أحذروا حرب المياه .../مهنــــد ال كزار

Mon, 11 May 2015 الساعة : 23:59

يسعى تنظيم "داعش" الى فتح جبهات عديدة وواسعة, بأتجاه محافظة الانبار بعد انكساره في تكريت, والشروع بأيجاد مواجهة جديدة مع القوات الأمنية والعسكرية ومتطوعي الحشد الشعبي, تتمثل في ادارة المعارك ضمن منظور حرب المياه .
وهذا ماحدث بالفعل بعد قيام التنظيم الارهابي, باستخدام عجلات ومدرعات مفخخة تمكن من خلالها اقتحام مقرات اللواء الاول والفوج 38 التابعين للفرقة الأولى والمكلفين بحماية منطقة ناظم الثرثار.
بعد معارك شديدة وقتال ضاري, تمكنت فيها عصابات التنظيم من إحكام السيطرة على المنطقة, وقتل قائد الفرقة الأولى وأمر اللواء الأول مع مجموعة من الجنود كانوا موجودين في المواقع العسكرية التي هوجمت هناك.
الهدف من أستهداف ناظم الثرثار هو أهميته الاستراتيجية, حيث يقع شمال غرب محافظة صلاح الدين, وشمال الانبار وأستخدم عام 1956 لخزن المياه الفائضة من مياه نهر دجلة ايام الفيضانات, عن طريق تحويل قناة تبدأ عند سد سامراء وربط منخفض الثرثار فيها.
تبعد المنطقة 130كم شمال غرب بغداد بين نهري دجلة والفرات وتبلغ 2710كم مربع , كما يبلغ منسوب الخزن المائي فيه 65متر وحجم الخزن بهذا المنسوب 85,59 مليار متر مكعب والمنسوب التشغيلي من 40-65 متر.
منخفض الثرثار من اكبر المنخفضات في العراق, تم إنشائه عام 1956 وعدد بواباته 34 بوابة بأبعاد 6,5 متر والمنسوب المقدم الأقصى 69 والاعتيادي 68 والتصميمي 8500 متر مكعب بالثانية.
الناظم لايبعد اكثر من 130كم عن مدينة بغداد, وأهميته تكمن في ستراتيجية تحكمة بالمياه الموجودة والمخزونة فيه, والتي يريد التنظيم أستخدامها لشن حربه الجديدة, والتي سوف تؤثر على سير العمليات العسكرية في المستقبل القريب.
استحكام مقاتلي التنظيم على ناظم الثرثار, يؤهلهم الى ايجاد موطئ قدم في اماكن حساسة تتعلق بالامن المائي والغذائي, لان المياه المخزونة في ناظم الثرثار, تستخدم في ارواء الاراضي الزراعية, الممتده الى وسط وجنوب العراق في فصل الصيف.
سعي عصابات التنظيم, للسيطرة على هذه المنطقة المهمة, تعزز لديهم حالة المبادرة بالقتال, وأختيار الطرق المناسبة في المواجهة, وان وقوع بوابات ناظم الثرثار تحت سيطرة مقاتلي التنظيم سيجعل ميزان المعركة في كفتهم في هذه المنطقة .
مانشهده اليوم, يمثل تصعيدا مهمأ وخطيرآ في اماكن حساسة وستراتيجية في العراق, خصوصاً وقد تناقلت وسائل الاعلام قبل أيام, قيام عصابات داعش على تغيير مجرى الكبريت السائل الواقع في منطقة المشراق جنوب الموصل الى نهر دجلة من أجل تسميم النهر بالكامل.
فهل نرى في الايام القادمة, أسلوب قتالي جديدآ يتحكم في المياه, ونحن مقبلون على بداية فصل الصيف, حيث الاحتياج الكبير للمياه في مناطق الوسط والجنوب, هذا ما لا نتمناه ؟

Share |