الى البعثيين في يومهم المشئوم/طالب خليف البدري
Wed, 8 Apr 2015 الساعة : 0:34

حاسب نفسك أيها الرفيق الحزبي وإسألها مع من ستحشر غداً
هذه المقاله كتبتها في الشهر الرابع من عام 2003 وتحديدا في الايام الاولى لسقوط الصنم وأُعيدها هنا من باب ذكر لعل تنفع الذكرى وإن كنت كلي يقيناأن البعثي حالة ميؤوس منها وغير قابلة للاصلاح إلاّ ما رحم ربي
بل هناك من يتحين الفرص للعوده الى أمجاد الماضي والانتقام. والموضوع هنا للتذكير بما حملته حقبة البعث من آلام ومحن لم يسلم منها إلا ذو حظٍ عظيم والاعادة هنا للتذكير بهذه الحقبة المظلمة وما ناله العراقيين على أيدي العفالقة وهنا أود أن أشير أنه لا فرق بين ما لحق بالعراقيين على أيدي العفالقة وما يناله اليوم على أيدي داعش التكفيرية فكل ما هنالك هو تغيير بالعناوين وبالرداء أما المضمون والفكر واحدفقد كنا نقتل تحت راية البعث وبالرداءالزيتوني واليوم نقتل تحت راية القاعدة وداعش وبالرداء الافغاني أما المخطط والمنفذ فهم نفس الحثالة الذين خلعوا الزيتوني وارتدوا الزي الافغاني لغاية في نفس يعقوب فمن هنا نحذر من عودة البعث والبعثيين تحت أي مسمى فهم لم ييأسوا في إستعادة ما يرونه حق لهم وهو حكم العراق واستعباد أهله من جديد واليكم المقالة
محاسبة النفس من الاعمال التي يوصي بها علماؤنا العظام لما فيها من الأثر الكبير لتقويم الانسان لسلوكه وهي بأن يقوم بمحاسبة أعماله حين يريد الخلود الى النوم بإستعراض الأعمال التي أتى بها الفرد من الصباح وحتى لحظة المحاسبة ليلاً ومراجعتهابتأني وحيادية
وها هنا ننصح الرفاق البعثيين بمحاسبة أنفسهم ماذا جنوا في هذه السنوات الطويلة من النضال الحزبي فعليك أيها الرفيق أن تستعرض شريط حياتك النضالية بعيداً عن الضغوط العفلقية والمبادئ والشعارات الكاذبة التي يعرف كذبها الرفيق قبل غيره فأنتم من كذب الكذبه وأنتم من صدقها حاسب نفسك ماذاجنيت في حياتك النضالية حاسبها كأنسان حر بعيدا عن حياة العبودية التي سيطرت عليكم سنينا طويلة حاسبها منذ كنت رفيقا قزما من المجموعة التي يُطلق عليها( )تتملق لمن هو أكبر منك درجة وتريد أن تُثبت لمسؤولك بأنك بعثي نشيط فتردف عليه بالتقارير اليومية والتي من خلالها كم من الرقاب كسرت وكم من العوائل يتمت وشردت وأقلقت راحة المئات بتقاريك النشطة والتي صعدت من خلالها وصعدت حتى أصبح البعث دينك ووطنك وصدام وعفلق همامرجعك حاسبها لماذا طاردت المساكين وألحقتهم بالجيش الشعبي ولماذا كتبت على الشرفاء والمصلين وأدعيت إنهم من المعارضين لحزبكم ولماذا طاردت الفارين من الحروب التي لا مبرر لها وليس للعراقيين فيها ناقة ولا جمل كم عدد اللذين كتبت عليهم انت وكانت عقوبتهم إعدام لاتهامهم بالخيانة حسب عقيدة البعث العفلقية كم كتبت من التقارير في بلد التقارير البلد الذي يقول عنه تقرير لحقوق الانسان في عام 1990(إن صدام حسين وحزب البعث جعل من العراق أمة من المخبرين )وهذه حقيقة وعايشناها في هذا البلد العظيم الذي جعله صدام بلد المليون مخبر ومليون وكيل فالرجل لا يأمن لزوجته والأخ لا يأمن لاخيه والجار لا يأمن لجاره والصديق تتحدث معه بكل الامور وعندما يصل الحديث الى العراق وصدام فتجد الكل يحاول التهرب من الحديث حتى الطفل كانت العائلة تتحاشى أن تتكلم بحرية أمامه لأن الجلاوزه يستغلون براءته ويسألونه (ماذا يقول أبوك إذا طلع الرئيس بالتلفزيون وأبوك يحب الرئيس لو لا)وغيرها من الاسئلة التي ذهبت العديد من العوائل ضحية لها
