النائب شاكر الدراجي: القوات الامنية العراقية قادرة على حفظ الامن ولاتمديد لقوات الاحتلال/ حوار خاص
Sat, 24 Sep 2011 الساعة : 12:22

المكتب الاعلامي
من ابرز المواضيع التي يتداولها الشارع العراقي هو موضوع خروج قوات الاحتلال الامريكي من البلاد نهاية هذا العام حسب الاتفاقية الامنية الموقعة بين الحكومة العراقية وقوات الاحتلال ،والمخاوف التي برزت على السطح من محاولة الادارة الامريكية
مديد بقاء قسم من قواتها الى مابعد هذا التاريخ بحجة التدريب والمعونة،بالاضافة الى ملف الوزارات الامنية وما احدثته من لغط كبير وجدال سياسي ،مرورا بقانون تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث وغيرها من المواضيع التي كانت مادة لحوار اجرته (وكالة انباء الاعلام العراقي/واع) مع عضو لجنة النزاهة البرلمانية عن التحالف الوطني شاكر الدراجي.وسألته في البداية حول من يحدد جاهزية القوات العراقية من عدمه في حين لم يتبق الا اشهر قليلة على خروج قوات الاحتلال من العراق ؟ فقال : ان مجلس النواب العراقي هو من يحدد مدى جاهزية القوات الامنية العراقية من خلال اطلاعنا على مجمل الاوضاع والظروف التي تساير بناء هذه الاجهزة،واعتقد انه في حال خروج القوات المحتلة يجب ان يكون لدينا غطاء جوي بايد عراقية، وعلينا اولا لملمة وضعنا الامني، واستغلال الخبرات العراقية قبل استلام زمام الامور بعد الخروج العسكري الامريكي،وخروج الاحتلال امر يطمح له كل العراقيين.
هل هناك بعض المخاوف من حدوث مايمكن تسميته فلتانا امنيا في حال خروج المحتل؟
- نعم هناك بعض المخاوف من قبل البعض من حدوث فلتان امني بعد خروج قوات الاحتلال الامريكي من البلاد او تاجيج الفتنة الطائفية من جديد بالاضافة الى الفراغ الامني الذي يسبب انبعاث الفتنة والاقتتال بتحريض من الدول المجاورة للعراق،وانا اعتقد انه اذا تم تجهيز قواتنا الامنية بالقوة الجوية والخبرات اللازمة ومن ثم ناتي الى الاحتلال ونقول له اذهب من حيث اتيت.
هل تكفي فترة الثمانية اشهر المتبقية على خروج المحتل في التجهيز بالطائرات واكتمال جاهزية القوات العراقية؟
- اعتقد ان المدة المتبقية لن تكفي لتجهيز واعداد القوات الامنية العراقية ،ولكن من الممكن مضاعفة الجهود ورفع الروح المعنوية للقوات الامنية العراقية وبث روح العزيمة والقوة لديها من خلال توفير كافة المستلزمات المادية واللوجستية لنجعل العراقيين هم من يخطط لانجاح الوضع الامني وبخبرات وايادي عراقية ،وكذلك ناتي بالضباط الاكفاء والمهنيين البعيدين عن التحزب والمصالح الشخصية والذين يغلبون المصلحة الوطنية العليا للبلاد في عملهم المهم والخطير .
اذا كانت الفترة المتبقية غير كافية لبناء الاجهزة الامنية العراقية هل هذا يعني التمديد الكلي او الجزئي لقوات الاحتلال؟
- حقيقة الامر نحن نتكلم بصراحة وشفافية وواقعية حيث ان مدة ثمانية اشهر لاتكفي ابدا لاستكمال بناء قواتنا العراقية واستلامها زمام الامور وخاصة القوة الجوية العراقية كما اسلفت ، هناك عدد من دول الجوار الطامعة في العراق والطامعة في خيراته ،ولا نسمح بان يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات لمن هب ودب،علينا اولا ان نحترم جاهزية القوات العراقية ،وعلينا ان نبتعد عن المزايدات السياسية.
هل ما اثير عن مجزرة الفلوجة عام 2004 هو لتحقيق العدل ام للتسقيط السياسي كما يدعي البعض؟
- ان ماحدث في الفلوجة قد حدث في مناطق اخرى كما حدث في محافظة النجف الاشرف،ولا اعتقد ان القصد من اثارة هذا الامر هو للتسقيط السياسي بل من اجل محاسبة من ارتكب هذه الجرائم بحق ابناء الشعب العراقي بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والسياسية ،وهذه المجازر لايمكن السكوت عنها وهي في عداد جرائم الابادة الجماعية وسوف يصوت عليها داخل مجلس النواب ،وقد رافق الاحداث في الفلوجة وجود القاعدة والعصابات التكفيرية بين ابناء الفلوجة وكان وجودهم قسريا بالقوة ،وقد ادرج موضوع الفلوجة على جدول اعمل مجلس النواب ثم سحب لانه لم يعرض على اللجنة القانونية في البرلمان.
بعض البرلمانيين يلمحون الى الحاجة لتمديد بقاء الاحتلال بحجة المعونة والتدريب الا تعتقد ان هناك مصالح ورغبات ذاتية لابقاء الاحتلال؟
- ان هناك الكثير من الامور الضبابية وغير واضحة ،ومسالة تمديد بقاء قوات المحتل بحجة التدريب غير منطقية وخاصة ان هذه القوات لم تنفع القوات العراقية طيلت السنوات الماضية بل تعمدت تاخيرها لتبقى محتاجة اليها هذا من جانب ، ومن جانب اخر ان الاجهزة الامنية العراقية قادرة على مسك زمام الامور وحفظ الامن وهي تولت الملف الامني بالفعل منذ فترة طويلة وقوات الاحتلال خارج نطاق العمليات الامنية في الوقت .
