من الأخطاء القاصمه والكارثيه التي أرتكبتها الإداره الأمريكيه بعد إسقاط نظام البعث عام 2003 هي أعتمادها على الزمر المغتربه في الخارج من أجل أدارة وتشكيل العراق الجديد حسب ما أطلقوا عليه آنذاك ..حيث يؤكد المهتمون بالشأن العراقي والضالعون  فيه بأن الوضع في العراق قد شكل خارجياً رغم أن الداخل العراقي هو المعارض والمواجه والبطل الحقيقي في الصراع مع صدام وديكتاتوريته وقمعه ..وعلى مدى أكثر من أربعين عاماً من عمر البعث وسلطته
والحق أن هذا الخيار الذي جعل من الزمر المغتربه متحكمه في مصير العراق ..كان خياراً كارثياً وسبباً أساسياً في الذي يجري وجرى منذ 2003 وإلى اليوم وذلك للأسباب والحقائق التاليه
أولاً .أن هذه المجموعات  الصغيره والمتشرذمه التي كانت في المهجر مجهولة النشوء والإنتماء الحقيقي وأدعت زوراً أنها تمثل الداخل العراقي ..والواقع هو أنهم أشخاص فروا من العراق لأسباب شخصيه أو لم تسعفهم شجاعتهم بالبقاء في العراق
ثانياً.أن معظم الذين أصبحوازعماء في الدوله من الذين كانوا في الخارج هم مجهولوا الأصول العرقيه وربما أنهم في الأصل غير عراقيين ولكن ينسلون من شعوب مجاوره سكنوا في العراق لذا نرى أنهم ليس لديهم عاطفه وطنيه تجاه الشعب العراقي ويتعاملون كأنهم حكام غرباء لأنهم كانوا من أسر منطويه على نفسها بسبب أصولها العرقيه
ثالثاً.الروح الثأريه التي تملكتهم بالإنتقام من العراق والشعب العراقي من خلال الفساد والسرقه وتخريب قيم الدوله العراقيه بسبب جوعهم الرهيب للمال والسلطه
رابعاَ.الإنتماء الحزبي لأحزاب هي بالأساس أحزاب طائفه..وليس أحزاب دوله ووطن وليس لديها خبره في السياسه وإدارة الدوله ..وكل أدبيياتها متمحوره  حول تقديس الماضي وإجترار معارك وقعت في التاريخ الإسلامي
خامساً.إنعكاس مزاجهم الإغترابي على المجتمع والدوله .فإن لم تكن أنت أيها العراقي كنت في قم أو لندن أو سوريا فأنت ليس عراقياً ويجب أن تهمش وتحارب وتسحق
سادساً.جهلهم المطبق وعدم فهمهم لنفسية الشعب العراقي بسبب عيشهم وإنهماكهم في الدول التي عاشوا فيها وحصلوا على جنسياتها وتطبعوا بطباعها
سابعاً .بقاء هذه العقليه وهذه الزمر المغتربه على رأس الدوله لايجني سوى الخراب والتخلف والتشرذم
ثامناً.بنوا دوله هزيله وفاسده ومخربه ومهزومه ...ولقدرأينا نتاج بنائهم عندما أوشكت عصابات داعش المسعوره أن تصل بغداد لولا ظهور الحشد الشعبي الذي حقق الإنتصارات لأنهم عراقيون أصلاء صادقون لم يتلوثوا بما تلوث به أولئك المرابون المتجارون بنا ..ونحن شعب أصيل صمد بوجه كل الذين أرادوا كسره وهزيمته .