"مجرد رأي".....(170) «إن السياسيين تشابهوا علينا، في أداء وقح لايمكن التصابر عليه لأكثر من هذا الحد بعد الآن»/علي الحاج

Thu, 7 May 2015 الساعة : 23:28

"قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر" !!

كثيرة هي الفرص التي تمر على كل واحد منا مر السحاب، فمنها مايغتنم ويستغل، ومنها مايفوت ويضيع.
ولكن مافرصة أن يعرض على شخص ما عملا ان يكون فيه جاسوسا في احدى الدول الأجنبية أو العربية لصالح العراق أو ضده، أو أن يكون فيه جاسوسا على أبناء جلدته لنظام ديكتاتوري جائر يحكمهم بالحديد والنار وبالتصفيات الجسدية، طبقا لما كان يحدث في العراق؟.
يذكر ان هذا العمل كان قد مورس فعلا من قبل "البعض" في الداخل والخارج ابان حكم الصنم تحت مختلف المسميات والعناوين، وأنضوى ذلك "البعض" في غياهب المخابرات أو الأمن العام، وحاشا لهذه المؤسسات الوطنية أن تحتضن تلك النماذج القذرة الا قسرا واجبارا تحت طائلة ضغوط النظم الشمولية القسرية، أوعندما تكون تلك المؤسسات جزءا سنخيا متمما لأجندة ومؤسسات ذلك النظام.

يحتمل أن يقف التكليف الشرعي والاخلاقي والإنساني حائلا بين شخص ما وبين ممارسة هذا العمل باتخاذه كمهنة.
ولابأس ولا ادري إذا كان الشارع المقدس أن يبيح أو يحرم ممارسة هذه المهنة من أجل اعلاء كلمة الحق ومن أجل مصلحة الأمة والوطن.

ولكن البأس كل البأس من وطن نفسه للعمل جاسوسا لنظام ديكتاتوري كنظام صدام في عهده!!.
والبأس كل البأس إذا كان هذا العمل لغير صالح الوطن، بل كوسيلة لهتك أسراره وخطوطه الحمراء، أو أن يكون عينا على أبناء الجلدة الواحدة لصالح ذلك النظام.

والبأس كل البأس عندما وردوا أولئك الجواسيس للوطن بعيد سقوط النظام كتوارد الإبل للماء على انهم كانوا مناوئين للنظام ومبعدين ومهجرين من الوطن، فتواردوا لينافسوا المجاهدين المعارضين للنظام لاقتسام المواقف وبناء الدولة بزعمهم.

ليت، وكم نتمنى أن تكون ظروف البلد مستقرة ليتمكن شرفاء هذا الوطن من اكتشاف وعرض هؤلاء السياسيين الجواسيس والخونة على القضاء لينالوا جزاءهم العادل اللائق بهم لإقترافهم جريمة الخيانة العظمى بحق الوطن والشعب بعد ان تسحب منهم المكاسب الشخصية التي أجترحوها من البلد بحجة انهم كانوا مظلومين ومبعدين ومهجرين وملاحقين من قبل النظام كذبا وزورا.

فعندما يترك هؤلاء على هذه الشاكلة يصولون ويجولون في البلد ويتجسسوا عليه لصالح أسيادهم، كما ويعرقلوا كل ما من شأنه أن يدفع بالعراق وقواه الوطنية المخلصة إلى امام، فإن عاقبة البلد سوف لا ولن تكون على خير، مادامت ضراوة هؤلاء وشراهتهم لاتقفا عند حد معين، فإن وسع لهم ان ينقضوا على العملية السياسية برمتها فلا يترددوا طرفة عين ولايتوانوا، وليس الانقضاض على العملية السياسية وحده هو ديدنهم فحسب بل الانقضاض على الحالات الأمنية والاقتصادية والوحدوية والاجتماعية هو من صلب اهدافهم وأدوارهم الخبيثة الموكلة اليهم، كما ولايترددوا من الانقضاض على كل شيء حي وجميل في البلد وعلى أي شيء صالح ينبض بالحياة في العراق مقابل كسب المال السحت ورضاء أسيادهم عنهم، سيما وانهم كانوا قد مارسوا مهنة التجسس والخيانة لصالح النظام البائد وأشباهه على امتداد الساحة الدولية مقابل ذلك الرضا والمال الذي باعوا فيه شرفهم ومبادئهم وكرامتهم وماء وجوههم.

