كفانا إيثار/طالب خليف البدري
Sat, 18 Apr 2015 الساعة : 15:24

ايها السيد العبادي لقد تفائلنا بقدومك واستبشرنا بتوليك زمام هذا البلد المنهوب والمدمر والمبتلى
أهو قدرنا أيها الدكتور المحترم أن نكون الأم الحنون المضحية من أجل أبنائها دائما و الاخ الاكبر الذي يرعى إخوته العاقين وعلى طول الخط
كفانا تضحية أيها السيد العبادي فلقد أُكلنا لحماً ورُمينا عظماً لماذا قدرنا نحن أبناء الجنوب التضحية وغيرنا يتمتع بخيراتنا ففي الحروب نحن أول من يضحي فأصبحنا وقوداً لحروب الطاغية العبثية والتي لا ناقة لنا فيها ولاجمل فإحصائية صغيرة للمقاتلين في هذه الحروب العبثية نجد أن ثلثين الجنود هم من الجنوب والوسط إن لم يكن أكثر فنحن أول من يضحي وآخر من يستفيد نعم آخر من يستفيد فغيرنا يتمتع بخيراتنا ف80%من ثروات العراق هي من خيرات الجنوب وتحديداً من البصرة ولكن عندما تنظر الى الخدمات والمستوى المعيشي نجد العكس فالرفاهية والاعمار والبنى التحتية والشهادات العليا والمناصب الحكومية والامنية كلها من الشمال والغرب بينما تجد الجنوب محطم مدمر عديم الخدمات والبنى التحتية والاعمار ومستوى معيشي تحت مستوى الفقر فهو محارب معيشياً حتى لا يفكر بغير لقمة العيش وحتى من يوفق لاكمال مسيرته العلمية فغير مسموح له بالشهادات العليا ولا بتولي المناصب القيادية والعسكرية فهو باختصار ورغم إنه يطفو على بحيرة من النفط مواطن من الدرجة الثانية ويُستهزئ به باطلاق مفردة شروقي رغم ما تحمله هذه المفردة من بعد تاريخي فهذا قدرنا نحن الجنوبيين رغم أننا أصل العراق من سومر واكد وبابل ورغم أننا من يطفو على بحيرة من النفط الا أننا لا نتمتع بهذه الخيرات فغيرنا هو من يتمتع بها فالفرق شاسع بين البصرة والموصل وتكريت وميسان والرمادي والناصرية بل أصغر القرى هناك أفضل وأجمل وأتم خدمات من أي مدينة جنوبية فأي مظلومية يتحدثون عنها
واليوم وفي الزمن الجديد لم يتغير شي فالتضحيات من الجنوبيين وهذا هو الحشد الشعبي هو من يدافع ويستشهد من أجل أبناء تكريت والرمادي رغم إننا نُنعت بأقسى الصفات صفويين ايرانيين هنود رافضة وبعد هذه التضحية والايثار يتهم أبنائنا بالسرقة والطائفية وإنّ لا فرق بينهم وبين داعش وذهبت كل هذه التضحيات هباءً منثورا وحالنابالخدمات لم يتغير فالبطالة وانخفاض المستوى المعيشي لم تحرك ساكن فالمظلومية لازالت مستمرة ولم يتغير حالنا ولا زلنا بمكاننا نراوح ولم نحس بطعم التغيير الخدمي والمعيشي
وهاهو وزير الكهرباء يُكمل علينا مسيرة التضحية ويصر بأن نكون البقرة الحلوب التي رضعت ولازالت ترضع صغارها المرفهين فباصداره تسعيرة الكهرباء واقرارها على الوسط والجنوب واعفاء المناطق المضطربة أي الشمالية والغربية تكتمل حلقات التضحيات الثلاث التضحية بالنفس والدفاع عن المناطق المضطربة
والتضحية بثرواتنا من أجل وحدة العراق
والتضحية الثالثة أن نكون نحن من يدفع الضرائب والرسوم وغيرنا معفي بحجة أنها مناطق مضطربة وبذلك يكافئ أهالي هذه المناطق رغم أنهم يتحملون جزء من المسؤولية فاليوم يُعفون من الضرائب والرسوم وغداً تدفع لهم التعويضات عن ما أصابهم من ضرر وتدمير وسرقات لمنازلهم وحتى من قتل منهم سيطالبون الدولة بتعويض أهله رغم إنه قتل لانه يقاتل بالطرف الاخر أي داعشي ولكن الدولة ستعوضه كشهيد
لسنا طائفيون ولا من رواد النفس الطائفي ولكن نضطر أن نتكلم بهذا الاسلوب عندما تستمر المعاناة والالام
لا نطالب بسحب الخدمات من أخواننا ولكن نطالب بالعدالة والمساواة رغم إنها أيضاً ظالمة لنا