هل تؤيدون تمديد بقاء الاحتلال لاي سبب كان؟
- نحن ضد بقاء الاحتلال الامريكي ونعمل على تطهير اخر شبر من ارض العراق العزيز ،ونحن لسنا مع التمديد ولانقف معه ولاندعو اليه.
هل تعتق ان هناك ضغوطا اقليمية تمارس على العراق لعدم التمديد لبقاء اطول للامريكان؟
في تقديري ليس هناك ضغوطا للتمديد،واذا كانت هناك ضغوط لعله في الدول المضطربة امنيا وهذه الدول تحتاج الى تواجد القوات الامريكية في المنطقة وهذا مايحدث في منطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الاوسط،وكذلك الاضطرابات الامنية بسبب الثورات الجماهيرية الواسعة لتغيير الحكومات الدكتاتورية، وبعض هذه الحكومات مرتبطة ارتباطا مباشرا بالادارة الامريكية وتعمل على تنفيذ سياساتها في المنطقة ، ومن الطبيعي ان تعمل هذه الدول على تواجد استمرار بفاء القوات الامريكية في المنطقة ومنها العراق.
الاحصائيات تشير الى ان نصف ميزانية الدولة ذهبت لتجهيز وتدريب الاجهزة الامنية ولم تكتمل لحد الان ،كيف تفسرون ذلك؟
نحن ومن خلال عملنا في لجنة النزاهة البر لمانية ومتابعتنا لملف الفساد ليس فقط في وزارتي الداخلية والدفاع بل في مختلف المجالات ولكننا اكتشفنا فسادا في الاموال المصروفة على الوزارات الامنية ،وكذلك فسادا فيما يتعلق باجهزة كشف المتفجرات وصفقة الطائرات الكندية ،وهناك فساد بخصوص شراء اسلحة البي كي سي الرشاش ،ونحن عازمون على ان نكشف الفساد ونحاسب المفسدين ونحيلهم الى القضاء.
هل تعتقدون ان القوات الامريكية تعمدت تاخير بناء القوات العراقية لتبقى فترة اطول؟
الحكومة العراقية برئاسة المالكي مصممة على تنفيذ الاتفاقية الامنية وبشكل كامل والعمل على خروج القوات المحتلة نهاية العام الجاري ،ولاترغب الحكومة العراقية ببقاء هذه القوات ،ولكن هناك البعض يحاول ان يبقيها لتحقيق مصالحه الذاتية بعيدا عن مصلحة البلاد العليا وهؤلاء لايتمتعون باقل المشاعر الوطنية ولايمكن ان نسمح لهم بتحقيق ماربهم الرخيصة.
هناك دعوات تنطلق من اثارة المخاوف من حدوث انفلات امني وصراع طائفي بعد الانسحاب الامريكي،هل هي دعوات حقيقية ام هي لاثارة فتن وتخريب للعمل السياسي؟
- هذه الدعوات مبطنة ولها اهداف تضر بمصلحة البلاد لان القوات الامريكية لم يكن لها دور في الانجازات التي تحققت في العراق مثل الانتخابات العامة بانواعها وانما كان للشعب العراقي الدور الرئيسي فيها ، والشعب العراقي تجاوز مرحلة الطائفية وهو الان على درجة كبيرة من الوعي والادراك .
ما حدث في ديالى ودخول القوات العراقية الى منظمة خلق وما اشيع من زوبعة في هذا الخصوص ، الا تعتقد ان وجود هذه المنظمة الارهابية رغما عن ارادة الشعب والحكومة يمس بكرامة وسيادة العراق؟
- منظمة خلق مصنفة دوليا انها من المنظمات الارهابية ،وبقاؤها داخل الاراضي العراقية رغما عن ارادة البلد يمس السيادة ولاتوجد اي قوة تجبر العراقيين ان يبقوا هذه المنظمة،التي كانت داعمة وساندة لصدام المجرم وهو ايضا داعم وساند لها ،ولاننسى ماقامت به من جرائم نكراء ابان الانتفاضة الشعبانية الخالدة.
كيف تقرأون الفترة المتبقية من المائة يوم وهل ستحقق اهدافها ام سيكون هناك حديث اخر عن حكومة اغلبية سياسية؟
- ان فترة المائة يوم غير نهائية وهي لاتكفي وباجماع الكثيرين بل تعتبر طريقة لرسم الخطوط العامة لعمل الحكومة والتي من خلالها يتم معرفة الوزير الكفوء من غيره ،وعندما يثبت الوزير كفاءته فانه يستمر في انجاز عمله في فترة اخرى تمدد له ، اما من تثبت عدم مقدرته على الانجاز فسوف يتم اعفاؤه من عمله، اما بخصوص حكومة الاغلبية السياسية فانا اعتقد ان العراق وفي وضعه الحالي لايمكن ان تنجح فيه مثل هذه الحكومة ،وخاصة ونحن تعلمنا ان نشكل حكوماتنا على طريقة المشاركة والتوافق ،ومن الافضل الان هو تعزيز حكومة الشراكة الوطنية والعمل على تشخيص الاخطاء ووضع الحلول المناسبة للمشكلات التي سببت بخروج المواطن الى الشارع.
سكريبت اتصل بنا 2.5 من إنترنت بلس