محيسن ال…. صار وزير/قحطان الفتلاوي

Mon, 20 Apr 2015 الساعة : 19:14

أنا ومحيسن صديقان منذ الطفولة، وكان ليس صديقي فحسب بل وكانت تربطني، به علاقة جيدة منذ الصغر كنا ندرس ونلعب سوية، وعلى مرور السنين شق كل واحد طريقة في الدراسة، فسمعت من بعض الأصدقاء انه سافر الى الخارج، فأنقطعت اخباره وكانت ليست النهاية .
واصلت مشواري الدراسي وكنت مسرور مستبشر خيراً، فأكملت الدراسات الأولية وفي السنين الأول من الجامعة أجبرت، أن اترك الدراسة بسبب ظروف المعيشة القاسية، وكانت أول معاناتي وعند سقوط النظام استبشرت خيراً فقررت الرجوع إلى الجامعة، وإكمال ما ابتدأت وتحقيق مناي .
وعنده تخرجي كنت فرحاً بما املك كالطفل، الذي يفرح بدمية يوم العيد وكنت أرى هناك بصيص، أمل بأن أنال ما اصبوا إلية وهو حقي وحق كل الناس التعيين، ولكن تفاجئت أن لم املك شروط التعين وهي العلاقات أو المحسوبية، فرجعت منكسراً خائباً ينتابني الضعف وكانت ضربه قاسية لي ولزملائي .
لكن الإصرار والعزيمة دافع قوي أن اواصل في طريق العلم، وبدأت بدراسة الماجستير وكانت المعاناة اشد من التي قبلها، فكثفت الهمم وضاعفت الجهود وسهرت الليالي، لا لشهادة اعلقها على الجدران ولا أطروحة اركنها، على رف الكتب بل لعلم انفع به نفسي و الاخرين  .
اليوم اصبح الحلم حقيقة ونلت ما كنت اطمح له، فذهبت في ذالك الصباح ينتابني التفائل، بما املك وقررت المطالبة بحقي المشروع، وهو التعين وبعد كل المعانات واخيراً وصلت الى من يهمة، الامر ودخلت وعيناي تقدح فرحاً واذا أرى، محيسن رفيق الماضي اصبح، وزيراً لكن قد تغير عن الماضي ينظر الية نظرة، احتقار واستصغار وهنا فشلت مرة أخرى .
كان هذا حال الذي يحصل على شهادة في العراق، منظر مؤلم طاقات من المبدعين تهدر وقررنا نحن، حملة الشهادات العليا من الماجستير والدكتوراه، أن نحرق ما نملك وهو عصارة جهدنا وكان اطرحتين،  واحدة وأخرى على الرف توضعوا، وكان الرد حاضراً لو حرقتوا أنفسكم بدل اطروحاتكم، لم تجدوا تعيين وهذا وضع عالم لا يعلم وصار، محيسن ال.… وزير وأنا الحضري حمال أصير .

Share |