أحداث النخيب وارادة الاغلبية ...!!-جمال الطالقاني

Mon, 26 Sep 2011 الساعة : 12:56

ارجعتني احداث النخيب وما تضمنتها من تفاصيل وتصريحات اقشعر لها بدني ويأست من العراق واستقراره .. لطالما انوجد اناس بمستوى (فلان وعلان) يتحكمون بمصير شعب محافظة او بلد كالعراق ... مع احترامي وتقديري لكل اشارات الحرص والنخوة التي يتحلى بها البعض ممن ساهموا بتأجيج الموقف من دون دراية وتخمين لعواقب وتداعيات ما كانوا يصرحون به عبر قنوات فضائية مغرضة .. والتي يجب ان توضع امام أعينهم مصلحة العراق وشعبه المبتلى فوق جميع التفاصيل بولاءاتها وانتماءاتها القومية والمذهبية والقبلية والمناطقية ...
وكما يعلم المطلعون ان صحيفة الواشنطن بوست هي واحدة من اوسع الصحف الامريكية إنتشارا وأكثرها تأثيرا وإطلاعا ليس على الشعب الامريكي فحسب بل لعموم شعوب العالم .. حيث نشرت دراسة قبل مدة مفادها ونتائجها كانت لحساب الجيش الامريكي ضمن استطلاعات في خمسة محافظات عراقية تم اختيارها بدقة كبيرة من .. الشمال .. والوسط .. والجنوب .. حيث أظهرت تلك النتائج إتفاق الغالبية العظمى على نقاط مشتركة كثيرة أهمها ان الاحداث التي مروا بها العراقيون هي نتيجة بصمة لها اهدافها ومرتكزاتها المعلومة .. وضعها الساسة المتناحرون على الغنائم بكراسيها بدعم جهات اجنبية وضعت اجنداتها واهدافها وستراتيجياتها الطويلة الامد والغير عابرة والوقتية كما يفهمها ويخمنها البعض ... وان الصدامات الطائفية المسلحة الحادة والتي جرت خلال الفترات السابقة والتي لا تزال بعض خيوطها تنسج هناك وهناك ولكن اقل حدة وكلما سنحت الفرصة نتيجة اختراق في بعض المناطق الواهنة امنيا ... حيث كانت تلك الاحداث سمة ثابتة من سمات مجتمعهم التعددي وهم ينظرون اليها بصفتها ظاهرة عابرة أججها السياسيون المتناحرون حسب اهواء وتوجيهات بعض الاطراف اللاعبة الآن بأمتياز في العراق وتشير الدراسة ان تلك الاحداث سوف ترحل آجلا ام عاجلا .. كما اظهرت بأن هناك اجماعا يكاد ان يكون مطلقا على انعدام الثقة ببعض الأجهزة الامنية المسؤولة والتشكيك بقدرتها على معالجة المشاكل والخروقات القانونية التي باتت ترهق كاهل المواطن العراقي .. اضف الى الجانب الامني حالة تردي الخدمات وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي والسياسي وحتى على مستوى العلاقات الخارجية ...
الدراسة المشار اليها شملت مواطنين عراقيين من طوائف وأديان وأعراق مختلفة اظهرت ايضا وجود قواسم مشتركة كثيرة ومتعددة بين ابناء تلك الفئات التي يضمها الطيف العراقي ، الامر الذي يمكن للمرء ان يقرأ من خلاله مؤشرات وحدة المواقف والتفكير وانها ما تزال حية وفاعلة على مستوى المواطن العادي ... بعيدا عن التناحرات والتكالبات على الكراسي والمناصب التي لازم اغلب ممن تصدر العملية السياسية ومصدر القرار ..!

الصحيفة التي نشرت نتائج الدراسة قارنت بين توحد مواقف الغالبية العظمى من العراقيين الذين خضعوا لها وبين الخلافات المعلنة والمستحكمة بين قادة الفئات التي تنتمي اليها الشرائح المشمولة بالدراسة ’’ وقد خلصت الدراسة الى ان الخلافات التي تتردد اصداؤها المدوية في جنبات المشهد العراقي لا تمد جذورا عميقة في الضمير العراقي العام الذي يبدو ان النقاط المشتركة التي تجمع بين أبنائه أكثر وأقوى من النقاط التي تفرقهم ...
الآن أؤكد على ما أقوله وأكتبه بأستمرار إن هذه الحقائق تفتح أمامنا جميعا أبوابا واسعه للأمل وتمهد الطريق لمن يريد ان يبني العراق على هذه المشتركات ويعززها على حساب مظاهر الفرقة والأختلاف .. ترى كيف يغفل البعض ويغفل بعض القادة أيضا والسياسيون ما أدركته صحيفة الواشنطن بوست عن بعد ؟؟!! تلك والله هي الأفعال والأقوال الحقيقية للعراقيون من شمالهم لجنوبهم ومن شرقهم لغربهم ... ولنا بحادث النخيب مثالا على ذلك حيث يعلم الجميع رغم مرارة الفاجعة التي استهدفت طائفتين .. كيف تم تأجيج الموقف من قبل من هم الان يتصدرون القرار في كلا المحافظتين من خلال بعض وسائل الاعلام المغرضة وكيف القىت حالة التأجيج بظلالها على مستوى الشارع العراقي مستغله بعض الجهلة لتحقيق مآرب ماساوية ارادت ان تضرب صميم حالة التوحد العراقي الذي بدأ يتعافى والحمد لله ... فلنتعض جميعا من صور الماضي المؤلم ونحاول ان نزهد من اجل الشعب العراقي المظلوم والصابر ...

Share |