هذا هو ما جنيتموه يا أصحاب المبادئ الهدامه فلقد حطمتم الشعب وجعلتموه يخاف حتى من نفسه وأغلق بابه وليس له علاقه بالعالم الخارجي ومع ذلك لم تتركوه فلقد أجبرتم الشعب أن يكون بعثياً حتى وإن لم ينتمي كما يقول قائدكم الضرورة وأجبرتموه على المسير في المسيرات الكاذبة التي فرضتموهاعلى الشعب وجعلتوه يقول نعم نعم لكل ما تريدون ومع ذلك لم تتركوه عند هذا الحد بل فرضتم عليه التبرعات الماليه والاشتراكات الشهريه والندوات البعثيه وشاركتموه بحلاله من خلال السخرة الاجبارية ومع هذا لم تتركوه ورغم ضيق المعيشه وصعوبة الظروف الحياتية بأن يجاهد على رزقه بل حاربتموه وطاردتموه لتضموه لجيش القدس المنبوذ والذي كسبتم من خلاله الكثير ألم تسألوا أنفسكم لماذا كل هذا هل هو من أجل العراق أم من أجل الحثالة التي إليها تنتمون
ثم ألم تسألوا أنفسكم لماذا حاربنا إيران هل من أجل شط العرب والحقوق التاريخية المغتصبه كما تدّعون ثم أين هي هذه الحقوق بعد ثمان سنوات قتال ومليون قتيل وجريح وملايين المليارات أحرقناها هباءً منثورا (دخل العراق هذه الحرب الملعونه ورصيده 30بليون دولار وخرج منها مديوناًبأكثر من مئة بليون دولار)ثم لماذا رجعتم وقبلتم باتفاقية 75التي وقعها زعيمكم وأنتم تصفقون ومزقهافي عام1980 وأنتم تصفقون وعاد وعمل بها في عام 1990وبعد ثمان سنوات من القتال وأنتم تصفقون ما هذه التناقضات ثم ألم تسألوا أنفسكم لماذا دخلنا الكويت الامنة الجاره المسلمه هل لانها ساندتنا في حربنا الظالمة مع إيران أم من أجل سرقة النفط كما يدعي أعلامكم أم أن هذه الحروب كلها بأوامر أمريكية ألم تسألوا أنفسكم هل دخولنا للكويت صائب وهل إنسحابناالمفاجئ بعد كل هذه الفرص والمهل التي أُعطيت لنا صائب ثم لماذا أنتم دائماً منتصرون في حربكم مع إيران وفي دخولكم الكويت وفي إنسحابكم منها بعد أم المهالك الخائبة هل تضحكون على أنفسكم أم على شعبكم
ماذا تحاسبون أيها الرفاق فوالله لم يمر على العراق حكم كحكم البعثيين لقد تعديتم الكل في الدمار والظلم والقتل والمقابر الجماعية والسجون المخفية تحت الارض والملايين المشردة هي أكبر دليل على وحشيتكم
ثم هل سألتم أنفسكم لماذا قتلتم الشهيد محمدباقر الصدر وأُخته العلوية بنت الهدى لماذا قتلتم هذا العالم الجليل والمفكر الفيلسوف والذي خسرته الانسانية قبل أن يخسره العراق والاسلام هذا الانسان المجاهد عبقري القرن والذي أتى قبل أوانه فمن سخريات القدر أن يأتي هذا العالم المعجزه في زمن الطاغوت صدام اللعين فأقسم بالله العظيم لو قُتل البعثيين جميعا ولم يبقى على وجه الارض منهم أحداً وسالت دمائهم أنهارا لا تساوي قطرة دم واحدة سالت من دم الشهيد ولا تطفئ نار وحرقة قلوبنا على هذا العالم الجليل
سؤال أخير أرجو أن تسألوه لأنفسكم أيها الرفاق وهو مع من ستحشرون غداً ألم تسمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من أحب عمل قوم حشر معهم)وأنتم أحببتم عمل صدام وشاركتموه بعمله فستحشرون غداً معه ومع عفلق لعنة الله عليهم أجمعين ولكن ومع هذا نسأل الله لكم المغفرة وقبول التوبة إن كنتم صادقين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم