لكي نقدس مقدساتنا ونحترم ثوابتنا/عبدالستار الاسماعيلي

Fri, 10 Apr 2015 الساعة : 1:25

من البديهيات التي لايشك اثنان في صحتها ,أن الانسان يحترم مقدساته وإلا أصبحت بلا قدسية ,وفي كل أرجاء المعمورة وعلى اختلاف الأديان , نجد هنالك أشياء وعناوين ورموز مقدسة يقترن احترامها باحترام من يعتقدون بقدسيتها .والتجاوز عليها تجاوز على مبادئهم وقيمهم وكرامتهم ,لذا تثور ثائرة الانسان عندما تمس مقدساته بما يحط من قدرها ... فلا يمكنك أن تستهين بالبقرة أمام من يعبدها ويعتقد بقدسيتها , ولا يمكنك أن تستخف بطقوس قد تبدو لك تافهه عند من يعتبر تلك الطقوس جزء هام من عقيدته ... وهكذا لو فتشنا وبحثنا في كل أصناف الناس نجد لديهم ما يقدسونه ويجلونه ويخلعون عليه آيات الهيبه والتبجيل والاحترام .

ماأريد أن أصل اليه بعد الأسطر المتقدمه ,هو أننا لنا مقدساتنا المعروفه,وهي مقدسات بحكم مصدرها الالهي الذي لايرقى اليه الشك ,ولكننا في كثير من الأحيان - وللأسف الشديد - نتغاضى عن قدسيتها ونتناسى تكليفنا الشرعي ,وواجبنا نحو تصحيح مايقع هنا أوهناك من أمور بسبب الجهل والبطر وكفر النعمه والإسراف والاغترار بزخارف الدنيا , وإذا أردنا أن نسوق الأمثلة فهي من الكثرة إلى الحد الذي لايمكن لهذه الأسطر أن تحصيه ,ولكن لنتعرض إلى بعض المهم من ذلك .

 

 فمن مقدساتنا الأكيدة ,آيات القرآن الكريم , ذلك الناموس الإلهي العظيم الذي يقوم عليه سر وجودنا ونظام حياتنا , فلا يمكن لأنسان  سليم العقيدة فضلا عن المسلم الواعي أن يسمح لنفسه أن تطأ اقدامه آياته , وقد يستغرب القارئ الكريم من هذا القول , ولكن واقع الحال يقول أن صحفنا اليوميه ومجلاتنا ومطبوعاتنا , وبطاقات التعازي ,                                   ودعوات الأعراس و...و ... الخ  من هذه الأمور المليئه بالآيات القرآنية نراها وقد رميت في سلال القمامه أو مع الازبال تدوسها الإقدام 0

 

 ومن مقدساتنا أوقات الصلاة فبينما تنطلق مكبرات الصوت بالأذان تنطلق كذلك أصوات الطبول والموسيقى وأنواع المزامير مع حفلات الزفاف ولاسيما في ليلة الجمعه فأين نحن من احترام هذه الأوقات                                          التي امرنا ان نذكر الله تعالى فيها ونراجع أنفسنا ونعود إلى رشدنا.

ومن مقدساتنا التي تربينا عليها ووجدنا أهلنا يقدسونها ..احترام النعمه,الخبز والاطعمه التي أوجدها الله تعالى لاستمرار حياة الإنسان .. وإذا بنا نرى هذه النعمه مبتذله في المجاري والطرقات والنفايات مع نسيان مامر بنا من ظروف كان الرغيف الأبيض فيها غاية ماتحلم به العائلة .

اما ثوابتنا الاجتماعية التي لايمكن بأي حال تجاوزها لأنها تشكل مقومات شخصيتنا كمجتمع ننتمي إلى ارث من التقاليد والقيم التي نعتز بها ونشعر بالفخر عندما نتذكر بأن لنا خصائصنا التي تميزنا عن غيرنا ,حتى هذه الثوابت طالها التجاوز, فمنظر البعض من شبابنا يجعل كل ذي غيره على قيم وتقاليد مجتمعه يعتصر ألماً ويمتلأ غيظاً وحسرةٍ لما يرى من هؤلاء الذين راحوا يتشبهون بالأنثى  ويزاحمونها على أدوات تجميلها واصباغها وبدل ان يكون همهم الدرس والعلم والعمل النافع أصبح شغلهم الشاغل الحصول على أخر الخلطات ونغمات الموبايل واحدث الصيحات في عالم الجينز... الخ من الأمور التي يخجل الانسان من تعدادها وهي لاتخفى على القارئ الكريم .. والأمر نفسه ينطبق على البعض من الفتيات فلم تعد الحشمة والستر لها معنى بل صار هم الفتاة من هؤلاء إظهار المفاتن وإبراز الجسد دون قيود من دين أو أعراف أو تقاليد . مع الاحترام والتقدير لشبابنا وشاباتنا الذين وضعوا                                      مرضاة الله تعالى دليلاً لهم في السلوك والعمل .

ولا نريد إن نسترسل في ذكر ما ينبغي الوقوف عنده من ظواهر تخالف ديننا وتنافي أخلاقنا التي تربينا عليها لكي نسعى بكل مااوتينا من قوة وجهد نحو التصحيح وإشاعة القيم الصحيحة والمبادئ الاصيله لأنها أساس بناء شخصيتنا الاجتماعية وتحقيق كرامتنا . والله الموفق

Share |