لو كنت جريحا من الحشد الشعبي/علاء كولي
Wed, 15 Apr 2015 الساعة : 0:30

رغم ان لي موقفا شخصيا واضحا في الدفاع عن هذه البلاد فيما لو تعرضت الى خطر كبير في مدنه الجنوبية لاسامح الله مثلما تتعرض له مدن الشمال لكان لي حديثا اخر اكثر خشونة من الان، ربما سأبتدأ بها ماذا يمكنك ان تقدمه بالضبط كي تنجو اولا واخيرا بنفسك ومن ثم تساهم في درء الخطر عن المكان الذي يتعرض الى الخراب بفعل اطراف تريد تهديم كل شيء .
نعرف جيدا بأن من يتعرض الى الخطر لايحتاج الى فتوى او كتاب رسمي كي يدافع به عن نفسه او عن عرضه، ولاينتظر ايضا موافقة رسمية من اجل الدفاع عن بلده ولاينتظر ان تكون هنالك مكافئة لهذا الدفاع او تكون هنالك منحة معينة فيما لو استشهدت ، الامر لايتعلق بالمنحة بقدر مايتعلق بواجبك كمواطن تهدي نفسك فداء لهذا الوطن حسب فهمك للتضحية .
لكن حينما يتعلق الامر بالنخب السياسية المتهرولة اليوم في العراق، الامر يدعو الى الحيرة فعلا ،كيف يمكنك ان تكون مدافعا عن بلادك وانت مطمئن بأنك ستكون جزء من ذاكرة التضحية التي قدمتها ،لا بوصفك بيدق يتحركون من خلالك ،ولابوصفك الة يحركها زر الكتروني عن بعد، بل بوصفك نقطة مضيئة في تاريخ هذا البلد الاسود.
لو كنت جريحا من الحشد الشعبي وقد اصبت بأصابة بالغة اضطرتني للدخول الى المستشفى وملازمة ردهة الانعاش لطلبت ممن يرافقني بكتابة لافتة كبيرة جدا على غرفة الانعاش تحذير ، يمنع زيارة ودخول المسؤولين الى الغرفة مهما كانت درجة المسؤول وذلك خدمة للصالح العام،
بعد انتصارات الحشد الشعبي في تكريت تحولت زيارات المسؤولين الى الجرحى مثل الموضة، يدخل المسؤول مع فريق من المصورين ليلتقطو الصور ومن ثم يذهبون ويكتبون على مواقعهم على فيس بوك اليوم زرنا الجرحى وقدمنا لهم مساعدات مادية ، وحينما تتحرى عن الامر تكتشف بأن الجريح ليس لديه حتى ثمن العودة الى بيته.
تحولت زيارات المسؤولين الى زيارات رسمية لالتقاط الصور فقط، هنالك العشرات من الجرحى من الحشد الشعبي لايملكون ثمن علاج لجراحهم التي نزفوا بها من اجل الوطن الذي يدافع عنه الفقير، اكثر من حالة واكثر من جريح من الحشد الشعبي دخلوا المستشفيات وراجعوا الاطباء على حساباتهم الشخصية وليس هنالك اي تدخل لا من الدولة بوصفها الراعي الرسمي لأبناءها ولا من المسؤولين اصحاب الصور الكثيرة .
للاسف الشديد ،التضامن مع الحشد الشعبي لايتعدى غير الكلمات العابرة ،لم نجد هنالك مواقف حقيقية سوى تلك الخجولة، لا توجد ضمانات على الجرحى ولا توجد اي حقوق للشهداء غير اللافتات التي تمتلئ بها مدننا التي تمتلئ منذ زمن طويل بلافتات الموتى القدماء.
لو كنت جريحا من الحشد الشعبي لما بقيت في هذه البلاد التي ترفضني سياساتها لأنني اضحي بدمي من اجل ان يقف السياسي على المنصة ويقول انتصرنا . ليس علينا ابدا ان نكون الضحية او كبش الفداء للالهة الفاسدة، حينما اضحي علي ان اتأكد بأنني يجب ان يخلدني التاريخ والبلد والناس وليس السياسي الذي يقف مع ثلة من الفاسدين على رأس السلطة وينشر الكراهية على الجميع.