"الدواعش" ... وكيف يتحركون؟/سامي عواد

Wed, 20 May 2015 الساعة : 2:00

(مصطلح الدواعش= المرتزقة الأجانب + قطعان العربان + البعثيون الصداميون + قادة أجانب!).. أين ما ورد!؟

إن العراق وشعبه في نهاية الصراع؛ هو المنتصر لا محالة؛ وإن موضوع "الدواعش" ليس مجرد البعثيين الصداميين وبقية فصائل العدوان المختلفة في العراق وخاصة في المناطق الموبوءة بالبعثيين الصداميين؛ إنما هؤلاء هم "المكملين"ّ في المسلسل الإجرامي المعد دولياً ومن دول العدوان المعروفة والمكشوفة! ضد العراق وضمن منطقة الشرق الأوسط.

واهمٌ أو نائمٌ! مَنْ يظن؛ أو خائنٌ من يضم حقيقة ما يجري ويعتقد أو يوهم الآخرين بأن مَنْ يحارب في الجبهات من الأعداء هم "ثوار الغربية"! أو "مجاهدي الأنبار" أو "مقاتلي الموصل".. هراءٌ وافتراء! إن هؤلاء الأعداء أعدوا واستعدوا خارج العراق ونظموا في ألوية وأفواج مدربة أحسن تدريب ومسلحة بأحسن السلاح وقادتها  خبراء من أميركا والغرب وإسرائيل؛ سُلِّمَت مهمة رعايتهم وتأمين أماكن تجمعهم ومن ثم توزيعهم إلى تركيا والأردن والسعودية وحتى الكويت "الشقيق"!؟, وشكلت منهم "فرقة الدواعش" التابعة لدول التحالف التي "حلفت"! و "توعدت" بإلحاق الهزيمة بجيش العراق وشعبه ومن ثم تمزيقه وتقسيمه! ولم تتحالف على نصرة العراق وإنقاذه من الدمار والدماء والتفرق والتشرذم الذي هو فيه والذي كان سبباً من أسباب "هزائمه" المؤقتة! وانخداع قادته بوعود "الحلفاء"! وتضليل بعض سياسييه! ولا زال المخطط يجري على هذا الأساس! ولكن الانتصار قادم رغم كل تلك المعطيات إضافة إلى جليل التضحيات.

لقد استخدم "الدواعش" أساليب مؤثرة ومؤلمة عند المواجهات ومن أشهرها والتي أصبحت معروفة ويمكن تلافيها إذا كان الوعي والاستعداد قائم ودائم! ومن تلك الأساليب هي العجلات المدرعة؛ المفخخة وعناصر القناصة وفي حال هزيمتهم وانكسارهم يقومون بعمليات تفخيخ كل ما يمكن تفخيخه لإنزال أكبر الخسائر البشرية بأبناء القوات المسلحة الأبطال والحشد الشعبي الشجعان.

وثانياً؛ ومنذ احتلال "الموصل" استعملوا – وما زالوا يستعملون أسلوب التغلغل والاستقرار لدى الحواضن التي عملوا على إنشائها والاتصال بها وإعدادها قبل البدء بما يسمى بالهجوم على الموصل؛ فلم يكونوا يحتاجون فيها سوى بضعة مئات من المتسللين عبر الحدود "التائهة"! ليكونوا كما يقال: يسرون كالنار في الهشيم أو كالوباء في البيئة الخائنة الحاقدة التي صوروا لها "الدواعش" بالمنقذين من "الحكومة"!! والمؤسسين لدولة "السُّنّة" ومن ثم "الدولة الإسلامية" حتى تمكنوا من السيطرة على مقاليد الأمور في ظل جبن وخيانة بعض القطعات العسكرية والشرطة الاتحادية التي كانت خاوية! وليس هزيمة الجيش العراقي وقواته المسلحة كما يصور الأعداء للشعب العراقي! الذي حقق الانتصارات الأخيرة العظيمة والتي يحاول جهاز دعاية وإعلام "الدواعش" إهمال ذكرها وعدم الاعتبار بها وفي مواقع ومواقف بطولية عديدة بدءا من تحرير "ديالى" ثم "جرف النصر"؛ وقاطع سامراء والضلوعية وآمرلي والدور والعلم إلى "تكريت" عندها تحركت قوى الظلام الخارجية! لوضع العراقيل وفرض قيود على تحرك قطعاتنا المندفعة من نصر إلى نصر! ومن بعدها بدأ الإعداد لعمليات مباغتة في محاور مختلفة ومنها "الرمادي" اليوم والآن!؟

وهذا ما يحصل اليوم في "الرمادي" وفي فترة غياب مشاركة "الحشد الشعبي" المرعب! فقد هاجمت مجاميع من "الدواعش" مناطق من "الرمادي" معتمدة على الحواضن والاتفاق معها على ساعة التحرك أو الصفر! والخروج من الأنفاق في البيوت!! والالتحاق بالقادمين من خارج المنطقة ليتضاعف العدد خلف العربات المدرعة وتوزيع القناصة ومجاميع التفخيخ عند الانسحاب والقيام بعمليات مباغتة والانقضاض على المراكز الحكومية التي تخلى عنها حراسها!! ومراكز الشرطة الذين أثبتوا جبنهم وتخاذلهم أو تعاونهم مع "الدواعش" في مواقف ومواقع متعددة وليس اليوم في الرمادي والأنبار فقط!

