نواح الروح في حضرة شهداء سبايكر/هيثم محسن الجاسم

Fri, 10 Apr 2015 الساعة : 1:45

كيف نقرا تلك الصورة وبأي عيون أو لسان أو سمع نستذكرها وكيف تمر أمام أعيننا دون أن نوقد فوهة بركان من الغضب وكيف نقلب الذكرى وهي كل لحظة حية تصرخ فينا بالثارات سبايكر وكيف نسمع من ينبش وجعنا المر وهو يلوك لحومنا حية أمام أنظارنا دون حياء أو كرامة .
يمزق قلبي بمخالب شرسة لسان بعض سياسيونا الأنذال وهم يتحدثون عن تلك الجريمة البشعة بلامبالاة وكأنهم وحوش كاسرة متواريين خلف الحصانة والطائفة والمكون
وكأن تلك الجريمة مفبركة لمشهد تمثيلي افتراضي وليس جزءا من همومنا العراقية القاتلة . أو أن الجريمة لاتعنيه لأنها وجع مكون آخر من أطياف العراق ويعتبرها جزءا من انتصاراته القذرة .
كيف نقرا الصورة الكارثية لأولادنا فتية العراق ممدين على الثرى ووحوش كاسرة تتلذذ بنهش أرواحهم الطاهرة . لنسمع من امتلأ قلبه ولسانه بالقذارة الوقحة وهو يدافع عن القتلة من جلدته ويطلب المصالحة لتمر الجريمة مرور السحاب .
لا والله لن تمر بلا ثأر وثورة ليوث العراق من أبناء الحسين وهم يستعيدون مجتررين منظر الصورة المنحوت كالرخام في بطونهم الصافية وهي كالنهر العذب تتلالا فيه مشاهد القتل البارد لفتية سبايكر المترعين بالبراءة وحب الوطن .
لن تكون كلماتهم وأعمالهم ألا وبال عليهم يوم يرجع الأبطال من الميدان لساحة الوطن السياسية ليقطعوا السن العهر التي تبصق سما رعافا كل يوم بوجهنا ونحن نمسح ونمسح حتى حين لان الوطن يطلبنا وهو أغلى وأعلى من كل مأمول بالحياة . أما الزبد القذر الذي تراكم تحت قبة البرلمان كالقذارة فقشطه وجليه بيد الأحرار آت لا محالة ولن نسمع أو نرى للأبد تلك الوجوه الكالحة التي تستهزئ بدمائنا وتضحياتنا في كل مناسبة بلا استحياء أو كرامة .
 نرى الصورة ونحن نسمع خرير الدماء يشخب من النحور ونسمع الأنين الناز من أعماق فلذات أكبادنا . ولكن ستبقى صوركم ياابناء الحرائر والطاهرات خالدة خلود حزننا الحسيني في الطفوف وعزائنا زينبي سرمدي حتى الساعة المنتظرة لإقامة العدل الإلهي .

Share |