عملية الخالصة والقدس الاستشهادية وعملية سناء محيدلي تاريخ ساطع/عباس الجمعه
Mon, 13 Apr 2015 الساعة : 0:22

نقف اليوم امام مناسبات عظيمة كرسها مناضلونا عبر عملياتهم الجريئة ليكتبوا مجد فلسطين والامة العربية والمقاومة الوطنية ، ومجد جبهة التحرير الفلسطينية وبطولاتها وعظمتها هذه الجبهة الذي اشرف رمزها الشهيد القائد ابو العباس ، ورفاقه على العديد من العمليات البطولية ، فكانت عملية الخالصة البطولية بكورة العمليات الاستشهادية، والتي اتت بعد الاستعداد العربي لعقد صفقة سياسية مع العدو الصهيوني، حيث بدأت الثورة الفلسطينية تتعرض لمضايقات عربية وأصبح من الضروري القيام بعمل عسكري يعطي الزخم المعنوي لجماهير شعبنا ويعبر عن الإصرار الفلسطيني لاسترجاع حقوقنا المشروعة، فكانت عملية الخالصة، وهي باكورة مدرسة قتال بخط جديد أسس لها وعمل على تأسيسها بعد المؤتمر الرابع للجبهة ، وتم اختيار الكادرات والمدربين والمقاتلين الذين بإمكانهم تحقيق هذه الفكرة، وفي الخالصة تم اختيار الهدف بعناية ودقة وصدرت أوامر القتال بما يخدم الهدف السياسي الذي ستنفذ من أجله هذه العملية، وهنا لا يمكن ان ننسى دور الشهيد القائد فؤاد زيدان (أبو العمرين) القائد العسكري للجبهة انذاك وعضو المكتب السياسي الذي كان يجهز مع رفاقه العملية البطولية ، وقد أستشهد أثناء توجهه إلى العراق، ورفيق دربه الشهيد القائد حفظي قاسم (أبو بكر) عضو المكتب السياسي للجبهة وقائداً معسكر"17 "حيث أثمرت جهود وأفكار الشهيد أبو بكر دور اساسيا في هذه العملية، الذي استكمل الاشراف مع رفيق دربه الشهيد القائد ابو العباس على عملية الخالصة ، هذا النهج اسس للعمل الفدائي الفلسطيني في تلك المرحلة التي كانت تتطلب أنماطاً وأساليب جديدة، ففي الساعة الخامسة من صباح 11 نيسان، ابريل 1974، اقتحمت مجموعة مكونة من ثلاثة من مقاتلي الجبهة ، مستعمرة " كريات شمونة "، الخالصة، بعد اختراقهم الحدود، واختراق أجهزة الأمن الصهيوني ، ونجح ابطال المجموعة حسب الخطة المقررة في الاشتباك مع العدو فتم احتجاز رهائن، وفي ظل عدم الاستجابة لمطالبهم فجر ابطال المجموعة انفسهم، وكانت خسائر الجبهة ثلاثة شهداء وهم ابطال العملية منير المغربي ( أبو خالد ) , فلسطيني من مواليد 1954 , احمد الشيـخ محمود , حلب , من مواليد 1954 , ياسين موسى فزاع الحوزاني ( أبو هادي) جنوب العراق من مواليد 1954, أما خسائر العدو فكانت بالعشرات وقد اعترف العدو بـ28 قتيلاً وعشرات الجرحى وبذلك تعتبر "الخالصة" من أنجح وأبرز العمليات القتالية في تاريخ العمل الفلسطيني حتى يومنا هذا، حيث اكدت الجبهة يومها على لسان القائد الشهيد ابو العباس باننا قادرون على ضرب "تل أبيب" .
ومنذ انطلاقة جبهة التحرير الفلسطينية قامت الجبهة بالعديد من العمليات العسكرية الناجحة، على العدوّ، في الأرض المحتلة , وكانت اولى عملياتها بمهاجمة مستعمرة ديشوم في الجليل الأعلى، ونسف خزان للمياه ومحطة للكهرباء، واستشهد شهيدها الاول في هذه العملية الجريئة خالد الامين عام 1967 ، وبعد هذه العملية ومشاركة الجبهة من خلال مقاتليها بمعركة الكرامة التي شكلت اول انتصار بمواجهة العدو الصهيوني بعد الهزيمة العربية في حزيران ، وما جرى بعدها من احداث في الاردن ، وعودة ثقل الثورة الفلسطينية الى لبنان، استطاعت الجبهة من استقطاب مقاتلين ثوريين من مختلف الدول العربية واحرار العالم بأعتبار القضية الفلسطينية قضية قومية وأممية، وان تحرير فلسطين هي مسؤولية كل الاحرار فكانت عملياتها البطولية تنطلق من اكثر من دولة عربيه ،حتى يكتمل حلم الشعب الفلسطيني بالخلاص من نير الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
ومن هنا كان الشهيد القائد ابو العباس ورفاقه يعطون الاولوية الى خيار المقاومة ، باعتباره الخيار الذي تلتف الجماهير حوله ،من خلال عمليات بطولية ونوعية والحفاظ على مستوى النضال الوطني بكل أبعاده ومضامينه .
