موقفنا : العبادي وخطوة في الاتجاه الصحيح/صباح الموسوي
Mon, 1 Jun 2015 الساعة : 1:03
بعد إن تعرض الدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء الى ضغط داخلي مدعوم امريكيا يهدف الى انهاء دور الحشد الشعبي. وبحسب مصادر موثوقة فإن "الجانب الامريكي طالب بإنهاء او اضعاف الحشد الشعبي لكن العبادي رفض ذلك... وان الناصح الامريكي لوح باستهداف الحشد الشعبي مباشرة". وضغط داخلي مدعوم ايرانيا يطالبه بضرورة اطلاق طاقات الحشد الشعبي ودعمه لأنه القوى الوحيدة القادرة على هزيمة داعش.
جاء احتلال الرمادي على طريقة احتلال الموصل قبل عام, ليمنحه مساحة حرة نسبيا من آلية المحاصصة في اتخاذ القرارت.إذ هدد الامريكان وجميع القوى الداخلية الضاغطة عليه بالاستقالة مبلغا المرجعية بقراره هذا والتي حصل على دعمها له لمواجهة الضغوط الامريكية .
استثمر هذه الفسحة الحرة واتخذ حزمة من القرارت بالاتجاه الصحيح, من ابرزها قرار اعتماد الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية رسمية مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة وضم قادة الحشد للقيادة المسلحة المشتركة ومنح الموظفين روابتهم طيلة فترة تفرغهم للقتال في صفوف الحشد الشعبي, الغاء عقود الالاف المؤلفة الهاربين من الجيش في خطوة تطهيرية ستفضي ضمن خطوات مهمة اضافية الى دمج ما تبقى صامدا من الجيش في جيش وطني جديد, يحل محل الجيش البريمري الهارب وضم كل العسكريين الأبطال الذي صمدوا في مواقعهم كمتطوعين برتب عسكرية إلى الجيش الجديد المؤسس على اساس قانون الخدمة الإلزامية الوطنية. وضم جميع المقاتلين المتطوعين الأبطال من الحشد الشعبي وفصيل الشهيدة أمية جبارة والمتطوعون من أبناء المناطق المحتلة إلى الجيش الوطني العراقي برتب عسكرية تمنحهم مسئوليات التدريب والإدارة.
فالخضوع لإرادة الغازي الامريكي في منع إعادة بناء الجيش العراقي على اساس الخدمة الالزامية نتيجته أصبحت معلومة..الهروب وترك المدن واهاليها للاستباحة والقتل والاغتصاب والتدمير والنهب.
ومن الخطوات المفصلية التي اتخدها العبادي باتجاه استعادة القرار الوطني العراقي المستقل هي التوجه الى موسكو لطلب المساعدة لتسليح القوات المسلحة العراقية بالدفع الآجل وحصل على ذلك من روسيا الداعمة لوحدة واستقلال العراق.
ولعل اعتراف رئيس مجلس النواب بإن دور الحشد الشعبي اصبح امرا واقعا في ظل فشل الجيش المريع في الحفاظ على المدن ان "الجيش خرج من معارك يحتاج بعدها فعلا إلى إعادة تنظيم، بروح جديدة وبآلية وبقيادات جديدة منظمة.... لكن الوضع سيتراكم إلى درجة لن يكون لنا عندها سبيل لتجاوز المشكلة إلا بحل الجيش". يأتي متناغما مع المطلب الشعبي الضاغط باتجاه حل الجيش البريميري, خصوصا وإن امريكا مؤسس وراعي هذا الجيش قد اعلنت صراحة على لسان وزير دفاعها أشتون كارتر بانه ليست له ارادة في القتال.
الحشد الشعبي يعلن خطابه السياسي توازيا مع تعاظم دوره العسكري في نيته "التصدي لدواعش الحكومة والبرلمان ومقاضاتهم.. وان تحرير صلاح الدين اسقط المشروع الامريكي.الخطاب السياسي المولد لقيادة سياسية جديدة في البلاد من ارض معركة تحرير العراق من داعش واسيادها الامريكان.
واطلق الحشد الشعبي مدعوما بالقوات المسلحة العراقية معركة تحرير الرمادي تحت تسمية "لبيك يا حسين"، غُيرت التسمية لاحقا الى التسمية الوطنية العراقية الجامعة < لبيك يا عراق > , والتي تأتي بالتزامن مع مقررات مجلس الوزراء المشار اليها اعلاه. وحقق انتصارات كبيرة مدعومة من قطاعات الشعب كافة خصوصا من قبل اهالي المناطق المحتلة الذي تعبر مغادرة الالاف منهم للرمادي رفضا للدواعش, اضافة الى التحاقهم بالحشد الشعبي تحت مسميات خاصة بهم حالهم حال المقاتلين العراقيين المسيحيين وكتيبتهم الاشورية.وليس هناك من بوتقة تستوعب جميع اطياف الشعب العراقي سوى بوتقة الوطنية العراقية المستعادة على ارض المعركة الوطنية التحررية والمعمدة بدماء العراقيين.
إن اليسار العراقي الذي نادى منذ البدء بوجوب إعادة بناء الجيش العراقي وفق قانون الخدمة الالزامية الوطنية, يدعم اليوم كل القوى الوطنية المقاتلة ضد داعش لتطهير الوطن من رجس داعش واسيادها الامريكان, بأفق بناء الدولة الوطنية العراقية التي تضع العراق في موقعه الطبيعي على خارطة المنطقة, بلدا حراً يحتل مكانته بين الشعوب المتضامنة والمناضلة من أجل الحرية والتقدم والعدالة.
*صباح الموسوي منسق التيار اليساري الوطني العراقي