بــرلمانــنــــا البــيـــزنــطي -عباس داخل حسن

Sat, 24 Sep 2011 الساعة : 12:39

مايحدث اليوم في العراق من حوارات ومنازعات بين البرلمان والحكومة وبين النخب بكل اطيافها من كيانات سياسية ومرجعيات والبرلمانيين انفسهم ينطبق عليهم الحوار البيزنطي بعد ان طالت خلافاتهم وتحولت الى عراك واتهامات سمتها العقم والفضاضة ولاتؤدي الى اي مخرج من متاهاتنا المتعددة وليس متاهة واحدة فمنذ احتلال العراق عام 2003 . وقفنا على ضفتي الجدال هل هو احتلال ام تحرير وجرى ماجرى ، وجاءت حمى الدستور بعد اقراره باستفتاء شعبي وليومنا هذا يختلف من قام بصياغتة ، وقبض اتعابه على داير مليم دولار ينطح دولار . وكل يوم تتعالى الاصوات في اعادت بعص بنوده متناسين ان القوانيين التي لازالت سارية المفعول هي قوانيين مجلس قيادة الثورة المقبور الذي اغرقنا 35 عام في المصائب والهزائم المتكررة التي لاعد ولاحصر لها .
وهكذا دواليك وجدنا انفسنا في حوارات عقيمة حول مجلس السياسات العليا هل هو دستوري ام توافقي ارضائي . وقانون استثمار النفط والغاز . وقانون البرلمان . وميناء مبارك الذي يتم انشاءه من قبل دولة الكويت . وقطع المياه من قبل تركيا وايران . وقانون الاحزاب. والمادة 140 التي تخص اقليم كردستان وعقارات الدولة .ومخصصات المساكين في الرئاسات الثلاث ومادونها من درجات وظيفية ابتكرت لارضاء الكيانات السياسية المتحاصصة حد لعق العظم والقائمة طويلة لاحصر لها من خلافات وحوارات البيزنطية الجدد من الذين تربعوا وتبوءوا المناصب وعلقوا البلاد والعباد بين براثن هذه الحوارات والمجادلات . دون خدمات ولاحدود ولاامن ولاتعليم ولااستثمارات وبات الكل يستهدفنا من بعيد وقريب حتى الافاعي والتماسيح (افعى سيد دخيل وتمساح الديوانية)
البرلمان والحكومة لازالوا مشغولين بالبيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة وهل الملائكة ذكور ام اناث وانهكونا واهلكونا بالخلافات والمهاترات واصبحت حياتنا تسير من السيء الى الاسوأ في ظل مايجري من حوارات شكلية لاتمس حياتنا للعيش مثل بقية خلق الله والعراق صاحب ثروة وامكانات بشرية تستطيع بناء قارة باكملها ، متى ستنتهي خلافاتنا البيزنطية ؟ ونعيش ولو بفسحة امل ضيقة ونحلم بغد افضل للاجيال القادمة ، واستعادة كرامتنا اسوة بالجيران وبقية شعوب المعمورة دون انتقاص او امتهان او ارتهان . هناك بلدان لاتمتلك ثروة نفطية تذكر ارتقت الى اعلى درجات المدنية والعدالة الاجتماعية . بمجرد المعرفة والتعليم وبناء المؤسسات وحسن الادارة . فمتى؟ وكيف ؟ وأين ؟ نبدأ ببناء مؤسسات وادارة في ظل هذه الحوارات البيزنطية القاتلة وكما قيل ان الخراب خراب العقول فلا فائدة ترجى ولامكاسب تتحقق اذا استمرت العقول مخربة مهما عظمت الثروة واتسعت البلاد وكثرت العباد .....

Share |