اطروحة الاقتصاد الاسلامي/عصام الطائي
Thu, 14 May 2015 الساعة : 1:05

النموذج الغربي في تعاملاته الاقتصادية هو اقتصاد افتراضي يعتمد على فكرة الاستثمار على الديون او الاستثمار للمال حتى لو لم يحقق أي عمل وان الديون التي يعيشها الغرب تتجاوز كل الرأسمال العالمي الموجود حاليا ونتيجة اعتماد الغرب على حركة الأسواق دون الخدمات أي الاعتماد على اقتصاد السوق فهذا الاقتصاد الوهمي فهو عبارة عن الاستثمارات التي تعتمد على الأوراق النقدية والأسهم والسندات ولكن كل هذه لا تستند الى ضمانات من موجودات وأصول فالنتيجة الحتمية هو اقتصاد يعتمد على المخاطرة ووفق ما قال احد خبراء الاقتصاد ان هذا يسبب الانهيارات الاقتصادية .
وان العامل الرئيسي في سبيل تجاوز الاضطراب هو عدم اللجوء الى الاقتراض بالاخض بيع الديون أي بيع الدين بالدين او عدم رفع الدين من خلال رفع سعر الفائدة مقابل زيادة الأجل وعدم الاستثمار بالمال مجردا عن العمل وعدم الاستثمار اعتمادا على مبدأ الديون بل الاستثمار على أمر عيني حقيقي وواقعي .
وهذه الفكرة هي فكرة الاقتصاد الإسلامي الذي قال بها الإسلام منذ زمن بعيد الذي يحرم بيع الدين بالدين او عدم جواز زيادة سعر الفائدة مقابل الأجل والاستثمار ان لا يكون مبنيا على الدين بل شيء عيني حقيقي هذه المعالجة الإسلامية للمشكلة بالإضافة الى منع الربا والى مجموعة من الممنوعات منها حرمة الجهالة في البيع يجعل الاقتصاد يعتمد على أساس كونه اقتصاد حقيقي لا افتراضي ويعتمد الإسلام على توسيع الإنتاج وليس على أساس استثماري مالي مجردا عن العمل لان الإسلام يعتبر عنصر العمل وفق رأي السيد محمد باقر الصدر هو العنصر الأساس في مشروعية الإنتاج لأي شيء فلا يكون المنتج له مشروعية ما لم يقم بالعمل .
وهناك بعض المفكرين الاسلامين قد ذكروا عناصر أخرى للإنتاج الا ان الرأي الصحيح هو رأي السيد محمد باقر الصدر لأنه هو نقطة الفصل بين الفكر الإسلامي وأي فكر بشري أخر وان الفكر الوضعي يقول بعدد عناصر للإنتاج .
ان النقطة الفاصلة بين البنك الإسلامي وغيره ان البنك الإسلامي يمارس عمله عاملا يأخذ أجرة مقابل عمله ويمكن ان يستعمل صيغة الشراكة او الجعالة او وكيلا او المرابحة او أي صيغة إسلامية أخرى يكون العمل جزء أساسي في مشروعة الإنتاج اما البنك الربوي يأخذ الربح على رأس المال حتى لو لم يمارس عملا أي انه يقبل زيادة المال حتى بدون جهد يذكر هذا ما يعبر عنه بالفائدة بالفكر الوضعي او الربا بالمفهوم الاسلامي .
والخطورة تظهر هو الزيادة كلما تأخر الدين مما يترتب صعوبة وفاء الدين مما يسبب أثار سلبية على المقترض فالإسلام يعمل على حماية المقترض لأنه يمثل الحلقة الأضعف اما النظام الرأسمالي يعمل على حماية صاحب الرأسمال وانه يمثل الحلقة الأقوى فالنظام الاسلامي يحمي الحلقة الاضعف اما النظام الرأسمالي يحمي الحلقة الاقوي وهو الراسمالي .
ولولا نظام الحماية الاجتماعية من قبل دول الغرب لترتب كوارث اجتماعية من قبل أصحاب رؤوس الأموال لهذه الطبقات الاخرى في المجتمع والمهم ان جملة من الدول حينما شعرت ان عملة الدولار قد ضعفت وليس لها غطاء حقيقي فلا يمكن الاعتماد عليه قررت شراء كميات كبيرة من الذهب واستبدال عملة الدولار بعملات أخرى كما في الصين والهند فقد اشترت الهند كميات هائلة من الذهب وهكذا ايران والعراق قد اشترى الذهب ولكن بكمية اقل.
عصام الطائي