منذ سقوط نظام المافيا الصدامية وهزيمة أجهزته الأمنية و الإستخباراتية ركز هؤلاء على جعل مناطقهم مغلقة لهم والقضاء على مَنْ يشك في ولائه لحزب البعث الصدامي والقضاء عليه أو إجباره على ترك المنطقة؛ أو التعرض للنسف أو الاغتيال أو الحرق هكذا أساليبهم منذ البداية ومنذ ما كانوا يحكمون!؟ حتى تتاح لهم إمكانية التحرك ونقل الأسلحة وعقد الاجتماعات والتخطيط والتوجيه في ظل غياب تام لأجهزة الأمن والمخابرات وحتى الشرطة المحلية ومراكزها التي كانت مخترقة وظل يعشش فيها البعثيون الصداميون ومن يتعاون معهم خوفاً أو طمعاً وحتى هذه الساعة!!؟

هذا الوضع انجر وأخذ به في أغلب مدن المنطقة الغربية التي كان نظام حكم المافيا الصدامية يعتمد كليا على عناصره في الجيش والشرطة والأمن والاستخبارات منها؛ وبدئوا بإغلاقها ضد "الغرباء"! وقاموا بعمليات تصفية جسدية لكل المشكوك في أمرهم من المستقلين والمحايدين الذين كانوا يعتبرون من الأعداء ومن عهد "صدام" كانت هذه السياسة متبعة حيث انتهى الجرد العام لعدة مرات أن لا مستقل بيننا ولا محايد؛ فإما معنا وإما ضدنا!؟ ومَنْ يثبت أنه ضدهم توضع عليه وعلى عائلته علامة الاستفهام والصليب بل تقرر تصفيته مهما كان حتى إذا كان من عشيرة صدام أو عائلته!! هذا الوضع أتاح لبقايا المهزومين من الصداميين البعثيين أن يحصنوا تنظيماتهم السرية من الاختراق وكشف خططهم وتحركاتهم؛ وما يجري اليوم وما نراه ونسمع هو تطبيق للنهج السالف وقد أمّنَ لهم التحرك والقوة وأصبحوا من الحواضن المحصنة والتي قدمت أكبر خدمة لقطعان المرتزقة في طريق غزوهم للعراق وتنفيذ المخططات الأجنبية لمنطقة الشرق الأوسط الجديد! وهذه الأيام يحاولون إنشاء الحواضن أو زيادتها في بغداد حيث تكون نائمة لليوم الموعود!؟

ونود أن نؤكد على ملاحظات حاسمة في المعارك الجارية والتي سوف تجري لطرد الدواعش الإرهابيين أو القضاء عليهم؛ وهي البيوت الحاضنة؛ والأنفاق الموصلة بين الحواري والأزقة؛ حيث يخرج منها الإرهابيين ويتسربوا فيها بسرعة وهي داخل البيوت ثم تنفذ إلى مناطق آمنة لهم ثم يتوزعوا ويتلاشوا بين الناس!! وربما تجد منهم في الشرطة وبعض قطعات الجيش!!؛ وهم في الآونة الأخيرة يتواصلون من أجل التجمع في نقاط معينة ويشكلوا كتيبة تهاجم وتتقدم وتتصل بالآخرين من مناطق أخرى وهكذا..وننصح بعد تحرير أي منطقة القيام بعملية التحري والتفتيش والتعرف على أفراد العوائل وتثبيت أعدادهم وتفتيش البيوت وجدرانها الداخلية وأرضيتها وحدائقها! دون التصرف بخشونة أو التجاوز على القانون والأصول واحترام العوائل المسالمة والآمنة. كما أن الصراع هو ليس بين أبناء الشعب العراقي وإنما بين أعداء العراق من الدول الطامعة فيه والمعتدية عليه مستخدمة في بعض الأحيان العملاء والخونة من العراقيين وهم قلة وسوف يلقون سعيرا, هذا ما لدينا ونتمنى النصر للعراق العظيم  وأهله الشرفاء المخلصين.

هناك أمرٌ غريب يحدث في عالمنا العربي والإسلامي؛ أو ربما في العالم كله؛ وهو استهداف القوى المعتدية الخارجية وبواسطة مرتزقتها وعملائها الأنجاس؛ استهداف الدول صاحبة الحضارات العريقة العظيمة ومنها العراق وسوريا وإيران ومصر وحتى اليمن العريق! بدل أن تحتضن تلك البلدان وتحميها وتساعد على تقدمها وتطورها لتتجلى حضارتها الغابرة للعالم بصورة أجمل وأنفع لا أن تسعى إلى تدميرها وطمرها وقتل شعوبها.. فهل هناك مَنْ يفسر لنا هذه الظاهرة الهمجية التي تقودها دولا تدعي الحضارة الجديدة!! بكل ما فيها من مساوئ وقذارات وفساد وظلم للشعوب؛ بدل من أن تتفاعل مع تلك الحضارات؟ مع احترامنا لكل ما ينفع الناس فيها!!؟

ولا نشك بأن السلطات الحكومية والقوات المسلحة غافلة عما ذكرنا أعلاه؛ فالأحداث المتكررة والمستمرة جعلتهم على علم ودراية بأساليب الإرهابيين القتلة ولكن فقط نذكر؛ فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

Share |