البصرة وزفاف الأمير وليام وكيتي...!- نعيم عبد مهلهل

Sat, 14 May 2011 الساعة : 15:19

نقلت القناة الألمانيةZDF نقلا مباشرا لزفاف العصر لوريث العرش البريطاني الأمير وليام مع عروسه كاتي.وتريكَ طقوس ومراسيم العرس شكلاً أسطورياً لأولئك الذين يدركون مسرتهم في هيبة عروشهم والتاج والإمبراطوري .ولأن الله يحبهم فقد منحهم الدنيا الجميلة والعز والبرتوكول المنظم وحب استعمار الغير ونهب أحلام الشعوب بهاجس قالت عنه جدتهم فكتوريا : اشعر بانزعاج حين تغيب الشمس دقيقة واحدة عن أراضي الامبراطوية..!
ونحن أيضا يحبنا الله ومنحنا هذا الإرث الهائل من الجنائن المعلقة والزقورات والمعابد والأساطير وأمكنة ولادة ومحارب الأنبياء والقديسين إبراهيم ونوح وأبوب ويونس والخضر والكفل والعزير وكل الأئمة الأطهار من ذي فقار الإسلام علي وولده الحسين الشهيد والى الحجة القائم ( عليهم السلام ) ومجالس المحافظات وبيوت التنك وبرلمان شمله القطع المبرمج للكهرباء والمتاحف المنتشرة لهياكل مدارس نخرها فساد المسئولين والمقاولين إلى حاويات القمامة التي يستخدمها الناس لخزن الرز والثلج بدلا من الغرض الذي وزعته البلدية عليهم من اجل نظافة المدينة..!
نقيضان عجيبان ولكل عرسه...!
غير أن عرس الأمير وليام يرتبط بمحنة البصرة في حياتها . يخلق النقائض الإنسانية فيما يحدث في هذا العالم عندما يترك هذا الجيش العرمرم هاجسه المتعب في جسد المدينة ولايفعل شيئا من أول دبابة تحرير تدخل المدينة ليُحسن من حال هذا الجنوب الذي ترتديه البصرة حلماً وحزناً عجيباً يخبئ شهوته في أوزان الفراهيدي ومعطف السياب و( ماصول ) تومان وقصص محمد خضير وذكريات المطربة ربيعة و( زنبورة ) سعد اليابس وأهداف لاعب الوسط الرائع هادي احمد..!
لم تفعل بريطانيا في البصرة سوى أن تهدي الأمير ( المعرس ) وليام عتبها واعتذارها لأنها ذات يوم وأثناء وجود قواته على ارض البصرة ( الفيحاء ) قتلت صديقته الأثيرة ( جو داير) المرتبط بها قبل أن يتعرف على عروسته الجديدة كاتي.
وهذا الخبر الذي نشرته الغارديان يبرر علاقة الأمير العريس بالبصرة ومن ثم نسقط تداعيات هذا العرس الأسطوري على أحلام وأحزان الفقراء وأهل البصرة:
((
قال مكتب الأمير وليام ابن الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا يوم السبت إن الأمير شعر بحزن بالغ بعد سماعه الأخبار بمقتل صديقة مقربة له في انفجار قنبلة مزروعة على الطريق في العراق.
