بيان مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق
Thu, 16 Apr 2015 الساعة : 19:18

البيت الأبيض
مكتب الناطق الرسمي
بيان مشترك
للولايات المتحدة وجمهورية العراق
رحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالسيد حيدر العبادي رئيس وزراء جمهورية العراق والوفد المرافق له في زيارته للعاصمة واشنطن للفترة من 13 ولغاية 16 نيسان 2015. حيث التقى الرئيس الأمريكي بالسيد رئيس الوزراء اليوم في البيت الأبيض للتأكيد مرة أخرى على الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة والتي تقوم على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتزام الطرفين باتفاقية الإطار الاستراتيجي المشترك التي تربط بين البلدين. وقد عبر الرئيس الأميركي عن دعمه الكبير للتقدم الذي حققه السيد رئيس الوزراء وحكومة العراق منذ المرة الأخيرة التي التقى فيها الطرفان قبل عدة أشهر.
العمل سويةً لدحر تنظيم داعش
راجع الرئيس أوباما مع السيد رئيس الوزراء التقدم الذي حققته حملة إضعاف تنظيم داعش والقضاء عليه . وعبر الزعيمان عن عميق تقديرهما للتضحيات التي قدمها الشعب العراقي بجميع أطيافه ومكوناته في الحرب ضد تنظيم داعش وللمساهمات الكبيرة التي قدمها أكثر من 60 شريك من دول التحالف الدولي في الحرب ضد تنظيم داعش. فقد أدت أكثر من 1850 طلعة جوية قامت بها قوات التحالف في العراق دورًا حاسمًافي وقف تقدم تنظيم داعش ودعم قوات الأمن العراقية في تحرير جزء كبير من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش سابقًا. وقد أشاد السيد رئيس الوزراء بأداء قوات الأمن العراقية ومن ضمنها قوات المتطوعين في الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية ومقاتلي العشائر. وقد عبر السيد رئيس الوزراء عن شكره للرئيس أوباما وللشعب الأمريكي على الدعم الواسع المقدم إلى العراق وعلى الجهود الكبيرة التي تبذلها القوات الأميركية المتواجدة في العراق، وأكد الرئيسان على أهمية جوهر الشراكة التي تربط بين بلديهما.
وناقش الرئيسان الخطوات القادمة ضمن حملة القضاء على تنظيم داعش. وأكد السيد رئيس الوزراء على ضرورة نشر الاستقرار في المناطق التي يتم تحريرها من سيطرة التنظيم وضمان نقل السلطة إلى المسؤولين من أهالي المناطق المحررة والشرطة المحلية لتلك المناطق والمحافظة على النظام وعودة تقديم الخدمات العامة وحماية المدنيين ورجوع الأهالي من النازحين الى محال سكناهم. وشدد السيد رئيس الوزراء على أن حكومة العراق لا تتسامح إطلاقًا مع انتهاكات حقوق الإنسان، وطلب من الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي تقديم العون لإعادة نشر الاستقرار بشكل فوري والحفاظ عليه على المدى البعيد في المناطق التي يتم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش. وأكد السيد رئيس الوزراء على أهمية الدور الحاسم الذي يقوم به الأهالي من سكان تلك المناطق في تحرير مناطقهم، وشدد وفقاً لذلك على أهمية انخراط المزيد من مقاتلي العشائر في القتال ضد تنظيم داعش كجزء مهم من تشكيلات قوات الحشد الشعبي. وتعهد الرئيس أوباما باستمرار دعمه لقوات الأمن العراقية ومبادرة مشاركة العشائر مع توفير التدريب والمعدات من قبل الولايات المتحدة. ورحب على وجه الخصوص بمبادرة الحكومة العراقية لتزويد الآلاف من البنادق وغيرها من معدات القتال إلى مقاتلي العشائر شرق محافظة الأنبار أسوة بالنجاح الذي تحقق في نموذج قاعدة الأسد الجوية غرب الأنبار، حيث مكّن المستشارون الأميركيون قوات العشائر من تنفيذ عمليات قتالية ضد تنظيم داعش بالتنسيق مع قوات الأمن العراقية.
وأكد الطرفان على حجم التهديد الذي يمثله الإرهاب تجاه العراق والمنطقة والمجتمع الدولي. وشددا على أهمية تطبيق ما جاء في قراري مجلس الأمن الدولي 2178 و2199. وناقشا أيضًا الأهمية القصوى لمعالجة مسببات الإرهاب والعنف، ليشمل ذلك بذل المزيد من الجهود المشتركة في تلك المناطق خلال الأسابيع المقبلة، وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن السيد رئيس الوزراء سيواصل النقاشات حول الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش أثناء لقاءاته مع وزير الدفاع الأمريكي يوم 15 نيسان، واجتماع دول التحالف الدولي الذي سيتم عقده في نفس اليوم.
تعزيز عراقٍ ديمقراطي وموحد
وأطلع السيد رئيس الوزراء الرئيس الأمريكي على آخر التطورات على الساحة السياسية في العراق، بما في ذلك جهود مجلس الوزراء لتنفيذ البرنامج الوطني الطموح الذي ورد عند تشكيل الحكومة. وأشار إلى تمرير البرلمان للموازنة الوطنية بدعم مختلف الطوائف، وهو الحدث الأول من نوعه في العراق منذ سنين، التي تضمنت فقرات مهمة تتعلق بصادرات النفط وتقاسم العائدات مع حكومة إقليم كردستان. وأكّد السيد رئيس الوزراء على أن يبقى هدف تمرير التشريع الذي ورد في برنامجه الوطني ضمن لائحة أولوياته. ورحّب الرئيس الأمريكي بالتقدم الذي تم إحرازه حتى اليوم، ووجه الدعوة لجميع الكتل السياسية لتقديم التنازلات الضرورية لنجاح تطبيق البرنامج الوطني بالكامل.
