اخر حروب المملكة ---------(1)/د.مسار مسلم صالح الغرابي

Fri, 10 Apr 2015 الساعة : 1:32

كيف هو التاريخ القومي العربي؟
من اين نبدأ لكي نفهم الوضع العربي الراهن؟
كيف كانت العلاقات العراقيه السعوديه من جهة والعربية من جهة اخرى ابان النظام العراقي السابق؟
لماذا استقر العراق نسبيا ابات فتره الاحتلال ثم توالت سلسلة الانفجارات والمفخخات في بغداد ومحافظات الجنوب؟
من المستفيد من بزوغ شمس الربيع العربي؟

في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة العربية وقيام المملكة العربية السعودية بالتحالف مع تسعه دول اخرى لغرض فرض اجندات المملكة على اليمن و امتثالا الى طلب الرئيس اليمني المستقيل هادي عبد ربه من المملكة السعودية حمايه السلطة الشرعية في هذا الجزء الحيوي من العالم والذي. يمثل خاصره المملكه الرخوه و الجزء القاتل في منظومه الدول الخليجيه.

بدايته لكي نفهم ما يحدث في شرقنا الاوسط يتحتم علينا ان نرجع الى الوراء قليلا في ثمانينيات القرن العشرين وبالتحديد الى بدايات الحرب العراقية -الإيرانية وكيف كانت غالبيه الدول العربية تدعم الرئيس العراقي السابق صدام حسين وتمده بالسلاح والمال لغرض كسر شوكه ايران الجديده تلك الجمهورية الحديثة العهد والتي كان نظريا يسهل السيطرة عليها او تركيعها لغرض اذلالها وجعلها تابع لانظمه اخرى بالتهديد تاره وبالحرب تاره اخرى ولتشويه صوره السيد الخميني الزعيم الروحي للدوله الجديده انذاك والذي دخل في نزاع شامل مع الشاه الحاكم راح ضحيته مئات الالاف من الشباب الايراني .

دخلت ايران الحرب بشكل سريع ونتيجه لتخوفات الانظمه الحاكمه في شبه جزيره العرب وفي الخليج العربي وخلف اولئك الدول العربيه وصمدت وصمد النظام الايراني طوال ال٨سنوات لتنتهي الحرب القومية بالتعادل بدون اي نتائج ملموسه على صعيد الواقع سوى ملايين القتلى والجرحى والمفقودين ولم يستطع النظامين العراقي والايراني ان يكسب شيئا من هذه الحرب او لربما كانت النتيجة متأخرة شيئا ما كما سنلاحظ ذلك في حلقات هذه الدراسة.

خرج النظام العراقي من الحرب مفلسا واتجه الى الدول العربية لغرض ابتزازها لتدفع له ثمنا لقاء دخوله نيابة عنه في الحرب دفاعا عن الامه والقومية العربية.
ومحاضر الجلسات موجوده وشاهد على ما حدث، ولكن اغلب الاشقاء العرب لم يتجاوب مع الاطروحات العراقية واخذت الامور بالتأزم وبدأت اسعار النفط بالانخفاض مما شكل صدمه كبيره للنظام العراقي جعله يتصرف بهستيريا ناتجه عن شعوره بنوع من الخيانة والاستنزاف لغرض اضعافه والسيطرة عليه وهذا ما فسر التحرك المفاجئ لقطعات الجيش العراقي لاحتلال الكويت .

لا يخفي على احد العلاقات الجيدة قبل الحرب العراقية الإيرانية بين العراق و الغرب بشكل عام وحصول العراق على الضوء الاخضر في العديد من المعارك سواء كانت محليه او اقليميه وذلك طبعا دعما وتسليحا.
كما تشير عده تقارير أمريكية  ذلك
.
وبدأت بعد ذلك سلسله من الاجتياحات والحروب انهكت العراق وزلزلت اركان نظامه الحاكم وادت في النهاية الى اجتياح العراق في ٢٠٠٣ بعد سلسله من العقوبات الاقتصادية الخانقة وسقط النظام العراقي  ليسقط معه اخر شعور قومي عربي بالأخوة والمصالح العربية المشتركة عندما تدافع عن حق الامه العربية في سياده المنطقة ليبقى عنصر الانانية والخيانة موجودا في هذا الصرح القومي المعقد يضرب به المثل.