وفي انتفاضة الاقصى كان الرد من خلال كتائب طلائع التحريرالفلسطينية حيث قامت مجموعة شهداء فلسطين بتنفيذ عملية القدس الاستشهادية ، بعدما قررت الصبية الجميلة عندليب طقاطقة ، ابنة بلدة بيت فجار التي تقع على تلال تتوسط محافظتي بيت لحم والخليل ، أن تضحّي بروحها فداء لتراب فلسطين وشهدائها وهواء الخليل والقدس وانتفاضة الاقصى ، صباح يوم الجمعة 12 / 2 / 2002 عقدت العزيمة على الشهادة، وفي عينيها ألق لا يفقد لمعانه، وفي قلبها حرارة للقاء تراب القدس عبر عمليتها الاستشهاديه في القدس الغربية ، مؤكدة الرد على جرائم الاحتلال والدماء التي كانت تراق على ارض فلسطين ، حيث أنبتت فيها روح الانتقام للشهداء والجرحى، وبعثت عبر أشلاء جسدها المتفجر الذي لا يزيد عن 40 كلغ رسالة إلى قادة الأمة العربية ليتحركوا لنجدة شعبنا الفلسطيني، مؤكدة لهم أن جسمها النحيل قادر على أن يفعل ما عجزت عنه الجيوش العربية، وتعتبر "عندليب طقاطقة" رابع امرأة فلسطينية تفجر نفسها في قلب مناطق الاحتلال الصهيوني؛ انتقاما لأرواح الشهداء والفلسطينيين الذين قتلوا بيد قوات الاحتلال الصهيوني ، حيث قال عنها الشهيد القائد الامين العام ابو العباس ان عندليب صاحبة القلب الكبير قرّرت و نفّذت واعتبرت أن الطريق الوحيدة لتحقيق النصر والتحرير، لا تكون إلا بالمقاومة الباسلة، فهي عروسة فلسطين ونعاهدها على المضي في درب النضال حتى تحرير الارض والانسان.
ومن هنا نؤكد بان عملية الخالصة التي شكلت باكورة العمل الاستشهادي ، وكان فيها مناضلون من البلدان العربية، اعطت اثر وعلامة، ودلالة، وكانت كل عمليات الجبهة التي قام بها مناضلون ومناضلات، عملياتٌ نوعية، قوية ومؤثرة، حيث يفخر بها كل المناضلين والشعب الفلسطيني والشعوب العربية واحرار العالم ، التي تشكو مرارتها وتعاني من قسوة العدو المحتل، فجبهة التحرير تعلم ان الطريق قاسية و صعبة و محفوفة بالمخاطر ، ولكن العزيمة كانت هناك في الصدور التي أقسمت على اقتحام المصاعب فداءً لفلسطين، حيث استطاعت مع فصائل العمل الوطني والقوات المشتركة ان تخوض معارك ضارية في مواجهة العدو الصهيوني منذ وجودها على الارض اللبنانية وصولا للغزو الصهيوني للبنان عام 1982 حيث صمد فيها المقاتل الفلسطيني واللبناني ثلاث أشهر أمام آلة الحرب الصهيونية ، وكبدت العدو خسائر فادحه عسكريا ومعنويا وسياسيا،ورغم اصابت االشهيد القائد ابو العباس في بيروت اثناء تفقده لمواقع الجبهة والقوات المشتركة وفقدان القائد العسكري للجبهة سعيد اليوسف اثناء تفقده لمواقع الجبهة في الجنوب والجبل بعد استباك مع قوات العدو غند مثلت شملان بحمدون ،واستشهاد العديد من مقاتليها وكوادرها الابطال في الجنوب وبيروت والجبل ، لقد مثلت الجبهة من حيث الامتداد الجماهيري نموذجا نضاليا ، واستطاعت بناء قواعد حزبية وتنظيمية وسياسية في شتى الساحات العربية والاممية ، واكتسبت التعاطف الجماهيري من خلال سياستها النضاليه وعملها العسكري ومبادئها وثوابتها ، وكانت لعملياتها الجريئه في البر والبحر والجو صدى لدى شعبنا الفلسطيني والعربي ، الذي تعود على هذا النوع من العمليات البطولية التي قام بها مقاتلي جبهة التحرير الفلسطينية والتي بسببها لاحق العدو الصهيوني وقادته الشهيد القائد ابو العباس الامين العام للجبهة لحين اعتقاله اثناء الاحتلال الامريكي وصولا الى اغتياله في معتقلات الاحتلال الامريكي ،ولا زالت تخوض كفاحها جنبا إلي جنب مع فصائل الفعل الوطني في مواجهة العدو الصهيوني .