وعلى نطاق أوسع، أوجز السيد رئيس الوزراء رؤيته لتطبيق نموذج يتسم بدرجة أكبر من اللامركزية في الحكم، حسبما دعت لذلك أحكام الدستور العراقي، وهو النموذج الذي أكد على أنه أحد أهم متطلبات النجاح ضمن استراتيجية أوسع لتحقيق التقدم في العراق. وأسهب في شرح تفاصيل برنامج الحكومة لنقل مسؤولية حفظ الأمن إلى الحكومات المحلية في المحافظات. وفي ضوء ذلك، أشار إلى الجهود المبذولة من أجل تعزيز دور الحكومات المحلية للمناطق المحررة في حفظ الاستقرار في تلك المناطق. كما سلط الضوء أيضًا على أهمية الحرس الوطني في توفير السلطة على الأمن لسكان محافظات العراق ولضمان أن قوات الأمن العراقية ممثلة على نطاق واسع وقريبة من الأهالي الذين أقسموا على حمايتهم والدفاع عنهم. وأعرب الرئيس الأمريكي عن دعمه للاستراتيجية التي حددها السيد رئيس الوزراء والتزم بتوفير الدعم والمساعدات الضرورية وفقاً لما جاء في اتفاقية الإطار الاستراتيجي لتعزيز الديمقراطية الدستورية في العراق.
تحسين الفرص للشعب العراقي
وأشار الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء العراقي إلى ضرورة أن يستمر بلداهما في تعزيز آفاق التعاون الثنائي في ظل اتفاقية الإطار الاستراتيجي. وأوجز السيد رئيس الوزراء مجموعة التحديات التي يواجهها العراق نتيجة انخفاض أسعار النفط عالميًا والأزمة الإنسانية التي يعيشها وحربه ضد تنظيم داعش. وأوجز رئيس الوزراء العبادي استراتيجية حكومته لدعم الاقتصاد العراقي، بما في ذلك إعادة إحياء البنية التحتية للطاقة في العراق والإصلاحات الجارية للحد من الفساد وتقليل الهدر في الإنفاق. واتفق الزعيمان على إمكانية الاستفادة من الدعم الدولي لحرب العراق ضد تنظيم داعش بشكل يؤدي إلى تعزيز اندماج العراق في الاقتصاد العالمي.
وأشار الرئيس أوباما إلى أن التعاون الاقتصادي يمثل عنصرًا أساسيًا لديمومة شراكة طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة. وهنأ الرئيس الامريكي رئيس الوزراء العبادي على معدلات تصدير النفط المرتفعة التي سجلها العراق مؤخرًا، وهي أعلى المستويات على مدى أكثر من ثلاثين عامًا، وأكد الزعيمان على أن يعملا سويةً لزيادة انتاج العراق من النفط ورفع صادراته في المستقبل. وقال الرئيس الأمريكي إنه قد وجه نائب الرئيس بايدن ليعقد اجتماعًا للجنة التنسيق العليا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي في 16 نيسان للتركيز بشكل خاص على الشؤون الاقتصادية، بما في ذلك آفاق التجارة الثنائية والتعاون في مجال الطاقة وإصلاحات القطاع الخاص واستقرار العراق المالي.
وأكد الرئيس أوباما ورئيس الوزراء العبادي على ضرورة معالجة الوضع الإنساني في العراق، حيث نزح أكثر من 2.6 مليون عراقي عن مناطق سكناهم منذ كانون الثاني 2014. وأشار الرئيس أوباما إلى قراره الأخير بتوفير 205 مليون دولار كمساعدات إنسانية للعراقيين في المنطقة ولدعم العراق في استجابته للأزمة السورية، ليصل بذلك مجموع المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للعراقيين النازحين إلىى أكثر من 407 مليون دولار منذ بداية سنة 2014 المالية.
تعزيز التعاون الإقليمي
وأعرب الرئيس أوباما عن دعمه القوي لزيادة التعاون بين العراق والشركاء في المنطقة على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأطلع السيد رئيس الوزراء الرئيس الأمريكي على نتائج مشاوراته الأخيرة مع عواصم المنطقة وجهوده لتعزيز التمثيل الدبلوماسي لدول المنطقة في بغداد. وأكد الرئيس الأمريكي على أهمية وجود تمثيل دبلوماسي قوي في بغداد لجميع الدول العربية في المنطقة.
واتفق الجانبان على عدم جدوى الحلول العسكرية كحل للصراعات في المنطقة. وضمن هذا السياق، فقد رحب رئيس الوزراء العبادي بالإطار العام لخطة العمل المشتركة والشاملة بين الدول 5+1 وإيران فيما يخص برنامج إيران النووي كوسيلة لتحقيق المزيد من السلام والاستقرار في المنطقة. وأكد الزعيمان على أن وجودعلاقة متينة بين العراق والولايات المتحدة كانت حاسمة لأمن المنطقة وللمصالح طويلة الأمد لكلا البلدين.
الخاتمة
توفر هذه الزيارة فرصة لمراجعة التقدم الهام الذي تم إحرازه من قبل العراق والولايات المتحدة بالعمل سويةً ومناقشة سبل تعزيز التعاون أكثر عبر كامل آفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وقد أظهرت استجابة الولايات المتحدة السريعة والواسعة النطاق للتحديات الراهنة التي يواجهها العراق قوة وثبات العلاقة بين بلدينا، واتفق الرئيس أوباما ورئيس الوزراء العبادي على أهمية مواصلة تعزيز هذه.


