عبطان والفرصة المتاحة أمام رياضة الانجاز/باقر العراقي
Sat, 4 Apr 2015 الساعة : 17:30

عانت الرياضة العراقية طوال السنوات الماضية، من إهمال شديد، وسوء في الإدارة سواءاً على مستوى التخطيط، أو التنفيذ ورياضة الانجاز أو على مستوى بناء المنشآت الرياضية، مما أدى إلى تدني مستواها، وتخلفها عن مثيلاتها في المنطقة والعالم.
وزارة الشباب والرياضة عانت منذ التأسيس سنة 1966، ثم الإلغاء عام 1987 ، ثم التحويل واستحداث هيئة للشباب عام 1994، وفي عام 2003 تم تشكيل لجنة مؤقتة برئاسة المرحوم أحمد الحجية، لإدارة وزارة الشباب والرياضة، وأخيرا إعادة السيادة للوزارة في مايس 2004، كل هذه الأحداث تمثل التخبط بإدارة الوزارة والرياضة في فترة الديكتاتورية.
لكن ما حصل خلال سنوات ما بعد التغيير، لم يكن أفضل مما سبقه، فقد ساءت العلاقة بين الوزارة من جهة، وبين اللجنة الاولمبية واتحاداتها، ووصلت إلى حد التقاطع فيما بينهما، وصارت بمثابة زعل الوالد على أبناءه، وما سببه من خراب للعائلة الرياضية، فلم تنجز قوانين مهمة في تلك الفترة، كقانون الأندية وانتخاباتها، مما جرأَ الهيئات الإدارية للنوادي، صرف الأموال الهائلة المخصصة لها من قبل الوزارة بدون إنجاز، ومن غير رقيب ولا حسيب.
عندما استلام الوزير الجديد، في حكومة الفريق القوي المنسجم، أعطى أولوية للجنة الاولمبية، واهتم بالأندية وبطولات الفرق الشعبية، وتغيرت العلاقة مع هذه المؤسسات، وأصبحت الرعاية المستمرة، وسمة التواصل هي السائدة، بدلا من القطيعة السابقة، مما أعطى دفعا في انجاز القوانين، وخاصة قانون الأندية وتعديلاته المهمة، والتي من أهمها، تحديد رئاسة النادي لدوريتن فقط.
إن رياضة الانجاز تختص بها اللجنة الاولمبية، والاتحادات الرياضية وما يلحق بها من أندية، وعمل الوزارة يتمثل بالإشراف والرقابة، إلا أن عنفوان الشباب لدى الوزيرعبد الحسين عبطان ذهب بعيدا، ليسبق هذه المؤسسات المختصة، ويعبد الطريق أمامهم بكل السبل المتاحة، ويتقدم الصفوف الرياضية، ويكون قائدا ميدانيا، وإداريا ناجحا، ليترك جميع المتخاصمين اختلافاتهم السابقة، ويحاولوا اللحاق به.
لذلك كان لزاماً على كل قادة الحركة الرياضية، بمؤسساتها الحكومية الرسمية والأهلية وشبه الرسمية، إستثمار هذه الفرصة والقيادة الإدارية الفعالة، في سبيل رفع مستوى رياضة الانجاز، والإصرار على الوصول إلى منصات التتويج، لأن فرص النجاح لا تكون متوفرة دائما.