لماذا سكتَ الساسة عن جريمة إعدام الشهيد مصطفى العذاري ... ولم يسكتوا على إعدام الطيار الاردني ؟ !!/عبدالرزاق السويراوي
Tue, 26 May 2015 الساعة : 23:30

لم يكن إبناً باراً لمدينته وحدها , مدينة الصدر البطلة , كان إبناً للعراق بأكمله . وإذْ تمّ إعدامه على أيدي زمر الغدر في الفلوجة , وهو يرتدي زيّه العسكري العراقي الرسمي ,كان يجسّد أعلى مستويات الرمزية لجندي مضحٍّ بحياته من أجل وطن إسمه العراق .. وهذه الرمزية بذات الوقت هي تعبير حي وحقيقي عن رمزية العراق بأكمله .
وفي قبال هذا الخلود الرمزي , أظهرتْ الصور الملتقطة للشهيد وهو يُطاف به في سكك وشوارع الفلوجة , الفلوجة التي بذل روحه من أجلها , مدى خسّة ووضاعة الأشخاص الذين حضروا إحتفال الغدر بهذا البطل , غدروا به ,بدلاً من يمجدوه , أظهرتْ الصور , نكرانا للجميل وظهروا فيها ملوّحين للقتلة بأكفٍّ خاسئة تدعم وتؤيد من دنّس أرضهم و أهلهم و ( عرضهم !!! ) ..فهل هناك نذالة ووضاعة أكبر حجما من هذه ؟ ..
كانت الصور أكثر من مؤلمة , بل هي الألم الممض بعينه الذي يتجسد في الطائفين به والمستقبلين لهذا الطواف الجبان والمتوحش , طوافٌ جسّد إنحطاط جميع من شارك في هذه اللعبة الجبانة .. أنا أقطع بأنّ الشهيد مصطفى , كان لحظة طواف الجبناء به في الشوارع , كان الشخص الوحيد الذي جسّد الغيرة العراقية التي غابت عن الجميع , هذا الطواف سجّل وصمة عار في الفلوجة قد لا تمحيها كل مطهّرات التاريخ القادم حتى ولو مرّتْ منه قرون ..
أيها الشهيد مصطفى ...
كنتَ وانت بقبضة الدواعش وسفالة المرحّبين بهم في شوارع الفلوجة , كنتَ أنت مَنْ قبض على هؤلاء الجرذان . كنت وحيدا يطاف بك وهم جمعٌ , كانوا هم مَنْ أرعبه الخوف من بطولتك وصمودك وبسالتك , كانوا يرون فيك أسداً غضنفراً فضح عارهم الذي يتقمّصهم مذ ولدتهم أرحام أمهاتهم العفنة .. لحظتها , أقسم بالله وأنا أطالع الصور , أرى فيك العراق بأسره , بغيرته وكرمه ونخوته وشجاعته , بينما هم , مجرد أوباش يتآكلهم الرعب من صمودك وصبرك ..
في قبال هذا العار , هناك عار آخر لا يقل عنه شأناً .. عار الساسة الخضرائيين الصامتين .. وعار الذين لم يتمكنوا من إنقاذه .. فالكل لاذ بالصمت .. فلو كان هذا البطل من طبقة الطيار الاردني الكساسبة الذي لم ينجز بطولة بقدر عشر العشر مما حققه الشهيد مصطفى , والذي احتفل أهلُه بذكرى إعدام المقبور الهدام , لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها , ولكن لأنك إبن مدينة الصدر , ولأنك إبن الجنوب الأبي , ولأنك .... !! , فقد سكت الجميع خوفاً من أن يزعل منهم النجيفيان أو ظافر العاني وسليم الجبوري ومحمد الدايني وطارق الهاشمي ورافع العيساوي أوجميع الدواعش ..
يكفيك تأسياً أيها الشهيد البطل مصطفى العذاري , بأبي عبدالله وأخيه قمر العشيرة ومسلم ابن عقيل يوم طافوا برؤوسهم الطاهرة في سكك الكوفة وحارات الشام .. الشام التي يُراد لها الآن إعادة طغيانها الأموي من جديد عبر داعش الوهابية ..