وكانت اللفتنانت ( جوانا يورك داير ) واحدة من أربعة جنود بريطانيين قتلوا في مركبة مدرعة أثناء عودتهم من عملية يوم الخميس في مدينة البصرة الجنوبية. وتدربت داير (24 عاما) مع الأمير وليام وتخدم الآن في الجيش البريطاني. وتخرجت داير والأمير وليام كضابطين من أكاديمية ساندهيرست العسكرية في نفس اليوم.
وقال البيان : الأمير وليام شعر بحزن بالغ عند سماعه الأخبار المأسوية بمقتل جو داير. كانت جو صديقة مقربة للأمير في ساندهيرست ويشعر بالأسف لعائلتها وأصدقائها)) ــ انتهى الخبر ــ
وقتها شعر الأمير بنوبة وغضب وحزن وأراد رداً لذلك أن يخدم في الجيش البريطاني في البصرة لربما يفتش عن الذي وضع المفخخة لعجلة صديقته ورفاقها الأربعة في الطريق السريع على مشارف البصرة ، لكن القانون البريطاني لايسمح لوريث العرش بالمشاركة في مناطق تدور فيها حرب ، فتم إرسال أخيه هاري للخدمة في البصرة بدلا عنه..!
ربما البصرة من دون قصد قدمت خدمة لكاتي لتتمتع بهذا الزفاف الأسطوري عندما سرقت من الأمير حبيبته.
ولان البصرة مدينة إنسانية وكونية ولم تتعود أن تسرق أحدا ، فقد بررت الأمر :أن المقاومة حق .ومن ضحايا هذا الحق أي إنسان آت ليرتدي خوذة المحتل ويبقى في بلادنا يشرب نفطنا ويأكل تمرنا.
وحين ذرف الأمير وليام دمعة على نعش صديقته .كانت البصرة تذرف ماء نهر العشار كله دموعا على ألمها التاريخي مع الطغاة وحروبهم والشظايا التي صنع مبررها الجنرال بغرور المزهو ببدلة الحرب وبندقيتها وأناشيد فرقة الإنشاد وحماس شبل زين القوس الذي سلم على القسطل ثم قتله قناص إيراني يدافع عن المحمرة ضد هجوم لواء المغاوير الأول في الحرس الجمهوري وكانت هذه الشظايا تأتي من هناك لتجرح جسد البصرة آتية من عبادان ونهر جاسم.
مدينة قدرها عجيب مع الحاكم والمحتل..
فماذا تفعل غير ذلك لتبرر وجودها التاريخي المصنوع من حكايات السندباد وأهازيج القرامطة وأنغام ناي تومان وصدى هيوتها الحلوة سوى أن تثور في انتفاضاتها الشعبانية والشعيبية ( معركة الشعيبة ضد الانكليز ) ومثلما ينتهي بها القدر الآن لتقاوم المحرر ( المحتل).
وحده القدر التاريخي المرتبك لوجودنا من قتل صديقة الأمير وليام .وربما روحها وروح أم الأمير الليدي ديانا سبنسر تحومان فوق أبراج وأجراس كنيسة كونتبري حيث يقام حفل هذا الزفاف...
تحضر الملكة ولاعب الكرة بيكهام والسفير العراقي وكوندليزا رايس وشاكيرا وممثل البابا وسلطان بروناي .والبصرة التي هي جزء من هذا الحدث لاتحضر...
هي الآن متسمرة أمام التلفاز متمتعة بجمال الصباح اللندني وتتمنى يوم منعشا تعيشه المدينة دون غبار وريح سموم ونهب منظم لمواردها وأحلامها.....!
 

