حسن العلوي ملكي أكثر من الملك -علي الموسوي / هولندا

Thu, 22 Sep 2011 الساعة : 22:27

ليس مفاجئآ عندما يلمح الأخوة الكرد بالانفصال والاستقلال وعدم التنازل عن حلم الأجداد والأباء وهو حقهم التاريخي كما يقولون وان اعلان الاستقلال بات مسألة وقت لاأكثر ... لكن الأغرب من ذلك عندما نقرأ اليوم في تصريحات حسن العلوي صاحب اليد البيضاء !!! في أمسية نظمتها نقابة صحفيي كردستان بعنوان (رؤية لستراتيجيات المنطقة ومنعكساتها الكردستانية) في مدينة اربيل وبحضور مجموعة من القيادات الكردية وباحثين وكتاب وصحفيين . وقال العلوي خلال حديثه مخاطبآ الأخوة الكرد .. ان المبادرات السلمية التي طرحت للكرد في المدد المنصرمة هي "من اجل كسب الوقت وتصريف الأزمات من قبل الحكام والقيادات العراقية"، مضيفاً أن المبادرة السلمية مع الكرد "تأتي دائماً مع تصريف ازمة، "ازمة تنافس على الحكم بين شخصيتين، ازمة دولة". واضاف "ان الكرد لم يستفيدوا عمرهم من اي فرصة أعطيت لهم لتقرير المصير، موضحا أن "الفرص التي اعطيت للكرد لتقرير المصير لم تعط لشعوب اخرى، ولكن لم يستطعوا استغلالها".
واشار العلوي الى ان الفرصة الاخرى التي اضاعها الكرد هي "فرصة الشيخ محمود الحفيد عندما طالب بدولة كردية تحت الانتداب البريطاني، وهذه كانت من اشجع المطالبات".
وختم العلوي محاضرته بالقول "انا اعتقد ان الجو الآن مهيأ ... لأن القادم سيء ...!! ولأن بغداد مشغولة بنفسها !!، والدول العربية مرتبكة، و النظام العربي مرتبك، وليس لديه استعداد للمواجهة (...)، وهذه الفرصة يجب ان لاتضيع".
ووصف العلوي وضع اقليم كردستان بالدولة الصامتة وقال "اقليم كردستان الآن دولة صامتة ليس لها سلام جمهوري وعلم في الامم المتحدة".
أخيرآ يبقى سؤال ؟ لماذا هذا الوقت ياعلوي ؟ هل أصبحت متخصصآ في زراعة الألغام !! أم حننت على ماضيك الاحترافي في الدجل والنفاق وتملقك لسيدك الطاغية صدام !! وكيف يحق لك التحريض والمباركة للاستقلال وتستعجل القوم على ذلك ! وأنت عضو في البرلمان ورئيس كتله !! العجب العجاب على هؤلاء الذين يسمون أنفسهم ممثلوا الشعب وحماته ! ثم أريد تذكيرك ياعلوي في استنكارك لفيدرالية الأقاليم وقولك في ذلك انفصالآ وتجزئة للعراق الموحد فأيهما أقرب اليك الآن العراق الفيدرالي الموحد ؟؟ أم اعلان الاستقلال والانفصال ابتداءآ من كردستان الحبيبة ثم اعلان زعماء الارهاب النكرة الأخير وتهديد الحكومة ونشر الرعب وتقطيع الأوصال والتهديد باستقلال الاقليم السني !!!
وهنا أود أن أسجل لك ياعلوي وللسياسيين وللتاريخ رأي آخر في الانفصال ، واعلان الاستقلال ، وأنت تعلم ان هنالك مقومات للانفصال واعلان الاستقلال نذكر منها .
العامل الجغرافي ، العامل الثقافي ، العامل العرقي والقومي ، العامل السياسي ، العامل الاقتصادي ، العامل التاريخي وهناك عوامل كثيرة أخرى . ولايشك أحد منا في توفر وتواجد الكثير من هذه الشروط والعوامل عند الأخوة الكرد لتحقيق الحلم التاريخي الكردي في الانفصال والاستقلال .. ولكن بالتأكيد هنالك معوقات وعوامل خارجية وداخلية تمنع أو تؤجل هذا الاعلان الى أجل غير مسمى ونحاول ان نتطرق الى الأهم منها وباختصار

