفذ أثيل النجيفي يتفقد (القطعان) التابعة لجيش تحرير الموصل وهي تستعرض أمام فخامته في أحد المعسكرات التدريبية في أربيل، محاولاً تقليد عمه ومثله الأعلى صدام حسين (بالمناسبة، لماذا يقلد أيضاً قادة الجيش العراقي الذين نراهم اليوم عبر الشاشات، صدام في حركاته ومشيته وبوزاته، بل وحتى في النظارة الشمسية التي كان يلبسها الطاغية (أظن أنها عقدة نقص)؟! ولا أعرف كم من الناس الذين ضحكوا مثلي حين رأوا (أثيل أبو شلعة)، وهو يريد أن يظهر بهيئة القائد العظيم الذي سيحطم داعش، ويعيد الموصل الى أهلها دون الحاجة الى الجيش، أو الحشد الشعبي، أو الحكومة، ولا حتى الحاجة الى السلاح أو المال، حيث ذكر ذلك في خطابه، علماً أن عدد أفراد (جيشه) هذا، لا يزيد على المائة وعشرين فرداً، نصفه من أفراد حمايته الشخصية، والنصف الثاني من الكومبارس الذين جاء بهم لغرض التصوير مقابل مبالغ مالية. اما قطع السلاح الخربانة التي ظهر بها جيش (التحغيغ) في هذا الاستعراض، فهي من مخلفات سلاح الإقليم المنتهية صلاحيته!!
والمفارقة أن فترة ترتيب وإعداد المعسكر، وتهيئة الاستعراض، والتصوير قد أخذت أكثر من عشر ساعات متتالية، بحيث لم يذق المستعرضون طعاماً فيها قط، رغم أن أدارة الاستعراض وفرت لهم (لفات كباب سفري)، لكن الوقت كان ضيقاً، والحفل متأخراً، فلم يعد هناك مجال يسمح بتوزيعها قبل بدء الحفل، فبقيت (لفات الكباب) حبيسة الخيمة على أمل أن توزع بعد نهاية العرض. الأمر الذي سبب متاعب صحية لبعض المتدربين الكبار، لاسيما وأن فيهم من يعاني من مرض السكر، الذي يتوجب على المريض فيه أن لا يجوع، وإلا فسيكون الأمر صعباً، وهكذا توقف أكثر من واحد من جيش تحرير أثيل عن اكمال الاستعراض بسبب الجوع..
والمفارقة أن أحدهم (وهو من مجموعة الكومبارس المؤجرة)، كان يتضور جوعاً، وحين وصل اليه (القائد) النجيفي، وقد سبقته كاميرا التصوير، سأله أثيل بابتسامة واسعة: شلونكم يابه، شلون تدريباتكم، خو ما محتاجين شي؟
فصرخ المتدرب (الجوعان) قائلاً: والله محتاجين لفة كباب سيدي!!
ولعل من الأشياء التي أضحكتني غير لفات الكباب، وتقمص أثيل لدور القائد المحرر، وهو الذي هرب قبل أن تصل جرابيع داعش الى الموصل بخمس ساعات، خطابه الكاريكاتيري الذي ألقاه، فالرجل لا يملك حضوراً ولا شخصية، ولا خلقه ينطلع بيها، ولا يملك كاريزمه، أو باسطرمه!! خاصة وأثيل يعاني في نطقه، فهو يلفظ الراء (غاء)، والمصيبة أن الخطاب الذي القاه مزدحم بحرف الراء. فتحرير الموصل يقولها (تحغيغ) الموصل، وخير العراق يقولها (خيغ العغاق)، والى الوراء در: الى (الوغاء دغ). زين هاي شلون راح ترهم وياه، وهو يريد يقود جيش التحرير العربي لسحق داعش، وتحرير الموصل والفوار وأبو شعير؟!
لقد أراد (بطل حمَّام العليل) القومي أثيل النجيفي بهذا الفيلم الاستعراضي، وبهذه الحثالة التي جاء بها أن يظهر للسعودية وقطر وتركيا وأمريكا، بأنه قادر على إعداد (جيش تحرير مصلاوي) يواجه به (الميلشيات الشيعية)، وداعش، كي يأخذ المال من الرياض والدوحة، والسلاح من أمريكا، والدعم السياسي من تركيا، وبنفس الوقت سيظهر أمام (السنة) كواحد من أبطال الطائفة المحررين، بينما هو يعلم جيداً ان هذه الطراطير التي جمعها لا تستطيع أن تحرر قفص دجاج (أسير) في سوق الغزل، وليس تحرير محافظة عظيمة مثل محافظة نينوى؟
لذا فإني أقول لك يا أثيل، وراح أحچي وياك باللهجة الشعبية العراقية، ولو انت قوي بالتركية وضعيف بالعراقية: يجوز كلاوك هذا ينجح ويعبرعلى بعض الدول، والناس، وليگدام بالعافية عليك (الدخل اللي راح تگوم بيه)، وطبعاً الدخل راح يكون (دسم وثگيل ومحترم) فملايين الدولارات اللي راح تدخل جيبك، والأسلحة الأمريكية اللي راح تبيعها بالملايين، ولا تگلي راح تقاتل بيها، شراح تقاتل بيها حجي راضي، لو جبار أبو الشربت؟!
أگول: إذا كان هذا (الكلاو) عُبَر على أمريكا، وعلى بعران السعودية وعلى (زواج) الحكومة، فثق على ولد الملحة ما يعبر كلاوك، لأن أولاد الملحة مفتحين بالتيزاب، ويقرون الممحي. ومصيرك راح يكون بيد أخوة زينب، انت ومن كان على شاكلتك من الخونة والساقطين.. يا بطل (التحغيغ) العربي!!