سقط النظام العراقي وسقط معه صدام حسين الذي كان رمزا عربيا قوميا تغنت به الشعوب العربيه لمدى سنوات
لتدخل جيوش التحالف الدولي في ظل صمت عربي رسمي  مطبق لم يستطع اي احد ان ينبس ببنت شفه او يمانع ذلك ما خلا تلك المبادرات التي قدمت للتنازل عن للسلطة والإقامة في بلد اااخر وبالتأكيد رُفضت لان الملك لا يمكن ان يصبح راع!.
طوال فتره الاحتلال الامريكي بقيت الدول العربية متفرجة منتظره ما ستؤول اليه الاحداث ومطمئنه الى ان اي نظام جديد سيكون افضل من نظام صدام حسين واخذت تمارس لعبه الولاءات لتضع لها يد. في العراق ولتسيطر على قرارت هذا البلد المحتل،

في الحقيقة صدموا بالواقع الجيوسكاني وعقيده اغلب العراقيين بالتشيع خاصة الجنوبيين ووجود السنة في اغلب مفاصل العراق . يعني ان الشيعة بشكل طبيعي سيكون ولائهم لشيعه مثلهم ولأيمكن ان تكسب ملايين من الناس لصالحك ان كانت عقيدتهم مختلفة ، لذلك تم العمل على تقليل أعدادهم بسلسلة من عمليات التفجير والقتل والمفخخات مع شراء ولاءات من يمكن شراءه خاصه من رجالات الدولة لتسهيل المهمات العاجلة في تقليص اعداد الشيعة كي لا يكون لهم تأثير في القرار السياسي والتحريض عليهم ليتم اخضاعهم في النهاية استنادا الي مبدا العد السكاني وشراء الولاءات ولكن ما حصل هو نتائج عكسيه ادت الي مزبد من الوعي والى مزيد من التلاحم الشيعي الشيعي -السني الشيعي-السني السني , الاسلامي – المسيحي  -  الاقليات , والمقابل هو سيولات ماليه من المال العام العراقي لشراء الولاء للبلد .

فشلت سلسله التفجيرات والعمليات الانتحارية في تحقيق تغيير ديموغرافي في العراق وبقت الاستراتيجيات تراوح مكانها في العراق على امل اضعاف العراق وعرقله دخوله في مجتمع الدول العربية من بوابه العراق الديمقراطي المتعدد الجديد.

في الجانب الاخر حدثت بوازغ الربيع العربي الجديد مبتدئه من تونس قادت في النهاية الى اسقاط النظام الشرعي التونسي شعبيا وهروب رأس النظام التونسي الى المملكة العربية السعودية .

تلاها تحرك شعبي مصري لا سقاط نظام مبارك الحليف الاستراتيجي للمملكة , والذي اغضب المملكة كثيرا وعندها تشاورت مع الولايات المتحده فلم تجد اذنا صاغية لها في الحقيقة وهذا معروف عن الولايات المتحده بانها تقدم مصالحها العليا على اي مصلحة اخرى حتى لو كانت من الحلفاء والاصدقاء. لتصلب مصر على ايدي الاخوان المسلمين فيما بعد
في ليبا ايضا ولكن المشهد كان قاسيا فيها حيث لم يشفع له احد وقتل معمر القذافي شر قتله بعد ان اجتاحت ليبا قوات الناتو وكان من الممكن تشكيل تحالف عربي لاتقاذ ليبيا من مصير مجهول ينتظرها.ثم حصل الحراك الشعبي في البحرين فجن جنون المملكه وارسلت درع الجزيره لهذه الدوله الخليجية لكبح جماح اي تحرك ثوري محتمل يسقط البحرين في ايدي غير مواليه للمملكه وربما هذه الخطوه ستفتح شهيه الشعب السعودي للتغير.

في الحلقة الثانية :- سندخل في ابعاد الربيع العربي وكيف كبح جماحه ولصالح من ؟ ومن قبل من؟ وكيف تم تدوير الزوايا واعاده بناء محاور التحالف بالسياسة اولا ثم الحرب ثانيا وتجييش النفس الطائفي لكسب الحرب سريعا وايهام الجمع العربي باقية القضية.

Share |