ومما يشيب له الراس وتشرأب منه النفوس أن هؤلاء قد انتهزوا مكانتهم المنتحلة وتاريخهم المدلس اللتان حازوهما من خلال دس أنوفهم بآلية المحاصصة التي إختلقها السياسيون بوحي من المتصهين الأمريكي الحاذق "نوح فيلدمان" البارع في مسرحيات تفكيك الشعوب، وتفتيت الاوطان، وإثارة النعرات الطائفية، وايقاظ الفتن، تلك الآلية المشؤومة التي اوصلت بعض من حثالات الناس ومن ضمنهم هؤلاء لتبوء أرفع المناصب في البلد وأخطرها،

وهكذا أصطف هؤلاء الجواسيس والخونة مع اولاد الزنا والخنا ومع ممن يبغضوا أتباع آل البيت الكرام(ع) من الناصبة، ومع من يعادي العراق والعراقيين كافة، وإصطفوا مع الناصبة الإنجاس واتباع الفكر الوهابي المنحرف، ونعتوا الشيعة بأبشع النعوت والصفات والمصطلحات من داخل تقوقعهم وإلتزاقهم في البيت السني واحيانا اخرى من البيت الشيعي أيضا مترآين امام الملأ على انهم يمثلون هذين المكونين سياسيا ويراهنون على تحقيق تطلعات جميع الشرائح المنضوية تحت خيمتهما، فهم لايزالون، وكما كانوا اليد الباطشة والعين الساهرة للنظام المقبور، أضحوا الآن الراعي الأمين والمخلص المتفاني لرسالة الاعراب العنصرية التي كان يتزعمها حزب البعث في عهد صدام المقبور وفي هذا العهد أيضا.

وحقيقة فإن نظام الحكم الحالي في العراق يعاني الآن كثيرا من شرور وتسلط هؤلاء الذين وضعوا سكاكينهم في خاصرة العراق شعبا وحكومة، ومن يريد أن يتتبع تصرفاتهم يجد أن الحقد واللؤم قد أعنت وجوههم وطم عيونهم وإختطف بصائرهم، حتى أمست القرارات والتصريحات والسلوكيات الشاذة هي السمة السائدة والمميزة لهؤلاء الأرجاس الذين حسبوا أنفسهم على السياسيين.

وقد يتعرض المتتبع وأي شخص آخر إلى صعوبة بالغة في التمييز بين هؤلاء وبين الآخرين من سياسي ورجال دين أهل السنة على سبيل المثال لاالحصر، طالما ان الملابس التي يطلون بها على الناس من خلال شاشات التلفزة واحدة وفاخرة، والأربطة والبدلات والعمائم مستوردة من مناشيء رصينة، ودموع التماسيح التي يذرفونها متشابهة وكأنها أريقت من دماعة واحدة، وحتى الخطاب والسلوك موحدا لن تجد فيه نقبا ولا خرما.

وهكذا يكون المتابع في حيرة من أمره بسبب تلك الضبابية والهالة التي تحيط بالسياسيين، الأمر الذي سيجعل المراقب لايميز بين من هو حر ووطني وشريف، وبين آخر ذيلي وخائن عميل أو جاسوس وضيع، إن السياسيين تشابهوا علينا، في أداء وقح لايمكن التصابر عليه لأكثر من هذا الحد بعد الآن، ونتمنى ان لايوصلوننا إلى الحال الذي وصلنا اليه ابان حكم الصنم عندما كان العراقي يتمنى احتلال البلد واسقاط النظام للتخلص من نيره ومن تلك الظروف التي كانت تحيط بالبلد وبالعراقيين، وتلك كانت أسوأ حالة يمر بها الإنسان عندما يتمنى احتلال بلده من قبل قوات أجنبية، ذلك لأن النظام الساقط كان في احدى أجنداته ركز نفسه على اعتماد نهج كسر النفسية العراقية وتجريدها من وطنيتها وغيرتها، وفي هذا اليوم أيضا وفي ظل التجربة السياسية الديموقراطية التي جاءت على انقاض الديكتاتورية صار الإنسان بالإضافة لإنكسار نفسيته واضمحلال غيرته صار يعاني أيضا بالإضافة إلى كل ذلك من استقرار القنوط والياس فيها، لإنحسار تحسن الأوضاع في البلد، وكذلك المعاناة من تفشي الفساد بجميع انواعه واتساع ظاهرة الكذب في المؤسسات التشريعية والحكومية كافة، والسبب يعود في تواجد هؤلاء في العملية السياسية وتربعهم على مجريات التحكم بالقرار المصيري للبلد وأبنائه المظلومين، والوقوف حائلا وحجر عثرة في طريق لمن يسعى لاستصدار معظم القرارات والخطط التي تدعم المواطن وترفع من مستواه وترتقي بالبلد إلى مستوى الطموح .

