أياكم والمثلة ولو بالكلب العقور/فرج الخزاعي

Mon, 1 Jun 2015 الساعة : 0:51

منذ القدم كانت للحروب  اساليب متعددة  تسلكها القوى المتحاربة من أجل كسب الحرب والظفر بها ولكن وفي ذات الوقت وعلى مر الازمنة والعصور كان لأغلب رجال الحرب خصال هي عنوان لعنفوان المروءة والرجولة فقد أتفقت العرب ومنذ الجاهلية أن لاتجهز على جريح  ولاتعتدي على اسير بل ذهب البعض من فرسان العرب الى أبعد من ذلك بكثير فهذا عهد الامام علي ( ع ) الى الاشتر النخعي الذي كان عبارة عن مجموعة من درر الوصايا أثناء الحرب وقد طبقها أمير المؤمنين ( ع ) بنفسه فبعد ما جرح من قبل الشقي عبدالرحمن بن ملجم قام الامير بالوصية به   والاحسان اليه وذكر أبناءه بوصية رسول الله ( ص ) حينما قال ( أياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ) وفعلاً  قام أولاد علي ( ع ) بقتل بن ملجم بعد وفاة الامام علي ( ع ) لكنهم لم يمثلوا بالرجل مع أنه قد هدم الدين بفعلته الشنيعة تلك , واليوم ونحن نشاهد مايحصل في الحرب الدائرة بين قواتنا الامنية البطلة وفرسان الحشد الشعبي الابطال من جهة وبين عصابات داعش الارهابية من جهة اخرى وماتقوم به تلك العصابات المجرمة من اعمال شنيعة لم تشهدها الحروب في كل دول العالم ولكن ماشجع هولاء القتلة لكي يسلكوا هذا السلوك الشاذ هو التغذية الروحية المنحرفة التي تبثها بعض المؤسسات الدينية لبعض الدول والتي لها مصلحة في تفتيت وحدة العراق ومنها دولتي قطر والسعودية واللتان تعاونتا على تمزيق وحدة البلد من خلال دعم بعض الفصائل المسلحة والتي تمردت على سلطة الدولة . أننا اليوم امام عصابات محترفة تغذت روحياً على مشاهد القتل وسفك الدم وأنتهاج صور قبيحة في ذلك لذا يتطلب من الحكومة أن تعالج هذا الامر من خلال خطة مدروسة يضعها علماء وخبراء مختصون في علم النفس والاجتماع أضافة الى خبراء في الاقتصاد لتحييد الشباب العراقي من الالتحاق بهذه العصابات وتأهيلهم صحياً ليعودوا مواطنين أسوياء والا فأن هولاء أصبحوا مدرسة قائمة بحد ذاتها تدرس القتل بانواعه البشعة . كما أن التحرك العاجل والسريع على خطباء الجوامع أمر هام ليأخذوا دورهم في التوعية والنصح وبيان حرمة دم الانسان , وعندما نقول خطباء الجوامع فنعني على الجانبين لان أسلوب الانتقام والبطش قد تنامى عند الفريقين كما يتوجب ان تقوم الدولة بملاحقة كل الجناة الذين نفذوا عمليات ترتقي الى المجزرة وجريمة حرب لينالوا جزائهم العادل ويكونوا عبرة لمن اعتبر حتى نضع حد لآستهتار البعض بالدم العراقي الشريف

Share |