البصرة وزفاف الأمير وليام وكيتي...!

نعيم عبد مهلهل

نقلت القناة الألمانيةZDF نقلا مباشرا لزفاف العصر لوريث العرش البريطاني الأمير وليام مع عروسه كاتي.وتريكَ طقوس ومراسيم العرس شكلاً أسطورياً لأولئك الذين يدركون مسرتهم في هيبة عروشهم والتاج والإمبراطوري .ولأن الله يحبهم فقد منحهم الدنيا الجميلة والعز والبرتوكول المنظم وحب استعمار الغير ونهب أحلام الشعوب بهاجس قالت عنه جدتهم فكتوريا : اشعر بانزعاج حين تغيب الشمس دقيقة واحدة عن أراضي الامبراطوية..!
ونحن أيضا يحبنا الله ومنحنا هذا الإرث الهائل من الجنائن المعلقة والزقورات والمعابد والأساطير وأمكنة ولادة ومحارب الأنبياء والقديسين إبراهيم ونوح وأبوب ويونس والخضر والكفل والعزير وكل الأئمة الأطهار من ذي فقار الإسلام علي وولده الحسين الشهيد والى الحجة القائم ( عليهم السلام ) ومجالس المحافظات وبيوت التنك وبرلمان شمله القطع المبرمج للكهرباء والمتاحف المنتشرة لهياكل مدارس نخرها فساد المسئولين والمقاولين إلى حاويات القمامة التي يستخدمها الناس لخزن الرز والثلج بدلا من الغرض الذي وزعته البلدية عليهم من اجل نظافة المدينة..!
نقيضان عجيبان ولكل عرسه...!
غير أن عرس الأمير وليام يرتبط بمحنة البصرة في حياتها . يخلق النقائض الإنسانية فيما يحدث في هذا العالم عندما يترك هذا الجيش العرمرم هاجسه المتعب في جسد المدينة ولايفعل شيئا من أول دبابة تحرير تدخل المدينة ليُحسن من حال هذا الجنوب الذي ترتديه البصرة حلماً وحزناً عجيباً يخبئ شهوته في أوزان الفراهيدي ومعطف السياب و( ماصول ) تومان وقصص محمد خضير وذكريات المطربة ربيعة و( زنبورة ) سعد اليابس وأهداف لاعب الوسط الرائع هادي احمد..!
لم تفعل بريطانيا في البصرة سوى أن تهدي الأمير ( المعرس ) وليام عتبها واعتذارها لأنها ذات يوم وأثناء وجود قواته على ارض البصرة ( الفيحاء ) قتلت صديقته الأثيرة ( جو داير) المرتبط بها قبل أن يتعرف على عروسته الجديدة كاتي.
وهذا الخبر الذي نشرته الغارديان يبرر علاقة الأمير العريس بالبصرة ومن ثم نسقط تداعيات هذا العرس الأسطوري على أحلام وأحزان الفقراء وأهل البصرة:
((
قال مكتب الأمير وليام ابن الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا يوم السبت إن الأمير شعر بحزن بالغ بعد سماعه الأخبار بمقتل صديقة مقربة له في انفجار قنبلة مزروعة على الطريق في العراق.
وكانت اللفتنانت ( جوانا يورك داير ) واحدة من أربعة جنود بريطانيين قتلوا في مركبة مدرعة أثناء عودتهم من عملية يوم الخميس في مدينة البصرة الجنوبية. وتدربت داير (24 عاما) مع الأمير وليام وتخدم الآن في الجيش البريطاني. وتخرجت داير والأمير وليام كضابطين من أكاديمية ساندهيرست العسكرية في نفس اليوم.
وقال البيان : الأمير وليام شعر بحزن بالغ عند سماعه الأخبار المأسوية بمقتل جو داير. كانت جو صديقة مقربة للأمير في ساندهيرست ويشعر بالأسف لعائلتها وأصدقائها)) ــ انتهى الخبر ــ
وقتها شعر الأمير بنوبة وغضب وحزن وأراد رداً لذلك أن يخدم في الجيش البريطاني في البصرة لربما يفتش عن الذي وضع المفخخة لعجلة صديقته ورفاقها الأربعة في الطريق السريع على مشارف البصرة ، لكن القانون البريطاني لايسمح لوريث العرش بالمشاركة في مناطق تدور فيها حرب ، فتم إرسال أخيه هاري للخدمة في البصرة بدلا عنه..!
ربما البصرة من دون قصد قدمت خدمة لكاتي لتتمتع بهذا الزفاف الأسطوري عندما سرقت من الأمير حبيبته.
ولان البصرة مدينة إنسانية وكونية ولم تتعود أن تسرق أحدا ، فقد بررت الأمر :أن المقاومة حق .ومن ضحايا هذا الحق أي إنسان آت ليرتدي خوذة المحتل ويبقى في بلادنا يشرب نفطنا ويأكل تمرنا.
وحين ذرف الأمير وليام دمعة على نعش صديقته .كانت البصرة تذرف ماء نهر العشار كله دموعا على ألمها التاريخي مع الطغاة وحروبهم والشظايا التي صنع مبررها الجنرال بغرور المزهو ببدلة الحرب وبندقيتها وأناشيد فرقة الإنشاد وحماس شبل زين القوس الذي سلم على القسطل ثم قتله قناص إيراني يدافع عن المحمرة ضد هجوم لواء المغاوير الأول في الحرس الجمهوري وكانت هذه الشظايا تأتي من هناك لتجرح جسد البصرة آتية من عبادان ونهر جاسم.
مدينة قدرها عجيب مع الحاكم والمحتل..
فماذا تفعل غير ذلك لتبرر وجودها التاريخي المصنوع من حكايات السندباد وأهازيج القرامطة وأنغام ناي تومان وصدى هيوتها الحلوة سوى أن تثور في انتفاضاتها الشعبانية والشعيبية ( معركة الشعيبة ضد الانكليز ) ومثلما ينتهي بها القدر الآن لتقاوم المحرر ( المحتل).
وحده القدر التاريخي المرتبك لوجودنا من قتل صديقة الأمير وليام .وربما روحها وروح أم الأمير الليدي ديانا سبنسر تحومان فوق أبراج وأجراس كنيسة كونتبري حيث يقام حفل هذا الزفاف...
تحضر الملكة ولاعب الكرة بيكهام والسفير العراقي وكوندليزا رايس وشاكيرا وممثل البابا وسلطان بروناي .والبصرة التي هي جزء من هذا الحدث لاتحضر...
هي الآن متسمرة أمام التلفاز متمتعة بجمال الصباح اللندني وتتمنى يوم منعشا تعيشه المدينة دون غبار وريح سموم ونهب منظم لمواردها وأحلامها.....!
 

Share |