صناعة النصر/عصام الطائي
Thu, 14 May 2015 الساعة : 0:27
يقول جيفارا ـ انني احس بألم على وجهي لكل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا
وفق المفهوم المادي للنصر قد يعتبر تحطيم قدرات المقابل نصرا ولكن وفق المفهوم الالهي لا يمكن للظالم ان يكون منتصرا وان انتصر ظاهرا فقتل الناس بغير مبرر شرعي يعتبر ظلما وفق المفهوم الالهي ولا يمكن ان يكون مرتكب الظلم منتصرا وان يبدو انه انتصر ظاهرا فالظلم والعدوان والقتل والتمادي والطغيان والاستكبار والاستعلاء والاضطهاد واستلاب حق الاخرين والتعدي على حقوقهم وارتكاب الجرائم بقتل الابرياء وسلب ممتلكاتهم وانتهاك الاعراض وسبي النساء واي صورة من صور الظلم ومهما كان مصدرها لا يمكن ان يكون من ارتكب كل هذه الامور منتصرا وفق المنهج الالهي وان كان منتصرا ظاهرا فهو خاسر واقعا.
وفي سلوكيات وتصرفات وجرائم داعش والقاعدة والنظام السعودي والصهويني والامريكي واي قوة او اي توجه يحمل صفة الظلم لا يمكن ان يكونو منتصرين وحتى لو تحقق بعض المكتسبات ظاهرا لان تصرفات هؤلاء تعتبر عملية استدراج الهي ينتقم الله منهم عاجلا او اجلا وتبقى صرخة المظلوم تدوي في الارض والسماء لحين ينتقم الله تعالى من كل مجرم ومتكبر واثم وظالم وعنيد وكل هؤلاء الظلمة يشتركون بخاصية واحدة هو في الحقيقة العدوان على الله تعالى لان كل سلوك وتصرف وقول وفعل وتوجه لا يرضي الله يعتبر عدوان على الله ومن يعتدي على الله فمصيره الخزي في الدنيا والاخرة والانتقام الالهي منه في الدنيا والاخرة.
نعم ضريبة كل المظالم خسارة الانفس والاموال والممتلكلات وفقدان الاحبة وفراق الاخوان والاقارب ولكن يبقى هناك القرار اذا كان بيد المظلوم لا يمكن ان يكون خاسرا لان المعتدي يريد من كل جرائمة ان يسلب القرار من غيره فاذا لم يتحقق سلب القرار لا يمكن ان يكون المعتدي منتصرا لذلك ارتكاب كل الجرائم من قبل المعتدي هو في الحقيقة يريد ان يكون هو صاحب القرار فهو يريد ان يقرر ويخطط ويوجه ويمنح الا ان المنتصر الحقيقي من يكون القرار بيده لا بيد غيره ويبقى ملتزما بمبادئه.
فالعدوان السعودي على اليمن قد ارتكب كل الجرئم البشعة اتجاه الشعب اليمني فاذا بقى الشعب اليمني صامدا سوف يكون هو المنتصر الحقيقي ويكون مصير نظام ال سعود الخزي والعار وكذلك الخزي والعار لمن بقى متفرجا وهو يرى الجرائم ترتكب بحق الشعب اليمني ولا يقدم اي رد فعلي بالاخص اذا كان الشخص يملك وجه دينية .
وان قيمة الانسان بمواقفه ومن لا موقف له لا يستحق اي يكون انسانا نبيلا او نزيها او صادقا وان المواقف المرتبكة والخجولة والضعيفة هي شيمة الضعفاء ولا يمكن للضعيف ان يصنع نصرا والضعيف يعتبر مذموما عقلا ودينا ووجدانا لان الضعف تعبير على ضعف بالايمان وضعف ثقته بالله تعالى وضعف ثقته بالناس وضعف ثقته بنفسه وقدراته فكل من رضى بالظلم ولم يقف الموقف الحقيقي يكون مشاركا بالظلم وان لم يمارس الظلم واقعا .
وان النصر تصنعه عزائم الرجال وقدرات الجماهير ولا يستحق ان يكون قائدا او رئيسا او مهما كان من كانت مواقفه ضعيفه او هزيلة او متذبذبة او مترددة او غير حكيمة فالنصر يصنعه صاحب الارادة القوية الذي لا يخشى على مال او ولد او جاه او منصب وفي الحقيقة ان الخسارة المعنوية اعظم من الخسارة المادية فالموقف الضعيف والهزيل والمتذبدب والمتردد اشد خسارة من خسارة اي شيء مادي وتعتبر هذه المواقف خسارة معنوية لمن يتصف بها.
وانه بعد عملية الاستدراج الالهي يتحقق كشف الظالمين والمجرمين والمتمردين عن ارادة الله والمرتكبين العدوان على الناس ثم معرفة حقيقتهم للناس ومن ثم تذهب قيمتهم المعنوية التي كانت سابقت يمتلكونها لحين يتحقق الانتقام الالهي منهم عاجلا او اجلا ونظام ال سعود مصداق حقيقي للظلم والظالمين.
عصام الطائي