وهاهم يسعون لمناصرة داعش في السر بما أوتوا من قوة، وفي العلن من خلال دس السم بالعسل، وتسميم الأجواء وتضليل الناس وقيادة حملات التسقيط بتطاول وقح ضد الحكومة والجيش وضد مجاهدي الحشد الشعبي الأشاوس، ومن ثم اخفاء سكاكين الغدر والخيانة تحت سترهم ليشهروها على أبناء البلد عند حلول الظلام وعند اطفاء الانوار، وما تربعهم على كراسي الحكم في مختلف مؤسسات الدولة الرسمية وشبه الرسمية الا لانجاز النوايا الخبيثة لتحقيق الأهداف والواجبات الموكولة لهم من قبل أسيادهم والتي تلتقي بالأهداف نفسها التي تقاتل من أجلها عصابات داعش، والحالة هذه فإنهم يمثلون الجناح السياسي لداعش بامتياز منقطع النظير، وفي هذه المزية فإنهم نأوا بأنفسهم عن اداء الأمانة إلى أهلها، تلك الأمانة التي اوكلت لهم من قبل الناخب العراقي عندما أغمس اصبعه في الحبر البنفسجي ايذانا منه لهم لتحمل تلك المسؤولية وعدم التفريط بها أو خيانتها والاستهانة بها مهما كانت الظروف.

عجيب امرهم وعجيبة هي مواقفهم، لديهم طباع شاذة خارجة عن المألوف والمنطق وعن كل النواميس الوطنية والانسانية، ذلك لأنهم يفرحون عندما ينتكس الوطن، كما ويفرحون عند كل كارثة ونكبة وأزمة ونازلة وشدة وبلوى، وانفجار يحصد أرواح الأبرياء، حيث لم يكلفوا أنفسهم بالمرة وبالكاد ان يدينوا داعش ولو بكلمة واحدة، وبدلا من ذلك تجدهم يسارعون لادانة الحكومة بحجة عدم قيامها بواجباتها كتحايل ومكر منهم ودهاء شيطاني يدل على وقوفهم مع داعش بطريقة غير مباشرة، كما تراهم يكفهرون ويحزنون عندما ينتصر الوطن ويظفر ويغلب ويظهر ويفلح ويعلو شأنه، بل طبلوا لقيادة حملات تشهير تسقيط وإلصاق تهم بحق الحكومة والجيش والحشد الشعبي.

كما لايتوهموا كثيرا من خلال رفع معدلات سقوف إجرامهم وخيانتهم وتقصيرهم المتعمد بحق الوطن والمواطن ظنا منهم على أن هذا الشعب لايفقه مايقولون، ولايدرك مايعملون، ولايفكك مايصرحون به، ولايشعر بما يتصرفون والى م يتحركون، ذلك لأن الشعب تراكمت عنده الخبرات التي اكتسبها من خلال تجاربه مع ممارسات الحكام والمسؤولين وبعض من تجار الدين بحقه ولا تنمحي من ذاكرته مواقفهم المتسمة بالخيانة والغدر والكذب والتسويف، والمواقف المبنية على تبني الجريمة المنظمة والإرهاب المتوحش المسنود بفتاوي التكفير والذبح وجهاد النكاح وإستباحة الأموال والاعراض والممتلكات.