أولآ : يحاط اقليم كردستان بثلاث دول .. تركيا ، ايران ، سوريا ولكل من هذه الدول تاريخ من الأزمات والانفعالات والصراعات مع الاقليم والأخوة الكرد في كسر ارادتهم والتقليل من طموحاتهم والمساومة معهم على أبناء جلدتهم في الطرف الآخر من الحدود مما يصعب من مهمة الكرد في الاستقلال حفاظآ على الدم الكردي ..

ثانيآ : بروز تيارات وأحزاب سياسية جديدة في كردستان وأهمها التيارالاسلامي والتيارالوطني كمنافسين حقيقيين للحزبين الكبيرين والتقليديين ، وان تشرذم السياسيين واختلاف الرؤى والخوف من التفرد بالسلطة أضعف القرار السياسي الكردي في اعلان دولتهم المزعومة .. خصوصآ لوعلمنا ظهور آراء كردية جديدة تفضل البقاء والارتباط مع المركز والبقاء في الاقليم الفدرالي القائم والتمتع بصفتين وحكومتين وتوزيع الأدوار السياسية للسياسيين الكرد والمشاركة في القرار السياسي المؤثر في قلب بغداد ..

ثالثآ : العامل الاقتصادي وبرأيي يعتبر من أبرز العوامل لبناء وتقويم الدولة واستقلاليتها وكيانها فلا زال اقتصاد الاقليم تحت رحمة القطبين ايران وتركيا حيث كلما كانت هنالك مشكلة مع الأكراد في أي من هذه الدول سوف يكون لها تأثير مباشر على الأقليم نفسه ويبدء الحظر الاقتصادي والسياسي ويمنع تصدير النفط من الاقليم الى الأسواق العالمية وتشل حركة التبادل التجاري وذلك للضغوطات السياسية على الاقليم ، ولعل من أهم العوامل لانخفاض تصدير النفط من مائة وخمسون ألف برميل الى خمسون ألف برميل في الآونة الأخيرة هو خير دليل لما نذهب اليه من تفسير ..

رابعآ : افتقاد الاقليم لأي منفذ بحري زاد من صعوبة التواصل مع العالم الخارجي وخاصة الاقتصادي مما أخرالأخوة الكرد في الاعلان عن استقلالهم الموعود ، وفي رأيي انه من أهم العوامل على الاطلاق في التأخير للاعلان بالدولة الكردية ..

خامسآ : عدم التوافق مع المركز (بغداد) والتهديد بالانفصال من قبل الأخوة الكرد في كل مرة سوف يزيد من المشاكل ويعقد الأزمة كثيرآ ويساعد على التغير في خارطة التحالفات المقبلة ومن المؤسف قوله ان هذه النار سوف تحرق الأخضر واليابس وسيزيد الطين بله ويساعد قتلة الشعب العراقي بالعودة الى الحكم أو القرار السياسي وستبدء تصفية الحسابات مع الأخوة الكرد قبل غيرهم ولعل تصريح البعثي حسن العلوي في صبه الزيت على النار والأصطياد في الماء العكر هو مخطط للايقاع بين الأخوة المتحالفين !!!!! ويبقى أن أذكر ان لكل طرف من الأطراف نقاط قوة وضعف ، آملا الاستفادة من أخطاء الماضي وتفويت الفرصة على الصداميين والبقاء ضمن التحالف الستراتيجي مع تقديم التنازلات من جميع الأطراف لبناء عراق حر ومستقل ..

Share |