ان مسيرة جبهة التحرير الفلسطينية الطويلة وتاريخها الساطع ، وارثها النضالي والكفاحي العريق ، ومؤسسوها وقادتها ، اسم غني عن التعريف ، في ساحة النضال الأرحب ضد الإحتلال والظلم والإضطهاد ، وفي عالم الصمود والكفاح ، فهي شكلت رافعة أساسية هامة للنضال الوطني الفلسطيني ، وفي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، واستطاعت بتميزها الفكري والسياسي والعسكري أن تسطر لنفسها ولشعبها وقضاياه العادلة تاريخا مشرقا ، حافلا بالعطاء المتميز والمواقف البطولية والعمليات الفدائية الجريئة النوعية ، وقدمت خلال مسيرتها العريقة آلاف الشهداء والجرحى والأسرى في كافة الميادين والأزمنة والمواقع هذا النهج في العمل النضالي الفلسطيني الذي كان يقوم به الشهيد القائد ابو العباس ورفاقه القادة طلعت يعقوب حفظي قاسم وابو العمرين وابو احمد حلب وسعيد اليوسف وابو العز ، حسب المرحلة التي كانت تتطلب أنماطا وأساليب نضالية جديدة .
وهنا لا يمكن ان ننسى التاسع من نيسان، وهو يوم مميز في الذاكرة كل المناضلين وكل الأحرار في العالم. ففي مثل هذا اليوم منذ ثلاثين سنة ، شهد العالم مناضلة لبنانية عربية قومية ابنة الحزب السوري القومي الاجتماعي وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ، عروسة الجنوب سناء محيدلي، ابنة بلدة عنقون الجنوبية، أن تضحي بروحها فداء لتراب الجنوب وبكل جرأة وقناعة، وبكل عزيمة صادقة، أن تفجر نفسها في العدو الصهيوني، وقت كان يحتل جنوب لبنان، ويقتل الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، ويدنس الأرض، فكان التاسع من نيسان عام 1985، حيث قررت سناء بعملية الشهيد وجدي الصايغ، مؤمنة بأن الشعب صاحب حق، وبأنه أقوى من كل الصهاينة المغتصبين، فاعتبرت أن الطريق الوحيدة لتحقيق النصر والتحرير، حيث كتبت تاريخا مشرقا للبنان وفلسطين ولكل أحرار العالم .
وعندما نكتب عن عمليات بطولية في تاريحنا، نحاول أن نقترب من توثيق الفعل، و تدوين مسيرة شعب مكافح على طريق الحرية والاستقلال، وفي الكتابة نضيء شمعة متواضعة أمام وهج العطاء المستند إلى التضحيات المتواصلة منذ ليل النكبة الطويل، ومن اجل مواصلة طريق النضال الطريق الحقيقي نحو الانتصار.
نكتب وندون، عن عمليات هزت كيان العدو، وعن قادة ومناضلين بعضهم عاش وبعضهم غادر الدنيا دون ضجيج، وبعضهم ملأ الكفاح الفلسطيني صخبا وحضورا فقدموا حياتهم من اجل فلسطين، رغم غياب اسماء مجهولين ممن عبدوا الطريق بصمت فغادروا حياة الشعب وفلسطين في قوافل الشهادة.
نكتب عن عمليات الخالصة والقدس الاستشهادية وعروسة الجنوب ما استطعنا كتبته من رحلة من اجل بناء الوعي للأجيال الذين تفتحت عيونهم على الحياة بين أزقة وحواري المخيم والقرية، عن رحلة الكفاح الطويلة من الشقاء من أجل البقاء، واليوم نقول أن ساحة الصراع، تدور فوق الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي هي بأمس الحاجة إلى وحدة وطنية فلسطينية حقيقية ، تعيد الاعتبار لنضالنا الوطني بعيدا عن حالة الانقسام الكارثي المدمر من اجل الحفاظ على المشروع الوطني والتمسك بالثوابت الفلسطينية واعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها ورسم إستراتيجية وطنيه، تنبع من أهمية الحفاظ على ديمومة تعزيز المقاومة الشعبيه بكافة اشكالها مع مواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية .
