قصة الخدمي/محسن وهيب عبد
Wed, 29 Apr 2015 الساعة : 21:37

في الجزائر بلد المليون شهيد ؛ الخدمي ؛ يعني السكينة الصغيرة الحادة جدا التي تحمل في الجيب.
عندما كنت منتدبا للتدريس في الجزائر في السبعينات ، اسرني احد المجاهدين الجزائريين الابطال بحقيقة مذهلة .. قال وهو يحلف ان الذي حرر الجزائر ليس جيش جبهة التحرير مع انه له دور لان فرنسا اقوى في قياس مقابلة الجيوش ، لكن الذي جعل فرنسا تهرب من الجزائر هو (الخدمي)؛ الذي استخدم على نطاق واسع من قبل المجاهدين الجزائريين ضد الخونة المندسين بين اوساط الشعب الجزائري والذي يقدمون الخدمة للفرنسيين بتتبع المجاهدين والإخبار عنهم ، حيث يبادر المجاهدون الى اغتيال الخونة من بين اوساط الشعب بواسطة ذبحهم بالـ(الخدمي) في اي مكان يجدون الخائن وبحركة سريعة ويلوذون بالفرار ، مما جعل فرنسا بعد شياع استعمال الخدمي في قتل عملائها تفشل في ان تجد عميلا خائنا لها بين صفوف الجزائريين ، فاضطرت للهرب.
وهنا اوكد لكم ان العراق لا يستقر مطلقا ما لم نقض على الخونة من بيننا.
والخونة هم:
1- الفاسدون والمفسدون ؛ فلو يكون العراق بلا فساد ومفسدين فانه لاشك مطلقا سيكون بلا ارهاب، وارهابيين.
2- السياسيون الفاشلون، فلو تخلص العراق من السياسيين الفاشلين لتخلص الى الابد من مشاكله كلها.. فالملاحظ اليوم انما توزير الوزير انما يتم لمجرد الترضية، وايضا هناك ثلاث نواب لرئيس الجمهورية فقط لمجرد الترضية بين السياسيين الفاشلين ، والا فليس هناك أي ضرورة لهم ، لان منصب رئيس الجمهورية نفسه منصب بروتوكولي، وما المحاصصة الا تقنين لوضع الفاشلين في مناصب الدولة المفصلية وهكذا فلا بد من الاصلاح السياسي للتخلص من تقنين الفشل والفاشلين كقيادات للدولة من خلال المحاصصة والترضية.
3- الخونة ايضا هم اذناب البعث وبقايا النظام الشمولي السابق في المراكز الحساسة في الدولة ، وهم ارباب مسلسلات المجازر وصناعها منذ سقوط النظام والى اليوم .. اخرها مجزرة الثرثار الذين مع الاسف تبادروا لإنكارها ونحن نحضر مجالس الفاتحة لشهدائها . والخونة يعلنون عن انفسهم في الحكومة وفي البرلمان بالدفاع عن ارباب المجازر والتغطية عليهم .
4- الخونة هم الجناح السياسي لداعش في الحكومة وفي البرلمان الذين يتعاونون مع الاجانب ضد وطنهم ويستضيفونهم عندهم وفي حيز محاصصتهم ويفتعلون الاكاذيب لوصم الشرفاء بالموبقات لصالح صناع داعش مع الاسف.
فاذا كان (الخدمي) وسيلة الجزائريين للتخلص من الخونة من بين صفوفهم فعلى العراقيين ان يبتكروا الوسيلة للخلاص من الخونة من بينهم. فالحل الجذري لايمكن ان يجصل دون التخلص من خونة الداخل فلا يجد الخارج سبيلا لايذاء العراق.. وكيف يجد السبيل اذا لم يجد الخونة!!