بينما التصريح الآتي الصادر عن رجل الدين السني عبد الملك السعدي، جاء متوافقا مع مجمل التداعيات والأعمال التي بدرت من هؤلاء، التصريح الذي لا يدل الا على عقوق صاحبه بحق الوطن وترابه الطاهر وبحق المواطن واللحمة الوطنية وبحق الدين وبيضة الإسلام والمسلمين، وهو لايحتاج إلى تفسير أو تأويل أو توضيح أو تفكيك، هذا التصريح قد صدر عنه بعد رفضه إصدار فتوى جهاد ضد داعش في الانبار، وقال في بيان له:
{اني ارفض اصدار فتوى جهاد ضد داعش في محافظة الانبار لانه لا يوجد ما يسمى تنظيم داعش فيها وان المسيطرين على المحافظة هم ابناء عشائر الانبار الذين خروجوا رفضا للظلم والتهميش.

واضاف السعدي: ان تنظيم داعش يوجد في محافظة نينوى فقط ونحن نعتبرهم "السند القوي لنا" لاننا نشترك معهم في مبدأ رفض الظلم والتهميش الذي يتعرض له ابناء السنة منذ سنوات .

وبين السعدي: ان اي محاولة لدخول عناصر“الحشد الايراني” -يقصد بذلك الحشد الشعبي- الى الانبار ستواجه بالقوة ولن نسمح بدخول اي شخص للمحافظة من غير ابناءها}.
وتصريح السعدي هذا قلب الفرضية القائلة: "إن كل داعشي سني، وليس كل سني داعشي"، إلى بديهيته الحالية القائلة طبقا لهذا التصريح: " إن كل داعشي سني، وكل سني داعشي"!!، وهذي الفرضية مرفوضة جملة وتفصيلا، لأن تصريح السعدي الآنف الذكر إنما يكفر ويجرم جميع أبناء السنة ويخرجهم من الإسلام بإصطباغهم بصبغة داعش ظلما وزورا.

هذا هو حال العراق والعراقيين في ظل نظام سياسي واجتماعي جل ابطاله من هؤلاء السياسيين وبعض من رجال الدين المنحرفين، شريفهم فيه صعلوك، ففيهم من دس انفه معهم تحت غطاء المحاصصة من خونة وجواسيس وناصبة ورجال دين ممن يدعون انهم من أهل الصلاح والحكمة وأهل الحل والعقد والسداد، وهذا هو حال العراقيين عندما إبتلوا بهؤلاء الذين اوصلوا العراق إلى هذا المآل من حروب ونكبات وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وطائفية، وكانوا السبب الرئيس في تدنيس الشرف العراقي باحتلال الموصل وبقية المناطق من قبل عصابات داعش الاجرامية.
فسحقا لإولئك الذين حسبوا أنفسهم على السياسيين واتخذوا من أموال وثروات الوطن ذريعة لإستهتارهم والعبث بالمقدرات الوطنية والشعبية وممارسة أسهل صور الحياة والنعيم والتلذذ بما نهبوا من خيرات من خلال التجوال في الدول والسكن بفنادق الخمس نجوم وركوب السيارات الفارهة وتعدد الزوجات "الحسناوات"، والمقامرة والإغداق بأموال الشعب.

وهكذا تتبدد الضبابية وينكشف المستور، ويفرز الغث من السمين، وبرز على الأفق من كان متربصا ومختبئا تحت ظلال هالة الوطنية المزيفة بمخالبه وأنيابه وسكاكينه عند تأييده لقرار مجلس النواب الأمريكي الانفصالي الخاص بمصير وحدة العراق والذي جاء متطابقا لتصريح "جو بايدن" بصدد تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات.
وليس غريبا علينا انسحابهم من جلسات مجلس النواب العراقي ومقاطعة قراره الرافض للمشروع الأمريكي الآنف الذكر والتنديد أيضا بتقسيم العراق من قبل الكونكرس، فنحن أشبعناهم وصفا على وجه الدقة في هذا المقال وفي مقالات سابقة، فلا يزايدونا على وطنيتنا، ولا يزايدوا شرفاء العراقيين على وطنيتهم واخلاصهم للوطن بعد الآن، وقد أثبت هذا الاختبار من هو الوطني المخلص الشريف، ومن هو الانفصالي الخائن الصاغر الوضيع، وصدق قولنا فيهم على أنهم أعراب وسلاجقة وذيول، وكذب قولهم فينا على اننا صفويون وفرس مجوس وهنود.

علي الحاج

Share |