خطبة المرجعية الدينية وإعداد الشعب لدولة الإمام المهدي !!/غفار عفراوي
Mon, 1 Jun 2015 الساعة : 0:49

في أخطر خطاب وأكثر خطوة جريئة وغير مسبوقة أطلقت المرجعية الدينية في النجف الأشرف دعوة مهمة جداً بمطالبة الشعب العراقي بالتدريب والاستعداد للقتال إلى جانب دولة الإمام المهدي المنتظر ظهوره والتي ستشمل كل مكان من الأرض معتبرة أن القتال ضد تنظيم 'داعش' حاليا هو اختبار للمعركة العالمية المقبلة، وحذرت المرجعية على لسان معتمدها الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء يوم أمس وقد نقلتها قناة الدولة الرسمية بشكل مباشر للمرة الأولى، من صراعات طائفية تؤججها دول أجنبية وإقليمية لتمزيق المنطقة إلى دويلات تتحارب فيما بينها.
وقال الكربلائي إن المعارك التي يخوضها العراقيون ضد تنظيم 'داعش' حاليا، هي تمهيد واستعداد للقتال مع دولة الإمام المهدي المنتظر، ليس في العراق فحسب، وإنما في أي مكان آخر'لأن دولة المهدي هي كل الأرض' .
وأكد الكربلائي على موضوعة الظهور المنتظر من قبل الشيعة بالعموم والعالم بشكل عام حيث قال أن ما يمر به العراق حاليا هو اختبار لظهور دولة الإمام المهدي ومتطلباتها للقتال والتضحية في عقد من التضحية جزاؤه الجنة، وأن ظروف البلاد الحالية في قتال الإرهاب هي تمهيد لدولة الإمام المنتظر.
وركز أيضا على موضوعة مهمة لاستهاض الهمم من قبل الشباب العراقي وغيره لتوعيتهم أن أحوال العراق الحالية هي صورة مصغرة لما ستكون عليه دولة الإمام من متطلبات للقتال والتضحية بالأموال والممتلكات والدماء.
كما شدد معتمد المرجعية الدينية - التي لا تقول بولاية الفقيه ولا تُنظّر لقرب الظهور في نهجها وسيرتها الماضية – شدد على الاستعداد للمعركة التي ستحصل في زمن الامام المهدي مع الكافرين والمرتدين وان على الشباب منذ الآن التدريب على القتال والتعبئة لأننا لا نعرف إلى متى ستستمر المعركة ضد داعش حسب تعبيره..
وعاد مرة رابعة ليقول لذلك يجب أن يكون هناك تدريب مستمر لمواجهة كل الاحتمالات المستقبلية استعدادا لدولة الإمام المهدي' .
ولم ينس معتمد السيد السيستاني المناسبة الشيعية القادمة التي تخص الإمام وهي ليلة النصف من شعبان ذكرى مولد الإمام المهدي التي ستحل الأسبوع المقبل، وحيث ملايين العراقيين يحيونها بزيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام في محافظة كربلاء.
أتصور أن الأيام أو الأسابيع القادمة ستكون حُبلى بالكثير من القضايا المهمة عراقياً وعربياً ودولياً، وليست خطبة الجمعة يوم أمس حدثاً عادياً وكلاماً إنشائياً لأننا تعودنا طيلة المرحلة السابقة أن تكون جميع خطب المرجعية الدينية في النجف الأشرف بالخصوص هي منهاج وطريق وسلوك للعراقيين بشكل خاص، والأمثلة كثيرة من أبرزها الخطب المتكررة قبيل الانتخابات البرلمانية السابقة والتي كانت تؤكد فيها على ضرورة التغيير وانتخاب الصالح وترك الفاسد ، وأعقبتها بخطب أخرى بعد ظهور النتائج بالتأكيد على ضرورة عدم " التشبث " بالمناصب في إشارة إلى تمسك رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بالسلطة على الرغم من رفض اغلب المرجعيات الدينية و الكتل السياسية وأبناء الشعب العراقي له، وتحققت إرادة المرجعية وأذعن المالكي لأمرها وتم التغيير .
أشعر أن السيد السيستاني دامت بركاته على المسلمين يريد التأكيد على جميع المرجعيات أن تتوحد ولا يكون هناك فرق بين هم لان الوعد الإلهي قريب ودولة العدل قادمة ويجب استنفار جميع الطاقات لأجل إنجاح المعركة العالمية الفاصلة بين محور الخير المتمثل بالإمام المنتظر عليه السلام ومحور الشر المتمثل بالثالوث المشؤوم أمريكا وبريطانيا واسرائيل .
والإمام المهدي هو الإمام الثاني عشر لدى الشيعة المسلمين، الذين يعتقدون انه غائب منذ عام 382 للهجرة، وسيعود ليملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا. والإمام المهدي عليه السلام هو محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي عليهم السلام وهو خاتم الأئمة كما كان جده خاتم الأنبياء .
===================
كاتب عراقي