ان فلسطين بهذه العمليات البطولية التي اكد فيها المناضلين العرب والاحرار من اصقاع العالم، اكدت على اهمية العمق العربي للثورة الفلسطينية، وكان هذا ينعكس إيجابا على معنويات المقاتل الفلسطيني، عندما يرى ان الشعوب العربية ومناضليها مستعدون للتضحية في سبيل فلسطين ، ونحن نتذكر ان كافة الثورات والانتفاضات العربية قبل النكبة شارك العرب جميعاً، كمواطنين، في الدفاع عن عروبتهم، فقصدوا فلسطين ليحاولوا إسقاط المشروع الاستعماري الذي يستهدفهم جميعاً في أوطانهم التي يريدون تمزيقها اليوم الى كانتونات طائفية ومذهبية ورسم سايكس بيكو جديد او شرق اوسط من خلال تعميم الفوضى الخلاقة.
وفي ظل هذه الظروف نسأل اين الموقف الفلسطيني الموحد مما يجري في مخيم اليرموك ، هذا المخيم الذي تحول الى ساحات معارك مفتوحة بعد استيلاء القوى الارهابية التكفيريه المتمثلة بعصابات داعش والنصرة والتي تمارس القتل والتهجير والاعتقال وتقوم بحملات الاختطاف الواسعة التي طالت العشرات منهم، والسؤال الابرز ما هو الحل الى إنقاذ ما تبقى أنقاذه، ودعم أبنائه الذين يخوضون معارك استرداده في هذه اللحظات،وان ما آل إليه الحال من تيه ووجع، على وقع وجع مخيم اليرموك وعجز الجميع أمام المصير الفاجعة الذي يواجه شعبنا هناك، أعترف بأني كفرت بالكلام والمفردات، وجع اليرموك وعزلته سيبقيان يلاحقان جيلنا، فاليرموك هو العلامة الفارقة في وعينا، اليرموك عنوان نكبتنا ، فهو كل شيء نقي وجميل فينا ، الأن ذبح وعذب وهو يصرخ دون مجيب، فهؤلاء العصابات هم أعداء الإنسانية ، ونحن اليوم نسمع صراخ شعبنا وهو يذبح ويقتل و يتمزق جوعا وعطشا ، نسأل الجميع هل ضاعت بوصلتنا وغرقنا في تيه سياسي ووطني حالك الظلمة امام ما يجري من قتل وخطف وتعذيب وتجويع ، هل هناك يوجد مقايضة لحل سياسي للقضية الفلسطينية على حساب حق العودة ، لكن نقول لكل من يعانيهم الامر ان الإبادة الجماعيّة التي يتعرض لها شعبنا في مخيم اليرموك هي وصمة عار في جبين الإنسانية، وان ما تقوم به العصابات الارهابية في مخيم اليرموك يأتي في سياق المشروع الامبريالي الصهيوني الرجعي لإبادة هذا المخيم كونه يشكل عاصكة الشتات وعنوان النضال والثورة بهدف الوصول الى شطب حق العودة .
سلام على شهداء الخالصة ، وعروسة فلسطين عندليب طقاطقة ، وعروسة الجنوب سناء محيدلي وكل شهداء فلسطين ولبنان والامة العربيه، ونحلق في فضائهم ، نستدعي ما جسدوه من جميل المعاني ، لتبقى وترتفع الراية عالية خفاقة ، هذه الراية التي رواها رفاق مناضلون بدمهم من اجل تحرير الأرض ، فقلتم لكل العالم قررتم الاستشهاد ليحيا أطفال فلسطين وكل أطفال الأمة العربية، وحتى تتحرر آخر حبة من تراب من ارض فلسطين والاراضي العربيه المحتلة.
ختاما : طريق النضال قاسية .. لكن العزيمة قادرة على المضي رغم المصاعب ،وان تاريخ جبهة التحرير الفلسطينية تاريخ ساطع وإرث عريق حمل في ثناياه تجارب عميقة يجب الحفاظ عليها ودعمها ومساندتها بما يخدم المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة ونحن نتطلع لدور الجبهة حتى تبقى قوية ، وعملياتها شكلت نموذجا فريدا على مستوى النضال التحرري، من حقها علينا أن نحثها ونستنهض عزائم قادتها بأن يحملوا تاريخ عمد بآلاف الشهداء من قادة وكادر ومقاتلين وأعضاء ، ومسيرة مجد رسمت بآهات وآلام الأسرى والجرحى والمعذبين ، حتى تساهم مع باقي الفصائل الفلسطينية بفاعلية أكثر لإستعادة وحدة الشعب الفلسطيني ، وفي الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية وحمايتها ، وفي صون المشروع الوطني الفلسطيني على طريق تحقيق أهداف شعبنا المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة .
كاتب سياسي